يُعَدّ بيت الشعر الأصعب لامرؤ القيس من أبرز قصائد الأدب العربي، حيث يُعتبر امرؤ القيس تمثيلًا حيًا للغنى الشعري الذي يتميّز به هذا الأدب العريق. وُلد الشاعر في عصر الجاهلية، ولا تزال أشعاره تُتبع من قبل الأدباء إلى يومنا هذا. من خلال هذا المقال، يقدم موقع أطروحة مجموعة مختارة من أكثر وأجمل قصائد امرؤ القيس.

نبذة عن امرؤ القيس

هو امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي، وأمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية. وُلِد في نجد وكان ينتمي إلى قبيلة كندا، حيث نشأ في ظروف ميسورة ورفاهية. يُعتبر امرؤ القيس من أبرز شعراء المعلقات في العصر الجاهلي، حيث تعلم فنون الشعر من خاله أبي ليلى المهلهل. إلا أن اهتمامه انصرف إلى رفقة الصعاليك، مما دفع والده إلى عدم الرضا عن تصرفاته، فحدثت بينهما خلافات انتهت بنفيه إلى حضرموت، حيث حاول التعرف على تقاليد قبيلته. ورغم ذلك، لم يتخلَّ عن أسلوب حياته المتساهلة. تأخّر مجرى حياته حتى وُجد نفسه بعد مقتل والده، الذي كان ملكًا على بني أسد وغطفان، ليأخذ على عاتقه مسؤولية الثأر، ويقول: “رحم الله أبي، ضيعني صغيرًا، وحملني دمه كبيرًا. لا صحو اليوم ولا سُكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر.” وقد تعددت ألقاب الشاعر، حيث عُرف بالملك الضليل وذي القروح. وانتهت حياته بعد مسيرة مليئة بالتحديات والبطولات نتيجة إصابته بمرض الجدري في أنقرة.

أصعب بيت شعر لامرؤ القيس

يحتوي ديوان الشعر العربي على مجموعة من القصائد لامرؤ القيس التي تتميز بفصاحة ألفاظها وجزالتها، وهي من أبرز سمات الشعر الجاهلي، ومن بينها نجد القصيدة:

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجل
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ
ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل

أشهر القصائد الرومانسية لامرؤ القيس

لطالما كانت الأشعار تعكس مشاعر الشاعر وأفكاره، وقد عُرف امرؤ القيس بقصائد الحب والغزل، ومن أبرزها:

  • القصيدة الأولى: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، والتي يقول فيها:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَل
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

  • القصيدة الثانية: تعلق قلبي طفلة عربية، ومما جاء فيها:

تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل

قصائد صعبة لامرؤ القيس

كان امرؤ القيس واحدًا من عمالقة الشعر الجاهلي، تميّز بفصاحته وإبداعه في اللغة. ترك بصمة واضحة في الأدب العربي بشعره وقصائده، ومن بين القصائد الشهيرة يقول:

دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ
طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت
وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
وَتَرى الضَبَّ خَفيفاً ماهِراً
ثانِياً بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
وَتَرى الشَجراءَ في رَيِّقِهِ
كَرُؤوسٍ قُطِّعَت فيها الخُمِر
ساعَةً ثُمَّ اِنتَحاها وابِلٌ
ساقِطُ الأَكنافِ واهٍ مُنهَمِر
راحَ تُمرِيهِ الصَبا ثُمَّ اِنتَحى

أجمل ما في شعر امرؤ القيس

تسود مشاعر الحزن والشجن في أذهان قراء أشعار امرؤ القيس، حيث يعكس إحساساته تجاه الحب والشوق والألم بعمق. ومن بين أجمل قصائده:

أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ تَنوبُ
وإني مُقِيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ
أجارَتَنا إنّا غَرِيبَانِ هَهُنَا
وكُلُّ غَرِيبٍ للغَريبِ نَسيبُ
فإن تَصِلِينَا فَالقَرَابَةُ بَيْنَنَا
وإنْ تَصْرِمِينَا فالغَريبُ غريبُ
أجارَتَنا مافاتَ لَيْسَ يَؤوبُ
ومَا هُوَ آتٍ في الزَّمانِ قَرِيبُ
ولَيْسَ غريباً مَن تَنائتْ ديارُهُ
ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ

صور أبيات شعر امرؤ القيس

يظل امرؤ القيس يمثل أسطورة أدبية لن تتكرر، حيث تظل أشعاره تُتناقل عبر الأجيال، فتارَةً تكون شفاءً للجروح، وتارةً تحمل في طياتها مشاعر الحزن والشوق. وفيما يلي صور لأجمل ما كتب من الشعر:

من القائل يارب ان عظمت ذنوبي كثرة، قصة قصيدة

تحتوي هذه المقالة عن أصعب بيت شعر لامرؤ القيس، بالإضافة لإضاءة سريعة عن حياته وأعماله، إلى جانب عرض مجموعة من أبرز قصائده المحفورة في ذاكرة الأدب العربي حتى وقتنا الحالي.