تُعدُّ مسألة كيفية عيش يأجوج ومأجوج بدون طعام من الأسئلة الشائعة التي تشغل بال الكثير من الناس. فهذان القوم من المخلوقات التي خلقها الله تعالى وأشير إليهما في القرآن الكريم والسنة النبوية. ويُعتبر ظهورهم من المحبس علامة من علامات الساعة الكبرى. يسعى موقع أطروحة إلى تسليط الضوء على العديد من الجوانب المتعلقة بيأجوج ومأجوج، بما في ذلك تفاصيل حياتهم وأساليب عيشهم وأوقات ظهورهم.
محتويات
يأجوج ومأجوج وقصتهم في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى يأجوج ومأجوج في سورة الكهف، حيث قال: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}. فهم قوم من الأشرار الذين اشتهروا بممارسات الفساد والظلم في قديم الزمان. وقد قام ذو القرنين ببناء سدٍ يقي الناس من شروروهم، مستخدمًا الحديد والنحاس لحبسهم بين جبال، ولا يزالون محصورين حتى يأتي الوقت الذي يعلمه الله تعالى، وهو اقتراب الساعة.
تعرف على دهاة العرب الأربعة
كيف يعيش يأجوج ومأجوج بدون طعام؟
لا توجد معلومات موثوقة تشرح كيفية عيش يأجوج ومأجوج بدون غذاء. بعض الروايات تذكر أنهم يتغذون على جثث الحيوانات النافقة مثل الخنازير والفيلة، وكذلك من جثث أبناء جلدتهم. وعند خروجهم، يمكن أن يأكلوا كل ما هو أخضر ويشربون مياه الأرض بأكملها بسبب كثرتهم وجوعهم الشديد. ولكن، يبقى عدم وجود دلائل مؤكدة عن كيفية عيشهم بدون طعام.
ماذا يتناول قوم يأجوج ومأجوج في الوقت الحالي؟
لا توجد روايات موثوقة حول ما يأكله يأجوج ومأجوج في الوقت الحالي، سوى بعض الأخبار التي تنقصها الأدلة. ويُقال إنهم يأكلون جثث موتاهم وجثث الحيوانات التي تتواجد معهم. يُعتبر اسما يأجوج ومأجوج مشتقين من كلمة “المأج” التي تدل على الاضطراب، أو من “أجيج” النار، وهما أمتان من بني آدم يتواجدون وفقًا لمؤشرات القرآن والسنة النبوية.
هل يهتز عرش الرحمن عند بكاء العبد؟
خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان
لا يزال يأجوج ومأجوج محاصرين خلف السد الذي بناه ذو القرنين، والذي يمنعهم من تحقيق مآربهم في إحداث الفساد على الأرض. يسعون لهدمه يوميًا، لكن الله تعالى يأمرهم بالتوقف ويعودون في اليوم التالي ليجدوا السد أقوى مما كان. وعندما يؤذن الله لهم بالخروج، سيشرعون في التهام كل ما يعترض طريقهم من مياه وموارد، ليقع الرعب في قلوب الناس، حتى يتوهمون أنهم قد انتصروا. لكن الله سيبعث دودة تُدعى “دود النغف” لتقضي عليهم جميعًا، وستكون تلك نهاية يأجوج ومأجوج كما هو مذكور في الأحاديث الصحيحة.
يأجوج ومأجوج في السنة النبوية
تناول النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحديث عن قوم يأجوج ومأجوج، حيث أخبر بخروجهم في آخر الزمان بعد أن يقضي المسيح عيسى ابن مريم على الدجال. فقد ورد عن النواس بن سمعان الأنصاري أن النبي قال:
“بينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إنّي أخرجت عبادًا لا يدافع أحدٌ عنهم، فاحرص عبادِي إلى الطور، في بعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كلّ حدبٍ ينسلون. فيمر أوائلهم على بحيرة الطبرية فيشربون، ويمر آخِرُهم ويقول: لقد كان هنا ماء، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل القدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، فلنقتل من في السماء، فيرمي بعضهم بنشابهم إلى السماء، فيعود إليهم وقد قطر دمًا، ويقولون: قهرنا أهل الأرض وأهل السماء. حتى يُرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيموتون جميعًا فتُفسد جثثهم الأرض، ثم ينزل عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون فيها موضع شبر إلا ملأه نتنهم، فيتوسلون إلى الله فيرسل أطياراً كأعناق البخت لتحملهم إلى حيث شاء الله، ثم يُرسل الله مطرًا لا يُبقي بيت مدر ولا وبر إلا غسله حتى تترك الأرض كالمِرآة.”
لماذا لا نرى يأجوج ومأجوج؟
لقد أيّد الله ذو القرنين بالمقدرة والقوة اللازمة لسجن يأجوج ومأجوج، حيث أُحْكِم السد الذي يمنعهم من الظهور. وإنَّ وجودهم هو من الأمور الثابتة، والسد الذي بناه ذو القرنين ليس مجرد تصور بل حقيقة مادية. كذلك، تشير الأحاديث النبوية إلى أن يأجوج ومأجوج يحاولون الخروج من السد بشكل يومي. وقدرويت عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهو فزع، قائلاً: “لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب؛ فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا”، ثم أشار بإصبعه.
بهذا ننهي مقالنا حول كيفية عيش يأجوج ومأجوج بدون طعام، والذي ألقى الضوء على هويتهم، وطرق عيشهم، وحقيقة خروجهم في آخر الزمان، بالاستناد إلى ذكرهم في القرآن والسنة النبوية.