أثر التسامح على الفرد والمجتمع وأهم مظاهره في الإسلام، يتم تعريف التسامح على أنها قدرة الفرد على احترام مشاعر الآخرين ومعتقداتهم حول موضوع أو قضية معينة على الرغم من الاختلافات القائمة على وجهات النظر أو المعتقدات أو التوجهات الشخصية، فيستمع هذا الشخص المتسامح بصبر إلى الآخرين، ويبذل جهدا لفهم وجهة نظرهم أثناء الشرح والتوضيح، فالتسامح هو قبول رأي الشخص الآخر دون معارضة، وهذا يخلق علاقات اجتماعية فعالة وصحية، ومن خلال مقالنا لليوم نقدم لكم أثر التسامح على الفرد والمجتمع وأهم مظاهره في الإسلام.
محتويات
أثر التسامح على الفرد والمجتمع
عرفنا التسامح على أنه هو قدرة الفرد على احترام مشاعر الاخرين وأفكارهم حول موضوع معين بالرغم من اختلافات وجهات النظر، ومن خلال ما يلي سوف نقدم لكم ما هي آثار التسامح على الفرد وعلى المجتمع:
- يوفر المزيد من الفرص لصداقات وعلاقات جديدة، فعند التعامل مع أشخاص ينتمون إلى ثقافات مختلفة، واحترامهم والتسامح مع آرائهم ومعتقداتهم، والتعرف على شخصياتهم، كل ذلك يساهم في بناء الثقة المتبادلة وعلاقات الألفة الصحية التي يحتاجها الجميع.
- تحقيق السلام الداخلي، عدم التسامح بين الأفراد يمنعهم من تحمل بعضهم البعض؛ ونتيجة لذلك تنمو مشاعر الغضب واليأس داخلهم، مما يخلق حالة من الإحباط والارتباك لدى كل منهم، بينما القبول واحترام الآخرين الاختلافات يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في زيادة الرفاهية والشعور بالرفاهية للفرد ويقلل من التوتر والقلق.
- بناء علاقات مجتمعية صحية: يعزز التسامح قبول التنوع الثقافي في المجتمع، والذي يقوم بدوره على خلق وبناء علاقات صحية في المجتمع من خلال أساس من التسامح القائمة على اظهار الاحترام تجاه الآخرين الذين ينتمون إلى ثقافة مختلفة.
تعزيز روح التعاون، المجتمع المتسامح الذي يحترم آراء بعضهم البعض على الرغم من اختلاف الثقافات، سواء كانت ثقافية أو غير ثقافية، يتمتع بروح مجتمعية تعاونية تعزز العمل الجماعي، وبالتالي زيادة فوائد التعاون للأفراد والمجتمع
تحقيق السلام المجتمعي، بالنظر إلى أن هذه المجتمعات المتسامحة قادرة على حل الخلافات المتعلقة بقضايا معينة بطريقة فعالة، مثل الحوار القائم على الاحترام والقبول، يمكن للتفاهم المتبادل بين أعضاء نفس المجتمع من مختلف الثقافات والتبني أن يحقق السلام ويقلل الصراع الاجتماعي
أهم مظاهر التسامح في الإسلام
التسامح من أكثر الأخلاق المهمة الواجب توافرها عند الفرد، فيجب أن يكون هناك تسامح مع المسلمين والغير مسلمين، فالتسامح دلالة على إشاعة الحب والمودة بين المسلمين، ومن خلال ما يلي نقدم لكم مظاهر التسامح مع المسلمين وغير المسلمين:
مظاهر التسامح مع المسلمين
- السماحة في الفهم، فيجب ألا يذهب في فهمه بعيدا، ويجب أن يظن في الناس خيرا، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك سماحة في التعامل، فيجب أن يتصرف بلين وعدم تجاوز الحدود.
- أن يعفو المسلم عن هفوة الغير في المال والنفس، لقوله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)، وقوله تعالى: (وَأَن تَعفوا أَقربُ لِلتَقوى).
- أن يعفو المسلم عن كل شخص أساء له بقول أو فعل، قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
مظاهر التسامح مع الغير المسلمين
- دعوة الناس إلى الإسلام بالإحسان إليهم وبالكلمة الطيبة، وعدم إكراه الآخرين على الدخول في الإسلام، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).
- التحدث مع الآخرين بلين ورفقة ولطف، وعدم القيام بتعنيف غير المسلمين.
- يجب أن يتم التعامل مع الآخرين من غير المسلمين وأخذ وقبول النافع منه.
شاهد أيضاً: آيات قرانيه عن العلم للإذاعة المدرسية مع احاديث واقوال
آيات وأحاديث عن العفو والتسامح
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على التعامل مع الأخرين برفق ولين وتسامح، سواء كان ذلك مع المسلمين أو غير المسلمين، ومن خلال ما يلي نقدم لكم الآيات التي تحث المسلمين على التعامل بتسامح:
- قال -تعالى-: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).
- قال -تعالى-: (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
- قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- قال -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
- قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا).
- قال -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- قال -تعالى-: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).
أحاديث نبوية عن العفو والتسامح
وردت العديد من الأحاديث في السنة النبوية التي تحث المسلم على أن يتحلو بخلُق العفو والتسامح، والرفق واللين، ومن خلال ما يلي نقدم لكم الأحدايث النبوية التي تتحدث عن التسامح:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).
- جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ).
شاهد أيضاً: موضوع تعبير عن التسامح في الاسلام بالعناصر
إلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي قدمناه لكم عبر موقع الليث، تعرفنا من خلال مقالنا على أحاديث نبوية عن العفو والتسامح، كما قدمنا لكم آيات وأحاديث عن العفو والتسامح، كذلك قدمنا لكم أهم مظاهر التسامح في الإسلام، والعديد من التفاصيل الأخرى.