حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان صحيح بخاري، عمر بن الخطاب هو إحدى الصحابة الكرام، وهو الخليفة الثالث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وقيل أن بإسلامه ازداد الإسلام قوة، وفرح المسلمون لذلك كثيرًا، كما كان يوجد له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، وفي قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان النبي محمد بالنسبة لسيدنا عمر بن الخطاب احب الناس إليه حتى من نفسه، ولقد ورد الكثير من الأحاديث عن سيدنا عمر بن الخطاب، وفي هذا المقال سنتعرف على حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان صحيح بخاري.

حديث الرسول عن عمر بن الخطاب

لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم شديد الحب للفاروق عمر بن الخطاب، وقد فرح لإسلامه كثيرًا، وكان عمر بن الخطاب يتسم بالكثير من الصفات الجميلة التي جعلته محبوبًا بين الناس، وفي التالي نقدم حديث الرسول عن عمر بن الخطاب:

  • عن سعد بن أبي وقاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إيهٍ يا ابنَ الخطابِ ! والذي نَفْسِي بيدِهِ ما لقِيَكَ الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا ؛ إلَّا سلَكَ فجًّا غيْرَ فَجِّكَ].
  • عن عبدالله بن العباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [وُضِعَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ علَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عليه، قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فيهم، قالَ فَلَمْ يَرُعْنِي إلَّا برَجُلٍ قدْ أَخَذَ بمَنْكِبِي مِن وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ إلَيْهِ فَإِذَا هو عَلِيٌّ، فَتَرَحَّمَ علَى عُمَرَ، وَقالَ: ما خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مع صَاحِبَيْكَ، وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فإنْ كُنْتُ لأَرْجُو، أَوْ لأَظُنُّ، أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ معهُمَا].
  • عن أبي ذرّ الغفاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [مرَرْتُ بعُمَرَ، ومعه نَفَرٌ من أصحابِه، فأدرَكَني رَجُلٌ منهم، فقال: يا فَتى، ادْعُ اللهَ لي بخَيرٍ، بارَكَ اللهُ فيكَ، قال: قُلْتُ: ومَن أنتَ رحِمَكَ اللهُ؟ قال: أنا أبو ذَرٍّ، قال: قُلْتُ: يَغفِرُ اللهُ لكَ، أنتَ أحقُّ، قال: إنِّي سمِعْتُ عُمَرَ يقولُ: نِعمَ الغُلامُ، وسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ وضَعَ الحقَّ على لسانِ عُمَرَ يقولُ به].

شاهد أيضا: انشاء عن الفقراء والضعفاء امانة الله مع قران وحديث

حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان صحيح بخاري

جاء في كتب السير قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان، وتقول القصة أنه في إحدى الليالي التقى شيطانًا من الجن بعمر بن الخطاب، فأوقف الفاروق عمر بن الخطاب الشيطان وطلب منه التصارع بالأيدي، فوافق الشيطان، ومن ثم دخل في القتال، وبدأ سيدنا  عمر بن الخطاب بالتصارع معه، وقد أوقعه على الأرض للمرة الأولى، ومن قم بدأ الشيطان بالنهوض، فأصرعه بن الخطاب مرة أخرى في الأرض، ثم قام الشيطان مرة أخرى، أيضًا ضربة سيدنا عمرة وأوقعه أرضًا، إلا أن انتصر عليه سيدنا عمر بن الخطاب، قال الشيطان عند ذلك: “لقد علم الجن أنِّي من أقواهم”.

صحة حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان صحيح بخاري

تم نسب حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان للعديد من الصحابة، وفي نفس الوقت وردت قصة صراع الشيطان مع عدد من الصحابة والخلفاء، ولكن بعد الاطلاع على المصادر الدينية الموثوقة، لا يجد أي شيء يصح مما هو منسوب لقصة صراع الشيطان مع عمر بن الخطاب، أو أي أحد أخر من الصحابة والخلفاء، وبالتالي لا يجوز لأحد تداول هذه القصة بين الناس، والدليل على بطلان هذه القصة ما يلي:

قد ورد عن ابن تيمية قوله في ذلك: “لم يقاتل علي ولا غيره من الصحابة الجن، ولا قاتل الجن أحد من الإنس، لا في بئر ذات العلم ولا غيرها، والحديث المروي في قتاله للجن موضوع مكذوب باتفاق أهل المعرفة، والله أعلم.

شاهد أيضا:حديث شريف باللغة الإنجليزية للإذاعة المدرسية

ما حكم تداول قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان

وصحنا لكم في السطور السابقة أن قصة سيدنا عمر بن الخطاب مع الشيطان غير صحيحة إطلاقًا، وفيه كذب وافتراء على صحابي جليل، ومع ذلك نرى الكثير من الناس يتداول القصة ويتحدث بها كحديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يجوز إطلاقًا.

  • وعلى المسلم أن يبحث دائمًا عن رواة الحديث أو القصة الحقيقة من السنة النبوية المطهرة.

شاهد أيضا: حديث الرسول عن الخيل الأدهم واهم صفاته

إلى هنا نكون انتهينا من كتابة هذه المقالة، ولقد قدمنا فيها  حديث الرسول عن عمر بن الخطاب والشيطان صحيح بخاري، وتبين أنه لا يوجد أي حديث عن الرسول خاص بقصة سيدنا عمر بن الخطاب مع الشيطان، كما لا يوجد أصلاً قصة حقيقة، إنما افتراء وكذب على الفاروق عمر بن الخطاب.