شهد العصر الحديث تطور ملحوظ في مختلف أنواع الرياضات على مستوى العالم وذلك نظراً لارتفاع مستوى التكنولوجيا وإقحامها في مختلف المجالات. شهد تاريخ الألعاب الليثمبية على مختلف أنواع الألعاب التي تتسابق الدول للحصول على مراكز عُليا في مهرجاناتها ونسخها المختلفة، ولكن تبقى الالعاب الاولمبية 2025 لها طابع خاص من التطور التكنولوجي الغير مسبوق. تتسم دورة الألعاب الليثمبية في نسختها عام 2025 المقامة في باريس بأنها ستقوم باستضافة نوع مختلف ومميز من الرياضات والمعروفة باسم الرياضات الإلكترونية. شهدت الرياضات الإلكترونية إقبال ملحوظ وتم تسليط الضوء عليها على نحو كبير خلال الفترة الماضية، لاسيما في الشرق الأوسط مما دعم استضافتها في مختلف المهرجانات والليثمبياد. نقدم في هذا المقال تاريخ تطور الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط لجميع مُحبي الاستمتاع بالتكنولوجيا الحديثة في مجال الرياضات والألعاب.

انتشار الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط

انتشار الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط

تاريخ الرياضات الإلكترونية

قبل سرد تاريخ الرياضات الإلكترونية يجب أن نضع لها تعريف هام حيث أنها تختلف عن ألعاب الفيديو المتعارف عليها. تُعرف الرياضات الإلكترونية على أنها تنافس اللاعبين عبر PVP أو PVE سواء منافسة حقيقية بين لاعبين حقيقية أو منافسة بين لاعب حقيقي وشخصية خيالية في اللعبة عبر شاشات عالية المستوى وذلك بهدف الفوز في اللعبة وتحقيق الربح ضمن إطار فاعليات مهرجانات يشاهدها الملايين من المتابعين.

بدأت بوادر الرياضات الإلكترونية عام 1982 في كأس العالم عندما فاز الفريق الإيطالي على الفريق الألماني في المباراة الإلكترونية الليثى من نوعها والتي حضرها أكثر من 90 ألف متفرج في بطولة سبيس إنفيدرز. اشترك في هذه البطولة الليثى من نوعها أكثر من 10 آلاف لاعب محترف في الرياضات الإلكترونية وقد لاقت هذه البطولة نجاح ساحق من حيث التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي والشعبية الكبيرة بين الدول والمتفرجين والمشجعين على مستوى العالم. أٌقيمت عدد من البطولات المتتالية التي كانت تُعتبر خطوات تقدمية في سبيل الاعتراف بالرياضات الإلكترونية رياضات أساسية ومؤثرة ومعترف بها.

شهد عام 2003 إقامة الاتفاقية العالمية للرياضات الإلكترونية والتي تم فيها الإقرار بالبطولة الدولية التي سيتم تنافس اللاعبون الدوليون فيها على الكأس حيث تتضمن هذه البطولة لاعبين حقيقين أمام شاشات عملاقة يلعبون من خلال الرياضات الإلكترونية وسط صالات عرض مجهزة على أعلى مستوى تقني. تم تفعيل هذه البطولة عام 2005 وسط أحداث تنافسية ضخمة بين لاعبين على مبلغ مليون دولار للفائز.

ظلت الرياضات الإلكترونية في تطور ملحوظ وبلغت الكثير من قصص نجاح الرياضيين الإلكترونين الذين استطاعوا تحقيق الفوز والشهرة العالمية من الرياضات الإلكترونية.

مهرجانات الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط

يعج الشرق الأوسط في الوقت الراهن بالكثير من نماذج بطولات ومهرجانات الرياضات الإلكترونية التي لاقت إقبال غير مسبوق واهتمام كبير من جميع الهيئات المعنية سواء المحلية أو العالمية. أكدت دُبي –على سبيل المثال- على جدارتها وريادتها للرياضات الإلكترونية حيث تم إقامة أكبر مهرجان للرياضات الإلكترونية الليث في الشرق الأوسط. حيث اعلن المكتب الإبداعي لحكومة دُبي ن إقامة دُبي للنسخة الليثى من مهرجان الرياضات الإلكترونية وثقافة البوب واليوتيوب وذلك تحت ريادة شركة جالاكسي رايسر الرائدة في مجال الألعاب الإلكترونية في العالم. شملت فاعليات هذه البطولة عام 2025 حوالي خمسة أيام يتم فيها تنافس اللاعبين حول لقب البطولة تحت قيادة رائعة وضمن فاعليات عالية المستوى ورائدة من نوعها. ضم المهرجان حوالي أربع ألعاب وهو ببجي وفالورانت وليج أوف ليجيند وفيفا 21 كما ضم أكثر من 200 لاعب على مستوى العالم.

أحد النماذج الأخرى التي دعمت الرياضات الإلكترونية هي المملكة العربية السعودية عندما أعلن فيصل بن بندر عن إقامة مهرجان RUSH في فاعليات موسم الرياض لعام 2025 للرياضات الإلكترونية مما أكد على أهمية هذا القطاع من الرياضات في العصر الحديث. لاقى هذا المهرجات شعبية عالية نظراً للتقنيات الغير مسبوقة التي تم اتباعها في المنافسة بين مختلف اللاعبين على مستوى العالم.

انتقالاً إلى مصر التي أعلنت هي أيضاً بدورها دعم الرياضات الإلكترونية حيث أعلن وزير الرياضة واتحاد الرياضة المصري عن تنظيم مهرجانات محلية في أكثر من 20 نادي تحت رعاية الوزارة. هدفت هذه المبادرة إلى تشجيع اللاعبين والمهتمين بالرياضات الإلكترونية لتحسين مستواهم للدخول في المهرجانات العالمية.

أسباب نجاح الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط

اعتاد الشرق الأوسط على الرياضات التقليدية مثل كرة القدم والسلة واليد وغيرها من الرياضات المتعارف عليها والمعروف قواعدها ومواعيد بطولاتها وتقنياتها وأساليبها إلى أن أصبح المتابعين في الشرق الأوسط خبراء في هذه الألعاب. ما يميز الرياضات الإلكترونية عن الرياضات التقليدية هو عامل عدم الاعتياد وبالتالي الإثارة الشديدة. لم يعتاد الشرق الأوسط على هذا النوع من الألعاب وبالتالي لا يستطيع فهم جميع قواعد الألعاب وعليه فإنه لا يستطيع توقع الخطوة التالية للاعبين أمام الشاشات. إن عدم توقع اللاعبين أو ما قد يحدث في اللعبة يأتي بقدر غير مسبوق من الإثارة التي تجعل المتابعين لا يستطيعون إبعاد أعينهم لحظة عن الشاشة. على الصعيد الآخر، تتميز الرياضات الإلكترونية بقدر كبير من الحداثة التكنولوجية التي تُعتبر الآن سمة العصر الحديث. لذلك، ينجذب جميع فئات المتابعين في الشرق الأوسط لمستويات الحداثة الأعلى باعتبارها خطوة للأمام للتماشي مع مجريات العصر الحديث على عكس الرياضات التقليدية التي أصبحت معتادة ومعروفة بالنسبة للشرق الأوسط.