بحث عن تاريخ التربية في العصور البدائية القديمة، يعود ظهور الأرض إلى 4.5 مليار سنة، لكن التطور البشري لا يشكل سوى جزء صغير من تاريخ الأرض منذ أن استخلف الله عز وجل الإنسان في الأرض وأناط له مهمة الخلافة وإعمار الأرض، حيث بدأت هذه الفترات والحقب الزمنية المتوالية بصناعة الأدوات المستخدمة في الصيد، ومن ثم التقدم والتطور التدريجي الذي أدى إلى تقدم في إنتاج الغذاء والزراعة، ثم إلى الفن و ومن ثم إلى التحضر وتشكيل المدن وغيرها، من هنا سنتناول في هذا المقال عرض بحث عن تاريخ التربية في العصور البدائية القديمة.
محتويات
مفهوم التربية لغةً واصطلاحاً
عرف التعليم مصطلح التربية منذ أن وجد الإنسان نفسه على هذه الأرض مع اختلاف كبير في أساليبها ومدى معرفة الإنسان بها عبر العصور وتعاقب الأجيال، لذلك بدأ التعليم بالإنسان في أبسط أشكاله، فتفاعله مع البيئة المحيطة به ومحاكاة نظامها البيئي لضمان بقائها واستمراريتها هذا نموذج من نماذج التربية، من هذا المنطلق سنتعرف على مفهوم التربية لغةً واصطلاحاً:
مفهوم التربية لغةً
- التربية في اللغة: تأتي كلمة التربية من ثلاثة أصول لغوية وهي: الربا، وهو ما يعني الزيادة والنمو، والمعنى الثاني لربا الأصلي هي ترعرع نشأ، في حين أن الأصل الثالث يعني الإصلاح والصقل والاستيلاء.
- وبالتالي فإن مفهوم التربية في اللغة يتضمن المعاني التالية: (الزيادة والنمو، والنشأة، والصقل).
- لقد أوضح الإمام البيضاوي رحمه الله أن في الأصل يعني التعليم في اللغة, وهو التبليغ بالأمر إلى حين أن يبلغ تمام اكتماله تدريجياً.
- ويمكن استخلاص النتائج الأساسية من مفهوم التربية في اللغة، بما في ذلك أن التربية هي عملية ذات هدف وغاية محددة، وأن التعليم يتطلب وضع خطط تدريجية ومنتظمة لتحقيق الهدف والغاية الإنسانية وفقا لمراحل حياته المختلفة.
مفهوم التربية اصطلاحاً
- هناك العديد من التعريفات الاصطلاحية للتربية حسب المعتقدات والمنطلقات الفلسفية التي تحكم المجتمعات، فلكل مجتمع فلسفته الخاصة التي تنبع من ثقافته وعاداته وميوله ، وامتلاكه الكامل لمواهبه ومهاراته المتنوعة وحسن استخدامها.
- وفي المنظور الإسلامي تعني التربية وتشير إلى نظامًا متكاملًا ومترابطًا للقيم والمفاهيم التي تندرج في إطار فكري يخضع للشريعة الإسلامية الحكيمة حول الكون والإنسان.
- لأن التربية هي أهم وسيلة للفرد للانتقال من كونه فردًا بيولوجيًا في المجتمع إلى شخص يشعر أنه ينتمي إلى مجتمعه ويخلص له، والذي تحكمه مجموعة من القيم والمبادئ والأهداف المشتركة المصيرية سواء الأسرة والمدرسة والمؤسسات التعليمية الأخرى.
شاهد أيضاً: بحث عن استخدامات الصخور الرسوبية وأنواعها
التربية في العصور القديمة
يُعرَّف الخبراء التربية على أنها عملية نقل المعرفة أو اكتسابها، وتطوير طريقة التفكير والحكم على الأشياء؛ من أجل إعداد حياة فكرية ناضجة، وكانت التربية في العصور القديمة تعتمد على الوالدين والأسرة، ثم تنشأ وتظهر مهنة المربين عندما تصبح المهمة أكثر صعوبة على الأسرة أو الوالدين، ويتم تلقيها في أماكن العبادة أو الساحات الكبيرة، ظلت هكذا فترة زمنية كبيرة إلى أن تم إنشاء المدارس النظامية، ومن هنا ظهرت الكتابة وبدأت الحضارات في تسجيل قوانينها وأساليبها التربوية وطرق نقل التراث.
سمات التربية في العصور القديمة
اتسمت كل حقبة تاريخية زمنية بمجموعة من السمات التربوية التي انطوت على العصر نفسه دوناً عن غيره، وعليه بعد التعرف على أهم المعلومات المتعلقة بمفهوم التربية في اللغة والاصطلاح، ننتقل للتعرف على أهم سمات التربية في العصور القديمة على النحو التالي:
- كان التعليم في العصور القديمة بسيطًا جدًا وبدائيًا من جميع النواحي والوسائل والغايات.
- كما أن الهدف الأول للتربية كان هو الحفاظ على الحياة والعادات والتقاليد التي سادت في المجتمع بين أفراد تلك الفترة.
