تداول العملات الأجنبية يعد نشاطًا استثماريًا واعدًا، لكنه في الوقت ذاته سلاح ذو حدين ،قد يحقق الأرباح، لكنه في المقابل، قد يسفر عن خسائر جسيمة.
ارتكاب الأخطاء وارد في عملية التداول، سواء كان المتداول مبتدئًا أم مخضرمًا، إلا أن احتمال الوقوع في الأخطاء وارد بنسبة كبيرة إذا كان المتداول مبتدئاً.
عملية التداول تكتنفها الكثير من التفاصيل، ويحتاج المتداول المبتدئ بعض الوقت حتى تكتمل أمامه الصورة، ويتمكن من استخدام كافة الأدوات المتاحة لديه الاستخدام الصائب بما يحقق له الربح، ويجنبه الخسارة.
وأقصر الطرق للتعلم، هي دراسة تجارب الآخرين، ومحاولة استخلاص المشاكل والأخطاء الشائعة، والتي عانى منها الآخرون.
هذا ما سوف نتناوله في مقالنا، محاولين مساعدة المتداولين الجدد في تجنب الوقوع في تلك الأخطاء، ونيلهم لقب “متداول ناجح” باقتدار.
ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتداولون الجدد
1– عدم تحديد الغرض من التداول وطريقة تحقيق ذلك
يختلف الناس في أسباب قيامهم بالتداول، منهم من يريد أن يحقق مكاسب جانبية بالإضافة إلى مصدر دخلهم الأساسي، والبعض الآخر يريد أن يتخذ من التداول وظيفة بدوام كامل.
أياً ما كان هدفك من ممارسة نشاط التداول، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على وجود خطة التداول الخاصة بك، والتي هي باختصار سبيلك لتحقيق هدفك.
المتداول الناجح هو من يضع خطة لنشاط التداول، ويلتزم بها.
2- اختيار عشوائي لمنصة التداول
اختيار منصة التداول المناسبة هو مفتاح نجاح صفقاتك في التداول ونجاحك كمتداول يومي يسعى لتحقيق الربح.
عليك المقارنة بين المنصات الأبرز عالميا وتحديد نقاط القوة والضعف لكل منهم. واختيار منصة موثوقة توفر مواد تعليمية تفيدك في رحلة التعلم وتصحبك من مستوى المبتدأين لمستوى المحترفين، واوضح مثال على هذا هو ما توفره منصة ايزي ماركتس من أدوات تعلم للمبتدأين والمحترفين على حد سواء.
3-الممارسة المفرطة للتداول
يقع كثير من المتداولين في هذا الخطأ، لاسيما المبتدئين منهم، مدفوعين باعتقاد أن هناك تناسبًا طرديًا بين مقدار التداول، ومقدار المكاسب المحققة، فهذا يدفعهم إلى التداول بكثرة، وبشكل أسرع.
لكن الواقع أن الإفراط في التداول، يرفع من نسبة المخاطر. فلا ينبغي على المبتدئين التعجل في بدء التداول قبل تحصيل الكثير من المهارة والمعرفة الكافية لدخول هذا العالم.
4- التداول بناء على العاطفة
غالباً ما يحدث ذلك بعد المرور ببعض الصفقات الناجحة المتتالية، إن ذلك يمنحك شعورًا بالطمأنينة والثقة، مما يدفعك إلى الانغماس أكثر في صفقات أكبر.
الثقة بالنفس سمة جيدة في عالم التداول، لكن عمليات التداول التالية يجب أن تكون مبنية على أسس علمية وبيانات واضحة، وليست على أسس عاطفية، فأموالك على المحك، وعليك أن تكون دومًا مستعدًا لتقبل الخسارة.
