لا شك أن الحياة تحمل لنا جميعًا أعباءً وضغوطات قد تتنوع بين الكروب والمصاعب؛ لكن ما يميز شخصًا عن آخر هو الطريقة التي يتعامل بها مع تلك التحديات، وكيفية استقباله لأقدار الله، ومحاولته فهم حكمته. في هذا السياق، أود أن أشارككم تجربتي الخاصة مع سورة يس ودورها في قضاء الحوائج.

قصتي مع سورة يس لتحقيق الأماني

{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ} [يس: 81]. من هذه الآية بدأت رحلتي المستمرة مع سورة يس، التي تُعتبر قلب القرآن، وأحد أعظم الدروس التي يُعلّمنا الله من خلالها كيف نعتمد عليه ونسلم إليه همومنا.

تجربة مريرة أمام الأبواب المغلقة

دعوني أرجع بكم إلى سنوات مضت، كانت فترة عصيبة في حياتي، كادت أن تمر فيها الأيام بشق النفس. في تلك الأيام، واجهت واحدة من أشد الكروب التي مررت بها، حيث انقلبت أحوالي في لمح البصر، وبدت الأبواب أمام عيني مغلقة، مما زاد من تعاستي.

بداية رحلتي مع سورة يس

لم أتردد في الاعتراف بأن تلك الفترة كانت من أصعب مراحل حياتي. شعرت بالخوف والعجز، وكان الألم شديدًا عندما رأيت نفسي أتعثر دون ملجأ أو سند. كانت تلك هي نقطة التحول حينما توجهت بسؤال إلى نفسي: كيف يمكنني أن أكون مؤمنة بالله وأشعر بالوحدة؟

من هنا، أدركت أنني ارتكبت خطأً كبيرًا، وسببًا في غلق أبواب الفرج، وهو أنني نسيت أنني من عباده وأنه سبحانه وتعالى هو الجبار على كل شيء. لذلك، بدأت في الاستغفار بدموع، نادمة على تلك الغفلة، ثم عزمت على قراءة القرآن، وكان قضاء الله أن أبدأ بسورة يس.

قوة سورة يس في تخفيف الأعباء

على الرغم من أنني قد قرأت سورة يس عدة مرات، إلا أنني شعرت في هذه المرة وكأنني أقرأها لأول مرة. كل آية كانت بمثابة نور ينير ظلام خوفي، وجدت نفسي أمام الآية: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ} [يس: 74-75].

وقفت مشدوهة عندما رأيت الآية: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 81 – 82]. شعرت بخجل عميق من تفكيري في أن الفرج بعيد المنال.

وفي تلك اللحظات، وجدت نفسي في حالة من الانهيار، وأخذت أدعو الله لكي يهديني ويمنحني القوة لتجاوز هذه الفترة. استمررت على الدعاء حتى جاء الفرج من حيث لا يحتسب.

عندما أشير إلى “تجربتي” مع سورة يس أو أي سورة أخرى، أريد التأكيد على أن كل سورة تحمل في طياتها فضلًا ورحمات إلهية. ومع ذلك، قد يختبر كل فرد تأثيرًا مختلفًا مع سور القرآن الكريم، لذا من المهم أن تبقى دائمًا مرتبطًا بكتاب الله العظيم.