تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية، لم أكن أتخيل أن استياء المقربين مني من تصرفاتي وأفعالي المندفعة وخاصة التصرفات الاندفاعية في السلوك قد يكون خلفها سبب مرضي، وكنت أشعر أن هذا أمر طبيعي إلى أن قرأت أحد المقالات عن طريق الصدفة يسرد معاناة الأشخاص مع اضطراب الشخصية الحدية، وأن الأبحاث تشير إلى أن هناك 1.4 ٪ من سكان العالم يعانون من اضطراب الشخصية الحدية بإلإضافة إلى أن 47 ٪ منهم من النساء، لهذا سأحكي لكم تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية وكيف تعرف إن كنت تعاني منها بالفعل أم لا.
محتويات
تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية
- واجهت الكثير من المشكلات في علاقتي بالأخرين ووجدت أن الجميع يجمعون على أنهم يواجهون في التعامل معي عدم السيطرة على أفعالي وخاصة عند الغضب، وأحياناً كانت نوبات الغضب غير مبررة أو بدون سبب كافي بالإضافة إلى القلق المستمر من لا شيء.
- في ذلك الوقت قررت الذهاب إلى الأخصائي النفسي لكي يساعدني على تخطي اضطراب الشخصية الحدية ويؤكد أو ينفي لي شكوكي إن كنت أعاني منها أم لا.
علامات اضطراب الشخصية الحدية
لم أكن انتبه كثيراً لتصرفاتي أو الاحظها قبل أن القى لي أحد الأصدقاء الضوء وأشار لي أنني ربما أعاني من اضطراب الشخصية الحدية، لذلك كانت تجربتي مع اضِطراب الشخصية الحدية أكثر سهولة بمساعدة الأخصائي النفسي والمحيطين بي، وشرح لي الأخصائي النفسي علامات اضِطراب الشخصية الحدية وهي كالتالي:
- التقلبات المزاجية الشديدة: كنت أعاني أغلب الوقت من التقلبات المزاجية الشديدة والغير مبررة وربما لا يكون ورائها أي سبب.
- الشعور بعدم الآمان: كنت أشعر على الدوام بعدم الاستقرار ولا أشعر بالآمان مع من حولي حتى لو كانوا أشخاص مقربين لي للغاية سواء كانوا أقارب أو أصدقاء.
- عدم الاستقرار العاطفي: كان الشعور بالغضب يصيبني فجأة ويصاحبه حزن شديد ويختلط بمشاعر الوحدة والفراغ.
- الأفكار المزعجة: دائماً كنت أشعر بأنني بلا قيمة لأي شخص، ولا يستطيع أحد أن يتحملني والشعور بعدم الارتياح في المكان الذي اتواجد فيه.
- المشاعر الأنفصالية: قد تكون أصابتني المشاعر الأنفصالية وأنني لا انتمي لجسدي أو هويتي وتصيبني تلك النوبات لفترات قصيرة.
- نوبات من الأفكار السيئة: كنت أشعر من خلال تجربتي مع اضِطراب الشخصية الحدية بأن أحد أفراد الأسرة يريد أن يقتلني وأحياناً كانت تراودني أفكار الانتحار.
- إيذاء النفس: على الرغم من أنني لم أصل إلى تلك الدرجة إلى أن الاخصائي النفسي أخبرني أن اضِطراب الشخصية الحدية ربما يدفعني إلى إيذاء نفسي أو حرق جلدي، وذلك ينتج عن نوبات الحزن الشديدة والاكتئاب الحاد الذي سيطر على مشاعري في الكثير من الأوقات.
- السلوكيات المتهورة: والتي تتمثل في السلوك الغير سوي مثل شرب الكحوليات أو المخدرات أو ممارسة الجنس الغير سوي.
- عدم استقرار العلاقات: كنت أعاني في علاقاتي بالآخرين وبالتالي يعانون من التعامل معي مثل التمسك الشديد بهم، والابتعاد عن أن أكون بمفردي وقد أميل إلى الاتصال بأصدقائي في منتصف الليل أو التهديد بإيذاء النفس إن تركني الأخرون.
- الملل الدائم: الشعور بالملل الدائم والفراغ المزمن ونوبات من القلق قد تستمر من ساعات إلى أيام.
علاج اضطراب الشخصية الحدية
لم يكن اعترافي بأنني أعاني من اضِطراب الشخصية الحدية أمر سهل إلا أني تجربتي مع اضِطراب الشخصية الحدية والمعاناة التي كنت اعيشها كانت كافية لكي اتخذ خطوات فعالة نحو العلاج، ووضع لي الاخصائي النفسي خطة لبدء العلاج والتي تمثلت فيما يلي:
- العلاج النفسي: ينقسم العلاج النفسي إلى ثلاث أقسام وهي:
- -العلاج الفردي: وتكون في جلسات بين الطبيب والمريض على انفراد.
- -العلاج الجماعي: وهي جلسات علاج جماعية بين مرضى يعانون من اضِطراب الشخصية الحدية والطبيب لكي يقومون بالتعبير عن مشكلاتهم وأنفسهم بشكل سليم.
- -العلاج السلوكي الجدلي: ويستخدم الطبيب المعالج في هذا العلاج توعية المريض بتقبل وضعه وحالته والسعي في الحصول على العلاج بالشكل الصحيح.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد هذ النوع من العلاج بتغيير معتقدات وأساليب الشخص المريض باضطراب الشخصية الحدية في معرفة نفسه جيداً وأنه يستحق الأفضل، وتجنب التحليلات الغير صحيحة لنفسه وللأخرين، بالإضافة إلى أنه يستطيع من خلال هذا العلاج حل مشكلة التفاعل مع الآخرين بشكل سليم.
مشكلات اضطراب الشخصية الحدية
بناء على تجربتي مع اضِطراب الشخصية الحدية وحتى الشفاء منها، فأن الشخص المصاب باضِطراب الشخصية الحدية غير مؤذي لم حوله على الأطلاق بصرف النظر عن سوء تصرفاته مع الآخرين، إلا أنه قد يكون مؤذي لنفسه بشكل كبير ويتمثل ذلك فيما يلي:
- يمر الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بالكثير من المشاعر والتقلبات المزاجية على مدار اليوم لذلك قد يؤثر ذلك على عمله ومستقبله، وبالطبع يؤثر على المتفاعلين معه سواء زملاء أو أصدقاء أو اسرته.
- عندما يشعر الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بأن المحيطين به لا يريدونه ويريدون التخلص من عبء وجوده، يميل إلى الانتحار أو إيذاء نفسه بشكل مباشر أو غير مباشر، بالتأكيد مشاعره ليست صحيحة أو حقيقة ولكن تؤدي به لكثير من المشكلات لنفسه.
- لا يستطيع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية تحمل فكرة الجلوس بمفرده لذلك يسعى لوجود أصدقائه وعائلته بجانبه دائماً، وإذا كان أحدهم منشغل عنه بأي أعمال أخرى قد يصاب بالاكتئاب الحاد وتراوده أفكار أنه غير محبوب.
- قد يميل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية إلى انفاق الأموال بشكل غير مرتب أو محسوب، لذلك قد يعاني من الكثير من المشاكل المادية.
جدير بالذكر أنه من خلال تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية فأن الشخص المريض باضطراب الشخصية الحدية ليس مريض عقلي ومسئول عن تصرفاته اليومية، ولكنه قد يعاني في تلك التصرفات من بعض الأعمال الغير متزنة لذلك يجب التوجه إلى الاخصائي النفسي في حال شعرت أنك تعاني الأعراض التي ذكرناها.