التشهد الأول والثاني في الصلاة، مما لا شكّ فيه إن التشهد الأول والثاني هما جزءان أساسيان من الصلاة في الإسلام، وهما عبارة عن أذكار تُقال في وقت معين في ركن محدد من أركان الصلاة، ويهدفان إلى تأكيد الاعتقاد الإسلامي وتذكير المصلين بأهمية الإيمان بالله، في الحين ذاته إن الصلاة تشغل الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وأول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، من هذا المنطلق نتناول الحديث فيما يلي من سطور هذا المقال حول التشهد الأول والثاني في الصلاة.
محتويات
التشهد الأول والثاني في الصلاة
يعتبر الاحتفاظ بالتشهد الأول والثاني في الصلاة من السنة النبوية، وهو تعبير عن الاعتقاد الإسلامي بالله ورسوله ويؤكد على وحدانية الله ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، من ناحية أخرى يجهل البعض صيغة التشهد سواء الأول أو الثاني وعليه سنتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بهما على النحو التالي:
التشهد الأول
- يأتي بعد الركوع ويكون عبارة عن قول المصلي: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”، ويعتبر هذا التشهد تأكيدًا لوحدانية الله ولمحمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول لله.
- ويشمل التشهد الأول الدعاء لله بالرحمة والبركة على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
التشهد الثاني
- فيأتي في الجلوس الأخير من الصلاة، ويتكون من جملتين: “التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”.
- ويعتبر هذا التشهد تحية لله وصلاة وتحية للرسول صلى الله عليه وسلم، كما يعتبر تذكيرًا بالإيمان بالله ورسوله.
شاهد أيضاً: حديث قصير عن الصلاة وفضلها من صحيح البخاري
حكم التشهد في الصلاة
التشهد في الصلاة هو جزء أساسي من الصلاة في الإسلام، وهو متعارف عليه في جميع المذاهب الإسلامية ومن السنة النبوية أن يحافظ المسلمون على التشهد في كل صلاة يؤدونها، وإلا فلا تصح الصلاة باعتبارها ناقصة، وفي حكمن التشهد ورد التالي:
- يعتبر التشهد في الصلاة واجباً على المسلم، وهو يدل على تأكيد الإيمان بالله ورسوله وعلى الوحدانية الإلهية.
- ويعتبر أيضاً أحد الأدعية التي تتضمن الصلاة والتحية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- ومن الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية التشهد في الصلاة آية: “فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ” (النساء: 103)، وهي تعني أن التشهد يجب أن يكون جزءًا من الصلاة، ويتم ذكر الله فيه قيامًا، وقعودًا.
- في الحين ذاته يأتي التشهد على قسمين القسم الأول أو التشهد الأول، والقسم الثاني أو الأخير، وقد أجمع أكثر أهَلْ العلم على أن الجزء الأول من التشهد في الصلاة هو سنة، وأن الجزء الثاني ركن من أركان الصلاة.
شاهد أيضاً: قصة فرض الصلاة في الاسراء والمعراج مكتوبة ومختصرة للأطفال والاذاعة المدرسية
متى يكون التشهد الأول في الصلاة
إن الصلاة المفروضة في الإسلام تُؤدّى خمس مرات في اليوم، وتبدأ بصلاة الفجر وتتبعها صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويتم القيام بالتشهد الأول في الركعة الثانية بعد الصلاة في كل من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وذلك بعد القيام من السجود، حيث يسن للمصلي أن يجلس مفترشًا بين السجدتين.
- ويتم جلوس المصلي على رجله اليسرى وتنصيب اليمنى، ويسمى هذا الجلوس “الجلوس المشروع”، ويتم استخدامه في جلسات الصلاة باستثناء جلسة التشهد الأخير.
- وتكون صيغة التشهد الأول كالتالي: “التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.”
- ويعبر التشهد الأول عن تحية المسلم لله وصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتأكيد إيمانه بالوحدانية الإلهية.
- ويجب على المسلم الحفاظ على تشهد الصلاة في كل صلاة يؤديها.
- و يُضاف إليه في التشهد الأخير: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ).
شروط التشهد الأول والثاني
توجد شروط وقواعد يجب على المصلي الالتزام بها لضمان صحة تشهده في الصلاة وقبولها عند الله، علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه التفاصيل والكيفيات التي يجب اتباعها، ولم يكن هناك شرح واضح ومفصل في القرآن لكي يكون تشهد المصلي صحيحًا، يجب أن يلتزم بالآتي:
- يجب على المصلي أن يسمع نفسه وهو يتلو التشهد.
- كذلك: يجب أن يكون التشهد متتابعًا، وإذا تخلله شيء غيره فإنه لا يعتد به.
- يجوز للمصلي أن يقرأ التشهد قاعدًا إذا كان لديه عذر لذلك.
- يجب أن يكون التشهد باللغة العربية إذا كان المصلي يجيد اللغة.
- علاوةٌ على لك يجب على المصلي نطق الحروف والكلمات بالشكل السليم والصحيح.
شاهد أيضاً: فرضت الصلاة في ليلة الاسراء والمعراج أين
باختصار، التشهد الأول والثاني في الصلاة هو جزء أساسي من صلاة المسلمين، وهو من الأركان الأساسية التي يجب على المصلي الالتزام بها، ومن خلال الالتزام بالشروط والقواعد التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، يمكن للمصلي أن يضمن صحة تشهده وصلاة كاملة ومقبولة عند الله.