أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، كل العبادات التي شرعها الله عز وجل للمسلمين هي في أصلها من باب نيل رضا الله تعالى، وتنقسم تلك العبادات إلى فرائض ونوافل، ومن بين النوافل التي حثنا على فعلها زيادةً في الأجر والثواب الصوم في أول أيام ذي الحجة لغير الحاج، وقد اقسم الله بها وفي ذلك دليلٌ عظيمٌ على أهميتها، نعرض لكم فيما يلي أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
محتويات
فضل أول يوم من ذي الحجة
ذي الحجة هو آخر شهور السنة الهجرية، فهو يعتبر أحد الأشهر الحرم التي حرّم الله فيها القتال، كما أن المسلمون يأتون من مشارق الأرض ومغاربها إلى الديار المقدسة من أجل أداء فريضة الحج، وفيما يلي نذكر فضل أول يوم من ذي الحجة:
- يستحب للمسلم أداء كل الطاعات التي أمرنا الله بها، مثل الصلاة والصيام والصدقة وغيرها.
- من الأدلة على استحباب ذِكر الله تعالى فيه؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم” (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ، ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).
- شهر رمضان المبارك الطاعات في الليالي فيه لها أجرٌ عظيم، أما العشر الليثى من ذي الحجة فإن النهار أفضل فيه للأعمال الصالحة من ليلها.
- يستطيع المسلم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء ما فاته من أيام في رمضان المبارك.
شاهد أيضاً: لماذا سمي شهر ذي الحجة بهذا الاسم
فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها
المسلم يتذبذب بين الطاعة والمعصية، وكلما عمل المعاصي أتبعها بالطاعات والندم على ما فعله، لذلك المسلم الفطن يتحرّى مواطن الخيرات ونفحات القربات لله تعالى، فيما يلي نذكر فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها:
- أقسم الله عز وجل في مطلع سورة الفجر بهذه الأيام حيث قال تعال: ” والفجر * وليالٍ عشر” وفي ذلك دليل على عِظم ثوابها.
- وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم العمل في العشر الأوائل من ذي الحجة بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
- لا يقتصر العمل الصالح على الصيام فقط، فجميع الطاعات في هذه الأيام لها فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم.
- العشر الأوائل من ذي الحجة بها يوم عرفة وهو اليوم التاسع منها، فقد قال عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
شاهد أيضًا: اول ايام صيام العشر من ذي الحجة
أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
يقوم علماء المسلمون بتوضيح الأجر والثواب لعامة المسلمين الذي ينطوي على العبادات المختلفة، من أجل الترغيب بها، كما أن الآباء يخبرون أبنائهم بففضائل الأعمال الصالحة ليواظيوا عليها، وفيما يلي نعرض أهم أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة:
- الصوم هو العبادة الوحيدة التي اختصها الله عزو جل لنفسه، وأضاف ثوابها له، جاء في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
- لا يشترط متابعة الصوم في جميع الأيام التسع، فمن الممكن أن تختار أيها تشاء وتنال الأجر والثواب.
- رائحة فم الصائم عند الله تعالى أطيب من رائحة المسك، كما أخبر في الحديث الشريف: (والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك).
- في الجنة بابٌ لا يدخل منه إلا الصائمون، لذلك على المسلم أن يسارع إلى صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
- إن الصوم هو أحد الأسباب التي تقي المسلم من دخول النار، فيعتبر بمثتبة الدرع الواقي له من نار جهنم، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنة)؛ جنة: وقاية.
شاهد أيضًا: ما حكم صيام الست من شوال قبل القضاء
هل صام النبي صلى الله عليه وسلم العشر الليثى من شهر ذي الحجة
قدوتنا في هذه الدنيا هو النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة الكرام من بعده، ومن المعلوم أن من يسير على درب الرسول فقد نال شفاعته يوم القيامة، فيما يلي نعرض الأدلة التي توضح صيام النبي عليه السلام في العشر الأوائل من ذي الحجة:
- ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم في كل عام الأيام التسعة الليثى من شهر ذى الحجة.
- أقرّت زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه صام العشر وطلب منهن الصيام أيضًا.
- ورد صوم النبي عليه السلام العشر الليثى من ذي الحجة عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان لا يدع ثلاثًا: (صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة).
شاهد ايضًا: ادعية 10 ذي الحجة
أفضل العبادات التي يجدر القيام بها في الأيام العَشر من ذي الحجة
كل الأعمال الصالحة يستحب فعلها في العشر الأوائل من ذي الحجة، كما يشرع للمسلم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، حاول علماء المسلمون جمع أفضل العبادات التي يجدر القيام بها في الأيام العَشر من ذي الحجة وهما كالتالي:
- إذا كان باستطاعة المسلم التوجه إلى الديار الحجازية والقيام بمناسك الحج فعليه أن يفعل ذلكفقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ».
- من أهم الأعمال الصالحة الصوم وخاصةً يوم عرفة، فقد ورد في فَضل صيامه قَول النبي صلى الله عليه وسلم-: «صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ».
- الإكثار من ذكر الله تعالى مثل: التكبير، والاستغفار والتحميد والتهليل.
- تجديد التوبة لله تعالى ورجائه في مغفرة الذنوب.
- إخراج الصدقات للفقراء والمحتاجين لشراء ملابس العيد.
- تقديم الأُضحية في أيام عيد الأضحى؛ كما فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- أداء صلاة عيد الأضحى مع جماعة المسلمين لأن في ذلك إغتظة الأعداء، وعدم تفويتها.
شاهد أيضًا: صحة حديث اذا رايتم هلال ذي الحجة
عبارات جميلة عن عشر ذي الحجة
من الجميل أن يتبادل المسلمون فيما بينهم التهاني والتبريكات بحلول العشر الأوائل من ذي الحجة، ففي ذلك نشرٌ للمحبة والألفة بينهم، كما يمكن حثهم على فعل الطاعات، وفيما يلي أجمل العبارات عن العشر الاوائل من ذي الحجة:
- ما بين شهر رمضان وعشر ذي الحجة تقل الطاعات فتأتي العشر للرجوع إلى الله تعالى وتجديد الهمة بالمبادرة للأعمال الصالحة.
- العشر الوائل من ذي الحجة هي خير أيام العام، من بداية الفجر إلى مغيب الشمس، نشمّر في هذه الأيام القليلة لاغتنام الرحمات من رب البريات.
- “وليال عشر” أأقسم الله بهن يا صديقي؟ فماذا بعد إنها فرصة جيدة للعودة إلى الله فلا تكن لها من المدبرين.
شاهد أيضاً: متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025
وصلنا لختام هذا المقال، الذي أوردنا فيه أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، كما قمنا بالحديث عن فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الأيام المباركة، وافضل العبادات التي يستحب للمسلمين أدائها لنيل رضا الله تعالى.