- كانت بداياتها توعية الفرد بضرورة الحصول على متطلبات الحياة الأساسية من المأكل والمسكن والملبس، بالإضافة إلى الحفاظ على التقاليد والعادات السائدة في ذلك المجتمع.
- مع مرور الوقت وتكاثر الأجناس وظهور الأديان والطوائف، ازدادت المتطلبات الفردية وبدأ نمط الحياة يتغير، مما أدى إلى ظهور أساليب تربوية جديدة تتماشى مع لحظة المجتمع والناس والبيئة.
شاهد أيضاً: بحث عن آثار البطالة الاقتصادية والاجتماعية على الفرد والمجتمع
أنواع التربية في العصور القديمة
في حقيقة الأمر تجدر الإشارة بالقول أنه بدأت الحضارة في الشرق الأوسط منذ 3000 قبل الميلاد، وبدأت الحضارة الصينية على وجه الخصوص بعد حوالي ألف سنة ونصف، وازدهرت حضارة ما بين النهرين بعدها والحضارة المصرية في وقت واحد بين 3000 و 1500 قبل الميلاد، ورغم اختلاف الحضارات في الظهور إلا أن لها دور مهم في مجال التربية والتعليم من حيث القراءة والكتابة، من هذا المنطلق سنتعرف على أنواع التربية في العصور القديمة على النحو التالي:
الحضارة المصرية
- كان الكهنة المصريون هم من سيطروا على العملية التربوية في جميع مراحلها، إذ امتلكوا قوة فكرية كبيرة، وكانت حصنًا سياسيًا اكتسبته من التنوع الثقافي في ذلك الوقت.
- اعتاد الكهنة على تعليم الأطفال العلوم الإنسانية والمواد العملية مثل الطب والرياضيات والهندسة، ثم بدأ الأطفال في تعلم المهارات المهنية المتعلقة بالعمارة والنحت كشكل من أشكال التعليم خارج المدرسة بما يؤهلهم للعمل.
حضارة بلاد ما بين النهرين
- جاءت حضارة بلاد ما بين النهرين كحضارة معاصرة للحضارة المصرية، وكانت تقوم بعملية تربية الأطفال على غرار المصرية، وتمثل الهدف الأول للتعليم في بلاد ما بين النهرين على النحو التالي:
- تدريب الكهنة والكتّاب على القراءة والكتابة وتعليم أصول الدين والتنجيم والطب.
- تم تعليم الأطفال حتى يكبروا ويكونوا مستعدين لتسمية المعلمين.
- كانت مدارس الكهنة أكبر بكثير من عدد المعابد، وفي هذه الحضارة لم يكن التعليم العالي معروفًا على نطاق واسع ولكن العمل الكهنوتي أعطى فكرة عن الطبيعة الواسعة للسعي الفكري.
الحضارة الصينية
- كان التعليم في الحضارة الصينية القديمة مثالاً واضحًا ودقيقًا على التعليم الشرقي القديم.
- حيث أعطى الفرد إحساسًا بالمسؤولية في الحفاظ على العادات والتقاليد مع تعريفه بمعنى الحياة وواجباته خلال فترة حياته.
- من خلال التجربة والتكرار بغض النظر عن الزمان والمكان والمجتمع المختلف مع تغيير بعض العادات للتكيف مع الحياة الجديدة.
- وما يميز هذه الحضارة أنها منظمة وشديدة وغير متجددة لأنها تضع قيمة كبيرة على العادات القديمة. .
أهمية دراسة التاريخ التربوي
متابعةً للحديث عن التربية القديمة وأهم سماتها ومظاهر وأبرز التطورات التي ظهرت عليها عبر الأجيال، يطرح بعض الباحثين سؤالاً يتمثل في الأهمية التي تعود علينا عقب معرفة التاريخ التربوي، من هذا المنطلق نستكمل الحديث حول أهم المعلومات التي تعبر عن أهمية دراسة التاريخ التربوي على النحو التالي:
- تسليط الضوء على التجارب البشرية المختلفة عبر القرون، حيث عمل علماء الآثار على هذه القضية من خلال الحفريات ودراسة عينات الحمض النووي وفحص القطع الأثرية لتشكيل صورة لحياة الإنسان المبكرة على الأرض.
- إنه يكشف عن أهداف وآمال ومثل شعوب الماضي.
- يشرح الممارسات التربوية المختلفة حسب اتجاهاتهم المختلفة.
- يكشف العلاقة بين التربية والجوانب الأخرى، مثل الجوانب الاقتصادية والسياسية، في تاريخ الحضارات.
شاهد أيضاً: بحث عن اثار التدخين على المجتمع والشباب مع مقدمة وخاتمة
في نهاية هذا المقال لقد أسلفنا عرض بحث عن تاريخ التربية في العصور البدائية القديمة، فمن الجدير بالذكر أن مفهوم التربية مرَّ بالعديد من الحقب الزمنية التاريخية، وتميز كل عصر من هذه العصور بمجموعة من المميزات والسمات التي تختلف عن غيره، ولقد كان ما تقدم عرضه في هذا المقال أهم ما يفيد القارئ بهذا الشأن.