اذكر الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا وما أهميته، نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بحيث يحتوي على كافة التشريعات والقوانين والأحكام التي يحتكم لها المسلمون في كافة أمور حياتهم، فضلاً عن احتوائه على كم كبير من العبر والعظات التي تنظم حياة المسلم، ولقد كان في نزوله على سيدنا محمد مفرقاً حكمة، لذلك فيما يلي من سطور هذا المقال سنتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بالرد على سؤال اذكر الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا وما أهميته.
محتويات
اذكر الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا
لقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على ثلاث مراحل أو تنزيلات، وهو محفوظ في اللوح المحفوظ عند الله سبحانه وتعالى، وأنزله جملة واحدة في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم أُنزل في ثلاثة وعشرين عاماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يعتبر القرآن الكريم معجزة من الله تعالى عز وجل ودعم لنبيه الكريم، وفيما يتعلق بالحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقاً فتتمثل في التالي:
تثبيت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم
- حيث يكون ذلك بتكرار نزول الوحي من حين لآخر ودون انقطاع لفترات طويلة يشعر فيها بالإحباط واليأس.
- ويساهم ذلك في حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم وآياته بكل سهولة,
- ومعرفة أحكامه، وكل هذه الأمور تساعد في تثبيت قلب النبي عليه الصلاة والسلام وتقوي عزيمته، والدليل على ما ورد في متن آيات القر آن الكريم: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ).
تدرج القرآن في تأسيس الأمة
- حيث نزل القرآن الكريم مفصلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم تدريجياً من الله عز وجل في إقامة الأمة الإسلامية ورفعتها في الإيمان والإسلام والأخلاق والعمل الصالح.
- أيضاً ليبلغ المسلمون الإخلاص في الأعمال الصالحة، وكل ذلك يُسهّل على المسلمين حفظ القرآن الكريم على الأمة، لأنه إذا وصل إليهم دفعة واحدة سيصعب عليهم حفظه وفهمه بسهولة.
تمهيدًا لتغيير العادات والعقائد السابقة
- أضف إلى ذلك إن نزول القرآن الكريم مفرقاً كان لهدف التمهيد لتغيير بعض العقائد والأحكام التي تعلق بها المسلمين في عصور الجاهلية أي ما قبل الإسلام، والتي اعتادوا عليها لسنوات طويلة وكان من الصعب أن يتركوها مباشرة.
- وما جاء في متن آيات القرآن الكريم ليدلل على هذه الحكمة قول الله تعالى في القرآن الكريم: ” وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا “.
- ومن ذلك أنَّ العرب قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد ألِفوا كثيرًا من العادات السيئة، فجاء القُرآن الكريم ليقوم بإرشادهم لتركها تدريجياً واحدة تلو الأخرى، والدليل على ذلك قول رسول الله في الحديث الذي روته السيّدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا “.
شاهد أيضاً: أجمل عبارات عن القرآن الكريم و عرض شعر جميل عن القرآن
معنى نزول القرآن منجماً والحكمة من نزوله
استكمالاً للحديث عن الحكمة التي ينطوي عليها نزول القرآن الكريم، تجدر الإشارة بالقول أنه نزل إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة، أما المعنى المراد بمنجماً فهو يعني مفرقاً أي لم ينزل جملةً واحدة، والحكمة من ذلك:
تعظيم أمر القرآن الكريم
إن من الحكم التي نضيفها لما سبق هو تعظيم أمر القرآن الكريم وتشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال إعلام الملائكة له بأنّ القرآن الكريم هو آخر الكُتُب السماويّة المُنَزَلة على آخر الرُّسُل.
تعليم الصحابة تلاوته وترتيله
قال الله عز وجل في كتابه: ” وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا “، إن هذه الآية جاءت دليل على أن الترتيل جاء بأمر إلاهي من عند الله عز وجل، وقد علمه للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم ليعلمه بدوره للمسلمين، ولو أنزل الله عز وجل القُرآن جملة واحدة لما تمكّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعلم الترتيل ويعلّمه للصحابة الذين نقلوه للمسلمين من بعده.
تحدي غير المؤمنين وبيان إعجاز القرآن
- لقد واجه النبي عليه الصلاة والسلام مع صحابته في مكة المكرمة والمدينة المنورة العديد من الأسئلة التعجيزية الصعبة والتي تعتبر بمثابة امتحان له.
- ومن هذه الأسئلة سؤالهم عن الساعة متى تكون.
- وكلما كان المشركون يسألون النبي عليه الصلاة والسلام سؤالًا من هذه الأسئلة يُنزل الله عليه قُرآنًا للإجابة عن سؤالهم ورد كيدهم في نحرهم.
توثيق كثير من وقائع سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم
- لقد أظهر القُرآن الكريم عدة جوانب كثيرة في حياة النبيّ عليه السلام وحفظها.
- أضف إلى ذلك أنه تضمن سور القرآن الكريم من قصص لحياة الأنبياء وحياة الأمم السابقة من مختلف الأزمان، وذلك لأخذ العبرة والموعظة والاهتداء بسيرة النبي عليه السلام.
شاهد أيضاً: بحث عن الحكمة من الحلال والحرام
أهمية القرآن الكريم
مما لا شكّ فيه إن للقرآن الكريم أهمية كبيرة لدى المسلمين في كافة أمور ومجالات حياتهم وتعاملاتهم اليومية، ولا تقتصر أهميته على مسألة الإخلاص فقط، بل أن للقرآن الكريم أهمية كبيرة جداً كونه صالح لكل زمان ومكان، وتتمثل أهميته في التالي:
- إن القرآن الكريم المصدر الرئيسي للتشريع في الإسلام، ومنه يستنبط المسلمون القواعد والتشريعات التي تنظم حياتهم وتعاملاتهم وأخلاقهم.
- قراءة القرآن سبب للحصول على الثواب والأجر العظيم، كما أنه يحمي الإنسان من وساوس وفتن الشيطان.
- أضف إلى ذلك إن القرآن الكريم سبب لدخول المسلمين الجنة والابتعاد عن النار إذا عمل الإنسان وفق القواعد والتعليمات والتشريعات الواردة في متن آيات القرآن الكريم.
- يحتوي القرآن الكريم على علاج للأمراض العقلية والجسدية لدى المسلمين، وقراءته تجلب الراحة وراحة البال وراحة البال، وتحمي الناس من هموم الحياة وكربها وصعوباتها.
- يعلم القرآن الكريم المسلم كل الأخلاق الكريمة وحسن السلوك، ويوضح القرآن للمسلم طريقة التعامل التي يجب أن يتبعها مع كل من حوله من أسرته وأولاده وجيرانه من المسلمين وغير المسلمين.
- نزل القرآن الكريم لإقرار العدل ونشر العدل والسلام والخير بين أبناء الأمة الإسلامية.
شاهد أيضاً: ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة؟
في النهاية تعرفنا على للإجابة عن سؤال اذكر الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا وما أهميته، فمن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لبيان القواعد والأصول الصحيحة التي يقوم عليها الدين الإسلامي الصحيح القويم.