احاديث عن الصبر على البلاء مع الأدعية، إن الصبر على البلاء والموت من أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته، فالبلاء والمصائب هي أمور لا يمكن تجنبها، ولكن يمكننا تعلم كيفية التعامل معها والصبر عليها بطريقة صحيحة، ولقد وردت في كتب السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تشجع على الصبر والاحتساب في مثل هذه الظروف الصعبة، والتي تعتبر مصدر إلهام وتحفيز للمؤمنين في حياتهم اليومية في هذا المقال، سنتحدث عن احاديث عن الصبر على البلاء والموت مع الأدعية.
محتويات
آيات عن الصبر على البلاء
لقد أوردت العديد من آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف الأمثلة والنماذج التي نستقي منها المواعظ والعبر عندما يحل الكرب والبلاء على المؤمن، كما أوردت آيات القرآن الكريم العديد من القصص التي تبشر الصابرين بأن فرج الله قادم لا محال، وعليه من أمثلة الآيات والأحاديث عن الصبر على البلاء ما يلي:
- “إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ” هود الآية 11.
- “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ”. سورة المؤمنون الآية 111.
- ” أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا”. سورة الفرقان الآية 75.
- “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا”. سورة أل عمران الآية 120.
- “أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”. سورة القصص الآية
- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” سورة البقرة الآية 155.
- “الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ” سورة آل عمران الآية 17.
- “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” البقرة 153
- “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”.
شاهد أيضاً: أحاديث عن رمضان وفضله وأهميته
أحاديث عن الصبر على الشدائد
إن الحديث النبوي الشريف هو ما ورد عن الرسول محمد ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أو بعدها، علاوةً على ذلك لقد تضمنت أحاديث السنة النبوية والجماعة، فضلاً عن أنه المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، لذلك إن من الأحاديث الواردة عن الصبر على الشدائد ما يلي:
- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:”ليس الشديد بالصُرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
- عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “إذا أراد اللَّه بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد اللَّه بعبده الشر أمسك عَنْه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة”.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم، “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطايا”. رواه البخاري ومسلم .
- قال النبي صلى الله عليه وسلم، ” من يرد الله به خيرا يصب منه” . رواه البخاري .
حديث عن الصبر قصير
في الحقيقة هناك العديد من الأحاديث التي وردت في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الصبر، فمن الجدير بالذكر أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام كانت قائمة على الصبر على الأذى الذي كان يلاقيه النبي من قريش والمشركين عموماً، لذلك من الأمثلة على أحاديث الصبر ما يلي:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء, ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد ” رواه ومسلم . الأرز هي شجرة الصنوبر وقيل شجرة الصنوبر الذكر خاصة وقيل شجرة العرعر.
- كذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت لضر أصابه، إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب. رواه البخاري.
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم، ويقطعونني، وأحسن إليهم، ويسيئون إلي، وأحلم عنهم، ويجهلون عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
أحاديث عن الصبر عند الموت
إن مصيبة الموت والفقد من أصعب ما يصيب المؤمن في الدنيا، وهذا يتطلب منه مجاهدة نفسه وقوامة دينه وصبر كبير على الابتلاء الذي أصيب به المسلم، لذلك نستطيع مواساة من فقد شخص بالعديد من الأحاديث النبوية التي وردت في السيرة النبوية منها ما يلي:
- عن أنس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال ” اتقي الله واصبري . فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتى ولم تعرفه . فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك . فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
- روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ، ولا نصبٍ، ولا سقمٍ، ولا حَزنٍ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه).
- كذلك: روى البخاري بسندٍ صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما مِن قدر صعبٍ تصيبُ المسلِمَ إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِها عنهُ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها)
- قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، (من يُرِدِ اللَّهُ بِه خيرًا يُصِبْ مِنهُ)
- وقد روي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ).
شاهد أيضاً: أفضل أحاديث عن فضل الصيام
حديث عن الصبر والفرج
ما من صبرٍ ورضا على ابتلاء الله للإنسان إلا ويعقبه الجبر والعوض والفرج الجميل، كيف لا والله تعالى هو القائل في إن بعد العسر يسراً، ولقد أوصى وحث النبي عليه السلام بضرورة التحلي بالصبر فإن نتائج الصبر فرج عظيم، ومن الأحاديث التي جاءت للتعبير والحث على ذلك ما يلي:
قال النبي صلى الله عليه وسلم” فما يبرح البلاء في العبد، حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة” رواه ابن ماجة و ابن أبي الدنيا و الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، قوله : ( أي الناس أشد ) أي أكثر وأصعب ( بلاء ) أي محنة ومصيبة ( قال الأنبياء ) أي هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعماء ، ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية ، وليتوهن على الأمة الصبر على البلية.
حديث عن الصبر مفتاح الفرج
على المسلم أن يعلم علم اليقين أن التحلي بصفة الصبر على البلاء، والرضا بأمر الله من الأمور التي تزيد في رصيد حسناته، كما أيتعين عليه أن يبقى متفائلاً بشكل دائم، وأن يكون على يثق بأن الله عز وجل قادر على تبديل حاله إلى أفضل حال، لذلك من الأحاديث عن الصبر مفتاح الفرج ما يلي:
- ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه إذ كان رديف النبي -عليه السلام-، فقال له النبي: (يا غلامُ أو يا بُنيَّ ألا أُعلِّمُك كلماتٍ ينفعُك اللهُ بهنَّ ؟ فقلتُ بلَى، قال: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه أمامك، تعرَّفْ إليه في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ، وإذا سألتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ باللهِ، جَفَّ القلمُ بما هو كائنٌ، فلو أنَّ الخَلقَ اجتمعوا على أن ينفعوك أو يضرُّوك بشيءٍ لم يقْضِه اللهُ لك لم يقدروا عليه، واعمَلْ للهِ بالشُّكرِ في اليقينِ، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ في الصَّبرِ…). “أخرج الترمذي بنحوه، صحيح”.
شاهد أيضاً: أحاديث صحيحة عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
في ختام هذا المقال للحديث عن نماذج وأمثلة متنوعة على احاديث عن الصبر على البلاء التي وردت في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حث عليه السلام على ضرورة التحلي بالصبر سواء في الابتلاء، وفي الموت، وفي كافة الشدائد إذ إن للصبر على البلاء أجر عظيم يناله المسلم.