أسباب الهبوط في الدولار الأمريكي مؤخراً، الدولار يميل لأن يكون ملاذاً آمناً، لقد كان عام 2025 جيدًا للدولار الأمريكي بشكل عام حيث كانت هذه العملة هي الملاذ الآمن الرئيسي للمستثمرين في خضم ارتفاع أسعار الفائدة، وفي العام الماضي انخفضت أسعار الأسهم بشكل عام وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، حيث كان المستثمرون مصرين على أن الدولار سوف يستمر في الارتفاع لأن التضخم دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بقوة، وكل هذا جعل الدولار من بين الأصول الأفضل أداءً في عام 2025.

وقد وصل الدولار إلى ذروته في سبتمبر 2025، ثم بدأ في الانخفاض بشكل مطرد إلى وقت قريب حيث انخفض مؤشر الدولار من حوالي 114 نقطة إلى حوالي 100 في الآونة الأخيرة، ويمكنك تداول مؤشر الدولار الأمريكي وكذلك أزواج الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى مع وسيط مريح مثل easymarkets.com للاستفادة من الفرص الحالية.

معنويات المستثمرين تؤثر على الدولار

لقد لعبت توقعات أسعار الفائدة دورًا في تحركات الدولار، ومع هذا وبهدف اكتساب فهم أفضل لمسار العملة فإنه يجب اعتبار أن الأحداث خارج الولايات المتحدة لا تقل أهمية عن تلك الأحداث داخل الدولة. إن مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية تسمح له بأداء جيد في أوقات الاضطرابات الاقتصادية حيث يسعى المستثمرون إلى نحو أمان الأصول الأمريكية مثل سندات الخزينة، ومع تحسن الظروف الاقتصادية في الصين بسبب إعادة فتح الاقتصاد ورفع قيود COVID-19 والشتاء الأكثر دفئًا من المتوقع في أوروبا وأدى هذا إلى أن أن رأس المال قد تدفق إلى تلك البلدان أيضًا، وبعيدًا عن الدولار.

ومن العوامل الأخرى التي لعبت دورًا في تراجع الدولار هو التفاؤل العام فيما يتعلق بتحسين الأوضاع الاقتصادية عالميًا، مما يعني أن عددًا أقل من المستثمرين سعوا وراء أمان الدولار، وإذا عاد التشاؤم فقد يرتفع الدولار مرة أخرى.

التضخم أدى إلى إضعاف القوة الشرائية للدولار 

على الرغم من التقلبات في سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى فقد فقدت العملة الأمريكية قوتها الشرائية باستمرار على مر السنين فمنذ عام 1933 وحتى الأعوام الأخيرة فقد انخفض الدولار الأمريكي في القوة الشرائية محليًا بنسبة 92 بالمائة. حتى مع معدل التضخم “المعتدل” لعام 1994 البالغ 2.7 بالمائة، يُقدر أن الدولار قد فقد ما يقرب من نصف قوته الشرائية بحلول عام 2025. وبالإضافة إلى ذلك، فقد انخفض الدولار بنسبة 65 بالمائة مقابل المارك الألماني، و74 بالمائة مقابل الفرنك السويسري، و76 في المئة مقابل الين منذ عام 1969 في الأسواق الدولية. 

ومع هذا فإن الدولار الأمريكي لا زال عملة الاحتياط الرئيسية بالنسبة للعديد من البنوك ونظراً لخصائصه وعلى الرغم من تراجعه مؤخراً فإنه ليس متوقعاً أن تنخفض قيمة الدولار الأمريكي بشكل كبير نظراً للعوائد المرتفعة على هذه العملة ولدينامية الاقتصاد الأمريكي، وكذلك بسبب حاجة الدول المختلفة للدولار لسداد ديونها بالدولار الأمريكي، وكل هذه العوامل تعني ان الدولار سيستفيد حتى في ظروف النمو العالمي. 

المخلص

إن الدولار الأمريكي حساس للعديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على حركته. العامل الأكثر بروزًا هو الشعور بالمخاطرة، حيث إن الدولار هو عملة احتياطي عالمية وتزداد قيمته في أوقات الخوف. ومن العوامل الأخرى التضخم وكيفية لعب هذا التضخم دورًا في تحديد السياسة النقدية، أما العامل الثالث فهو العائد مقارنة بالعملات الأخرى، وبشكل عام ، لم يتم تحديد الاتجاه العام للدولار الأمريكي بعد ، وأي تغييرات مفاجئة في التوقعات يمكن أن تغير اتجاهه، وينصح بإدارة المخاطر بشكل جيد قبل الاستثمار.