لكتابة بحث مختصر عن سيل العرم تعد حادثة سيل العرم حادثة بارزة في تاريخ الإنسانية وهي حادثة تقف شاهدة على القدرة الإلهية والانتقام الإلهي من الجبابرة والمخالفين لأمر لله المصرّين على الكفر والشرك والضلال، وقعت حادثة سيل العرم كانتقام من الله وعظة وعبرة وزجراً لكل من سلك مسلك أهل سبأ، وفي هذا البحث المختصر سنسلط الضوء على تلك الحادثة العجيبة وما فيها من عظات وعبر وقيم.
محتويات
مقدمة
- سيل العرم حدث يؤكد أن الله قادر على خلقه، وأنه لا أحد مهما كان شأنه يستطيع أن يفلت من عقاب الله إن أراد الله أن يعاقبه
- فآيات الله كثيرة، وسيل العرم آية من أيات الله الباهرة التي ترغم الخلق على الاعتراف بالقدرة الإلهية
- فعلى الرغم من النعم التي وفرها الله لقوم سبأ إلا أنهم كفروا وعبدوا الشمس
- فنهاهم الله عن ذلك مراراً إلا أنهم أصروا وأمعنوا في كفرهم وشركهم
- فكان عقابهم آية عن طريق سيل عظيم أهلكهم وأفنى ملكهم وجعلهم آثراً بعد عين.
ما هي مملكة سبأ؟ وكيف تكونت
- نشأت مملكة سبأ أساسا في اليمن عن طريق رجل وحيد يسمى سبأ، أنجب عشرة من الذكور استوطن منهم اليمن 6 أبناء
- وهاجر بقيتهم عن اليمن، أما الستة الذين استقروا باليمن فمنهم انحدت القبائل العربية فيما بعد
- وهم المعنيون بتلك الحادثة التي نتحدث عنها، تميزت حياتهم بالرفاهية والنماء والنعم الكثيرة
- حتى صارت مملكة سبأ مضرب الأمثال في النعم
- حيث ألهمهم الله أن يبنوا سداً عظيما ليوفر لهم المياه العذبة فبنوا سداً عظيماً بين الصخور
- وكان ذلك أثناء القرن الثامن قبل الميلاد، فوفر لهم كميات كبيرة من المياة العذبة
- فزرعوا مساحات هائلة بالأشجار المثمرة التي وهبتهم الخير الكثير، قدرت بنحو تسعة آلاف وثمانمائة كيلو متر مربع
- فصاروا يضرب بهم المثل في النعماء والرخاء
- وتحدث القرآن عن ذلك فقال: ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور).
أهل سبأ يتمردون على الخالق
- كان من المفترض أن يقابل أهل سبأ كل تلك النعم بالرضا والشكر، غير أنهم تمردوا على خالقهم
- ولم يرتضوا إلا طريق الشرك فعبدوا الشمس من دون الله
- فأراد الله أن يعاقبهم وأن يجعلهم آية وعبرة لكل من تمرد ونسي شكر ربه.
سيل العرم وكيف تفجر
- اختار الله تعالى أحد جنوده ليستهدف السد الذي بناه أهل سبأ وخزنوا وراءه مياههم الغزيرة
- فاختار الله حيواناً صغيراً وهو نوع من الجرذان، أخذ ينخر في صخور السد وأساسه حتى سال الماء منه، ورغم محاولات أهل سبأ المضنية ليبعدوه عن السد
- ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، وبعد فترة انهار السد العظيم مفجراً وراءه طاقة لا حدود له من المياه الهادرة التي أخذت في طريقها الأخضر واليابس
- وشتت ملكهم، وتبدلت أرضهم التي كان يكسوها النماء والخضرة، إلى أرض قاحلة ليس فيها إلا الخراب، وتبدلت زراعتهم إلى أشواك وخمط وأثل
- وقد حكى القرآن لنا تلك القصة الرهيبة ليرينا آياته في خلقه
- قال تعالى: ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بكفرهم وهل نجازي إلا الكفور)
- إلى أن يقول: (وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور).
خاتمة
يمكن أن نستنتج من تلك القصة القرآنية كثيراً من العظات والعبر التي تفيدنا في حياتنا، ومن أهم تلك العظات والعبر:
- طاعة الله تبارك وتعالى فيما أمر وشكره الدائم على نعمائه وعدم التمرد على الخالق.
- أخذ العبرة من القصص القرآني والانتفاع بها وبما جاء فيها، وألا تمر علينا مرور الكرام.
- لنعلم أنه كما تدين تدان، فعندما كان أهل سبأ يشكرون ربهم على نعمه
- كان الله تعالى يمدهم بالخير والنماء والنعم، فلما عبدوا الشمس وامتنعوا عن شكر ربهم أهلكهم الله بسيل العرم.
- عدم الاعتماد على الحصون والاغترار بها فليس هنااك أمتن ولا أشد من سد مأرب العظيم الذي فتته الله تعالى بجرذان صغيرة ولكنها جنود الله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو).