حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية، إذ مع اقتراب راس السنة الميلادية واستعداد العديد من دول العالم لإقامة الاحتفالات الخاصة بها، يتساءل عدد كبير من المسلمين حول موقف الشريعة الإسلامية من الاحتفال والتهنئة بهذه المناسبة، والله تعالى خلق الخلق وجعل لهم قوانين وأحكام تحكمهم، وضوابط تُسير حياتهم، ومن هذا المنطلق نقدم في مقالنا حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية

لابد على المسلم التعرف على الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل الدنيوية، حيث من خلالها يتعرف أنه على الطريق الصحيح، وتكمن أهمية معرفة الحكم الشرعي في أي أنه يضيء للمسلم درب العبادة ويحفظه من الوقوع في الشرع، لذا نقدم في السطور التالية حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية:

يرى المالكية أنّ احتفال المسلم بأيّ عيدٍ غير عيد الأضحى وعيد الفطر محرّمٌ، كذلك حرّم علماء المالكيّة مواسم الاحتفال بعيد رأس السنة، ولا يجوز للمسلم أن يحتفل بهذه المناسبة أو أن يهنئ المشركين في أعيادهم.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند ابن عثيمين

وضع العالم ابن عثيمين الحكم الشرعي الخاص به حول الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهو من المعارضين للاحتفال بأعياد الكفار أو مشاركة التهاني الخاصة بمناسباتهم، وفي التالي نسرد رأي العالم ابن عثيمين حول الاحتفال برأس السنة الميلادية:

التهنئة برأس العام الجديد ليست معروفة عند السلف؛ ولهذا تركها أولى، لكن لو أن الإنسان هنأ الإنسان بناءً على أنه في العام الذي مضى أفناه في طاعة الله -عزَّ وجلَّ- فيهنئه لطول عمره في طاعة الله فهذا لا بأس به؛ لأنَّ خير الناس من طال عمره وحسن عمله، لكن هذه التهنئة إنما تكون على رأس العام الهجري، أما رأس العام الميلادي فإنه لا يجوز التهنئة به؛ لأنه ليس عامًا شرعيًا، بل إن هنئ به الكفار على أعيادهم، فهذا يكون الإنسان فيه على خطر عظيم أن يهنئهم بأعياد الكفر، لأن التهنئة بأعياد الكفر رضا بها وزيادة، والرضا بالأعياد الكفرية ربما يخرج الإنسان من دائرة الإسلام، كما ذكر ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتابه أحكام أهل الذمة.

شاهد أيضا: سبب الاحتفال برأس السنة الميلادية واشهر طقوس الاحتفال

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية ابن باز

وفق رأي ابن باز حول حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، أنه لا يجوز الاحتفال بها، كذلك لا يجوز مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم، وجاء رأيه على النحو التالي:

لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك وألا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله، ويقيمها أعداء الله فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بأي شيء من الأمور كالأواني ونحوها.

كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة

نقدم لكم في السطور التالية كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة، وهو من الأعياد التي يحتفل بها عدد كبير من أبناء شعوب العالم الإسلامي، وهم على غير دراية بحكم الشرع الإسلامي بها، وآراء العلماء هل كما يلي:

  • قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: 

والله إن هذا حرام، وقد يوصل بصاحبه إلى الكفر، لأن إشاعة التهنئة بعيد الكفار رضا بشرائعهم ودينهم والرضا بالكفر كفر.

  • وقال الشيخ ابن عثيمين أيضًا:

التهنئة برأس العام الجديد ليست معروفة عند السلف؛ ولهذا تركها أولى، لكن لو أن الإنسان هنأ الإنسان بناءً على أنه في العام الذي مضى أفناه في طاعة الله -عزَّ وجلَّ- فيهنئه لطول عمره في طاعة الله فهذا لا بأس به؛ لأنَّ خير الناس من طال عمره وحسن عمله، لكن هذه التهنئة إنما تكون على رأس العام الهجري، أما رأس العام الميلادي فإنه لا يجوز التهنئة به.

  • قال الشيخ ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة:

وكما أنهم لا يجوز لهم إظهار عيدهم، فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه، ولا مساعدتهم، ولا الحضور معهم؛ باتفاق أهل العلم الذين هم أهله، وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم.

  • قول الإمام مالك رحمه الله:

“وَمِنْ الْعُتْبِيَّةِ قَالَ أَشْهَبُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: أَتَرَى بَأْسًا أَنْ يُهْدِيَ الرَّجُلُ لِجَارِهِ النَّصْرَانِيِّ مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ؟ قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّيوَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1]الْآيَةَ”.

شاهد أيضا: مفتي الجمهورية يوضح حكم الاحتفال بالعام الميلادي الجديد

وصلنا لختام المقال، وفيه قدمنا لكم حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية، كما عرضنا حكم الاحتفال بهذه المناسبة من قبل المسلمين لكل من ابن باز وابن عثيمين، وأخيرًا كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة.