تتداخل المفاهيم لدى البعض بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج، حيث يعتقد بعض الشيعة أن كليهما حدثان منفصلان وقعا في ليلة واحدة، بينما يتبنى السنة وجهة نظر مختلفة. لكل من هذين الحدثين معنى وتأثير خاص بهما، وقد بذل الفقهاء وعلماء الدين جهودًا كبيرة لدعم آرائهم استنادًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية. يوضح موقع أطروحة في هذا المقال الفروق بين الحدثين ويفسر أيهما هو الأفضل، بالإضافة إلى مقارنتهما مع ليلة القدر.
محتويات
المقارنة بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج
يعتبر الشيعة ليلة الإسراء والمعراج بمثابة المبعث، ويعتقدون أن الوحي قد نزل على النبي محمد في هذه الليلة. من جهتها، تنفي السنة هذا الادعاء، حيث تشير إلى أن رحلة الإسراء والمعراج وقعت بعد المبعث النبوي بحوالي اثني عشر عامًا، حيث بدأ الوحي بنزول الآيات القرآنية في سورة اقرأ. بناءً على ذلك، نستعرض الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج:
المبعث النبوي | الإسراء والمعراج |
هو اليوم الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد، حيث تم تكليفه بالرسالة والدعوة إلى عبادة الله وفقًا للشريعة الإسلامية والقرآن. | هي الليلة التي أسري فيها الله بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات السبع، حيث التقى بعدد من الأنبياء ورأى الجنة والنار. |
يمكنك الاطلاع أيضًا على: رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل.
دلالة تسمية يوم المبعث النبوي
تمت تسمية يوم المبعث النبوي بهذا الاسم لأنه يتزامن مع انطلاق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث نزل عليه الوحي في غار حراء بقوله تعالى: {ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ، ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ، ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ، عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ}.
أسباب تسمية ليلة الإسراء والمعراج
تسمى ليلة الإسراء والمعراج بهذا الاسم بسبب الحدثين العظيمين اللذين وقعا خلالها. الأولى هي الإسراء، وهو الانتقال ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والثانية هي المعراج، والتي تعني صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع ورؤيته لآيات الله.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: هل تعلم عن الإسراء والمعراج.
مقارنة بين ليلة الإسراء والمعراج وليلة القدر
يعتقد الشيخ ابن تيمية وابن القيم أن ليلة الإسراء تُعتبر أفضل من ليلة القدر بالنسبة للنبي محمد، بينما يُرى أن ليلة القدر أفضل بالنسبة للأمة الإسلامية. فقد اختصها الله بمنافع عظيمة، وأنزل فيها القرآن، وجاءت توصيات النبي صلى الله عليه وسلم بالتحري عن تلك الليلة والدعاء فيها.
الاختلافات بين الإسراء والمعراج وليلة القدر
يوجد تفاوت بين الإسراء والمعراج وليلة القدر، فكل منها يحمل حدثًا فريدًا وزمنًا مختلفًا، حيث ذكرت كل منها في الآيات القرآنية بشكل مستقل. وهذه الاختلافات تبرزها الجدول التالي:
اسم الليلة | ليلة القدر | ليلة الإسراء والمعراج |
التعريف | تُعتبر الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، وهي خير من ألف شهر من حيث فضل العبادة. | هي الليلة التي شهد فيها النبي رحلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات السبع. |
الميعاد | تأتي ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان كل عام. | لم يُحدد فيها موعد معين، حيث قال البعض إنها كانت في ربيع الأول، وقال آخرون إنها في شوال، لكن أكثر الرأي هو في رجب، ورغم ذلك تظل الأدلة ضعيفة. |
الذكر في القرآن الكريم | {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. | {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. {مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأى…}. |
تخصيص العبادة | لها فضل عظيم في العبادة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان للفوز بها. | لا توجد عبادة محددة مرتبطة بها، وكل ما جاء في ذلك يعتبر بدعة. |
حيث اختتمنا بمقالتنا التي تتناول الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج، موضحين الفوارق بينهما وبين ليلة القدر، بالإضافة إلى الأسباب وراء تسميتهما وأي منهما يعتبر الأصح.