تُعتبر الأدعية من أهم عناصر ديننا الحنيف، حيث أن ترديدها يساهم في تغيير أحوال القلوب والأرواح بطرق قد يصعب وصفها. من هذا المنطلق، أحببت أن أشارككم تجربتي مع دعاء “اللهم اجعل همي الآخرة”، آملاً أن أوضح التأثير الإيجابي الذي أحدثه في نفسي، وأن أكون سببًا في تحقيق نفس الأثر للآخرين.
محتويات
تجربتي مع دعاء “اللهم اجعل همي الآخرة”
إن الروايات التي تتعلق بالتجارب الدينية تعد من أعظم الأمور التي ينبغي تسليط الضوء عليها، إذ إن الفوائد الناتجة عنها لا تحصى. وهذا ما دفعني للتحدث عن تجربتي الشخصية، التي لم تكن مجرد مرحلة عابرة، بل أصبحت نهجًا متبعًا في حياتي، متعلقة بالدعاء “اللهم اجعل همي الآخرة”.
كيف تعرفت على دعاء “اللهم اجعل همي الآخرة”
بدأت قصتي منذ مدة طويلة، ولم تكن تتعلق بكرب معين، بل كانت مرتبطة بشخصيتي وسلبياتها التي تظهر في أوقات الشدّة. لم أكن أرى الأمور من منظور راضٍ أو حيادي، بل كنت أتعامل مع حياتي وكأنني سأظل في هذه الدنيا إلى الأبد.
كنت إنسانة تعاني من صعوبة تقبل فقدان أي شيء دنيوي، مما أثر سلبًا على نفسيتي بشكل كبير. وفي أحد الأيام، بينما كنت أُتصفح هاتفي، وجدت مقطعًا لمشايخ يتحدثون عن حديث نبوي كريم.
كان الحديث يتعلق بما رواه أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قدَّر له” [رواه الترمذي].
أهمية دعاء “اللهم اجعل همي الآخرة”
الشرح الذي قدَّمه الشيخ حول هذا الحديث هو ما أحدث أثرًا عظيمًا في نفسي؛ إذ أشار إلى أن المؤمن العاقل يجب أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى لينزع من قلبه كل ما لا يرضيه، ويتجه نحوالجنة ونيل الآخرة.
كما أضاف أننا في هذه الحياة نُختَبر من خلال السراء والضراء، وبمجرد أن تتحول مركزيتنا من الله عز وجل إلى الدنيا وما فيها، ينشأ الخلل والفتن الحقيقية. ولذلك، يُستحسن أن ندأب على الدعاء “اللهم اجعل همي الآخرة” دائمًا.
أثر ترديد “اللهم اجعل همي الآخرة”
بصراحة، فوجئت بتغير قلبي بطرق لم أتوقعها. لم يعد مجرد مضغة تنبض بلا غاية، متمحورة حول المال والأشخاص أو البحث عن ما يرضيني. بل بدأت أفهم الإيمان بمعناه الحقيقي، وأدركت ما يعنيه قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”، و”ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”. وحينها فقط، استشعرت الهدوء والسلام الداخلي.
لا يخفى على أحد أن الدعاء هو من أعظم العبادات التي يجب أن يحرص كل مسلم على الالتزام بها، وعدم التفريط فيها لأي سبب. وهذا ما سعيت إليه من خلال مشاركة تجربتي مع أحد أجمل الأدعية التي كان لها تأثير إيجابي كبير على قلبي وحياتي.