الحكمة من معجزة الاسراء والمعراج، لقد أيد الله سبحانه وتعالى أنبيائه بالكثير من المعجزات التي هي دليل على صحة رسالتهم وصدق نبوتهم، لتكون حجة للناس لتصديقهم، فكان من أبرز هذه المعجزات معجزة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، والذي خصه الله سبحانه وتعالى بها، والتي هي رحلة الإسراء والمعراج، حيث خصه الله سبحانه وتعالى بهذه الرحلة لمواساته لما تعرض له من أذى وتكفير من قومه، وقد كانت هذه الرحلة لمجموعة من الحكم، وفي هذا المقال سنعرف الحكمة من معجزة الإسراء والمعراج.

نبذة عن ليلة الإسراء والمعراج

تعتبر ليلة الإسراء والمعراج من معجزات نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حدثت هذه الرحلة في السنة الحادية عشر أو في السنة الثانية عشر من البعثة النبوية، حيث أسرى الله سبحانه وتعالى بنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على دابة البراق مع جبريل عليه السلام من المسجد الحرام في مكة إلى بيت المقدس:

الحكمة من معجزة الاسراء والمعراج

  • وقد أكد النبي الكريم على أن هذه الرحلة حدثت في جزء من الليل.
  • حيث توجه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء جماعة.
  • ثم انتقل به جبريل إلى رحلة سماوية وصل فيها إلى سدره المنتهى عبر دابة البراق وعاد في ذات الليلة.

شاهد أيضاً: موضوع تعبير عن الاسراء والمعراج بالعناصر كامل

الحكمة من رحله الاسراء والمعراج

لقد صلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلة الإسراء بالأنبياء في المسجد الأقصى بعد أن أسري به من المسجد الحرام إليه، ثم بعد ذلك عرج به الملك جبريل إلى السماوات العلا ولهذه الرحلة الكثير من الحكم، والتي منها:

الحكمة من معجزة الاسراء والمعراج

  • بيان فضل ومكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى.
  • مواساة الله لنبيه الكريم بعد معاناته وأصحابه.
  • وسيلة لتعليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعض من الأمور الغيبية ليزيد يقينه برسالته.
  • إظهار مدى عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته أمام النبي.
  • تشريف الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال صعوده على البراق الذي يعتبر من أحد مخلوقات الجنة.
  • اختيار المسجد الأقصى ليكون مصلى الرسول وأولى القبلتين.
  • التأكيد على عمومية رسالة الله وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

شاهد أيضاً: ماذا رأي الرسول في رحلة الاسراء والمعراج

ماذا رأى الرسول في رحلة الإسراء والمعراج

هنالك الكثير من المعجزات التي رآها النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلته الإسراء والمعراج، فقد اتفق أهل العلم من الشريعة الإسلامية بأن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم قد رأى خلال رحلته ثمانية أمور، والتي تتمثل فيما يلي:

  • رأى جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية.
  • رأى البراق التي هي مخلوق من مخلوقات الجنة.
  • كما رأى الأنبياء.
  • رؤية مالك خازن النار.
  • رؤية البيت المعمور.
  • رؤية سدرة المنتهى.
  • رؤية نهر الكوثر.
  • ورؤية المعذبين في أمور مختلفة.

شاهد أيضاً: أروع دعاء ليلة الإسراء والمعراج 1446 فضل يوم الاسراء والمعراج وقصة

أحداث ليلة الإسراء والمعراج

لقد جاء جبريل عليه السلام لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بدابة اسمها البراق وحمله عليها من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، وقام بالصلاة بأنبياء الله في المسجد الأقصى، ثم عرج النبي وجبريل إلى السماوات العلا، فكانا يستفتحان كل سماء مر عليها فيؤذن لهما فيسلمان على النبي فيها:

  • فسلم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم على آدم عليه السلام في السماء الأولى.
  • ثم على عيسى ويحيى في السماء الثانية ثم يوسف.
  • وفي السماء الرابعة إدريس بعد ذلك في الخامسة هارون.
  • أما في السادسة فسلم على نبي الله موسى، وفي السابعة سلم على نبي الله إبراهيم.
  • ثم ارتقى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم مرتبة أعلى من كل ذلك حتى سمع صريف الأقلام تكتب أقدار الناس في الصحف.

شاهد أيضاً: أدعية رائعة لليلة الإسراء والمعراج ودلائل ثبوت رحلة الإسراء || دعاء ليلة الاسراء والمعراج 1446

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

لقد ذكر أهل العلم والفقهاء في الشريعة الإسلامية أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في الإسلام لا يجوز بصورة نهائية، لأنه لم يرد في الشريعة الإسلامية أي نص على الاحتفال بهذا اليوم، ولم يقم نبي الله بتعظيم هذا اليوم ولا أي أحد من الصحابة ولا التابعين، كما أن موعد ليلة الإسراء والمعراج غير معروف على وجه التحديد، وقد قال بعض من أهل العلم بأن الاحتفال بهذا اليوم بدعة محدثة في الشريعة الإسلامية، لذلك لا يجوز للمسلم الاحتفال بهذا اليوم وتخصيصه بالعبادات والطاعات المختلفة.

آيات وأحاديث الإسراء والمعراج في القرآن

لقد وردت قصة الإسراء والمعراج في الكثير من آيات القرآن الكريم كما أن هنالك سورة في القرآن جاءت باسم هذه الحادثة العظيمة، كما أن هنالك الكثير من الأحاديث النبوية المباركة التي تحدث فيها نبي الله عن هذه الرحلة العظيمة وأحداثها المختلفة، وفيما يلي بعض الآيات والأحاديث التي تحدثت عن رحلة الإسراء والمعراج:

  • في سورة الإسراء ورد ذكر حادثة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في فلسطين، قال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
  • في سورة النجم وردت قصة المعراج إلى السماء السابعة، قال تعالى في سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}.
  • ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ …”.
  • وجاء في حديث آخر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا”.

الحكمة من معجزة الاسراء والمعراج، وفي نهاية هذا المقال قمنا بالحديث عن أعظم رحلة حدثت مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي رحلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى عرض تفاصيل هذه الرحلة واحداثها، والحكمة منها وبعض الآيات والأحاديث التي تحدثت عن هذه الرحلة العظيمة.