5-التداول بناء على التوقع
القيام بعملية التداول ينطوي على اتخاذ موقف بيع أو شراء، لكن هناك فرق كبير بين كونك تاجرًا أو مقامر. فالمقامر يلقي بأمواله على الطاولة ويتمنى أن تعود إليه تلك الأموال مع أرباح. لكن التاجر يتخذ مواقفه بالبيع أو الشراء بناء على مؤشرات، ووفقًا لخطة موضوعة مسبقًا. في كل الأحوال فإن أموالك معرضة للخطر، والخطر الأكبر هو عدم اليقين.
لكن المتداول الناجح هو من يسعى لتقليل حجم المخاطرة وعدم اليقين لأدنى مستوى ممكن. يمكن للمتداول أن يستغل كافة الرسومات البيانية والتحليلات الاقتصادية، ونشرات الأخبار لزيادة معطياته الحالية، فتقل نسبة عدم اليقين، وتقل معها احتمالات الخسارة.
6- تجاهل استخدام أمر وقف الخسارة
أمر وقف الخسارة هو أحد الأوامر التي توفرها جميع منصات التداول للمتداولين، لإدارة مخاطرهم وتمكينهم من الحد من خسائرهم المحتملة.
يحول هذا الأمر دون تعمق المتداول في اتخاذ موقف خاسر من الصفقة. ويمكن تخصيص هذا الأمر من ناعم إلى صارم. المتداولون ذوو الخبرة يناسبهم تخصيص الأمر في الوضع الناعم.
7- الدخول في صفقات كبيرة
القيام بالاستثمار بمبلغ كبير من رأس المال قد يؤدي إلى أرباح كبيرة جدًا في حالة ما إذا كانت الظروف مواتية، وكانت التوقعات صحيحة. لكن في المقابل، فإن احتمال الخسارة لا يزال قائمًأ، فإذا كنت تستثمر بنسبة كبيرة من رأس مالك، فإن الخسارة تعني انخفاض المال المخصص للتداول، بما يعني انخفاض نسب الأرباح.
ينصح دومًا بالاعتدال في المبالغ المستثمرة، ودخول الصفقات بما يتناسب مع القدر الذي تستطيع قبول خسارته، وبما لا يؤثر على رأس المال.
8- اتخاذ مراكز متعددة دون الاستعانة بالنظام الآلي
الكثير جدًا من منصات التداول المتقدمة تحتوي على نظام آلي للتداول، تكون وظيفته مراقبة عمليات التداول بشكل آلي، واتخاذ قرارات بناء على معطيات تقوم أنت بتخصيصها.
تفيد هذه الأداة في حالة اتخاذ عدد كبير من المواقف والتي تتطلب كلها متابعة متأنية، وهو قد يكون مربكاً للعديد من المتداولين المبتدئين.
كما أن استخدام مثل هذه الأداة يتطلب تدريبًا وصبرًا، إساءة استخدام مثل هذه الأداة قد يتسبب في تحقيق خسائر غير متوقعة.
ينصح دومًا بعدم اتخاذ الكثير من المراكز في وقت واحد حتى يسهل متابعتها.
كيف تساعد منصات التداول في تجنب الأخطاء الشائعة للمبتدئين
الاختيار الصحيح لمنصة التداول ينطوي على العديد من العوامل والكثير من الاعتبارات التي يجب أخذها في الحسبان.
كما سبق وأشرنا حول الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتداولون المبتدئون سببها الأساسي نقص الخبرة، إلى جانب عدم التأهيل النفسي للمبتدئ، سواء في قبوله المكاسب أو الخسائر.
تحتوي منصات التداول حاليا على الكثير من الأدوات التي تهم المتداول المبتدئ، وذلك يتضمن مواد تعليمية تساعده على استخدام الأدوات المتعددة في عملية التداول، وتعرض له الكثير من النماذج لحالات النجاح والفشل عن طريق مقاطع فيديو ومقالات مكتوبة.
كما تتيح المنصات إمكانية إنشاء حساب تداول تجريبي، يتيح للمبتدئ خوض غمار عمليات التداول بأموال غير حقيقية، لكنها في النهاية تهدف إلى إعداد المتداول فنياً ونفسيًا لعملية التداول.