حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب، كرم الدين الإسلامي الحنيف المرأة، وجعل لها مكانة رفيعة في الاسلام، كما حرم إهانتها أو شتمها أو ضربها، وبالتالي لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته ويهينها، وأشار الله سبحانه وتعالى إلى حقوق الزوجة على زوجها، وذلك في قولُه تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾، ولكن قد يحدث أنّ تمتنع الزوجة عن زوجها لأنها ضربها وأهانها، ومن هذا السياق سنتعرف على حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب.
محتويات
حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب
حرم الاسلام ضرب المسلم للمسلم، ونبذ من هذا الفعل السيئ، كما ورد في الشرع الإسلامي، أنه لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته ويهينها أمام أبنائها، كذلك العكس صحيح، حيث أن علاقة الزوج بزوجته قائمة على السكن والمحبة والمودة، وفي السطور التالية نقدم حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب:
- وضح النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لا يليق بالرجل العاقل أن يضرب زوجته ضربا مبرحا ثم يجامعها في يومه.
- فعن عبد الله بن زمعة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه “رواه البخاري.
- ولا يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إذا ضربها، لمجرد معاقبته له، ويُمكن أن تأخذ حقها من خلال الرفع لمن ينصفها أو طلب الطلاق.
شاهد أيضا: هل يجوز الترحم على اهل الكتاب اسلام ويب
الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج
وردت الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي نبذت من امتناع الزوجة لزوجها في الفراش، وهي معصية كبيرة تستوجب غضب الله سبحانه وتعالى ولعنة الملائكة عليها، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عليها لَعَنَتْهَا الملائكة حتى تصبح».
- وإذا عامل الزوج زوجته معاملة سيئة، فيجب عليها أن تصبر على زوجها، وتجتهد في أداء حقوقها له.
- ويُمكنها أن تحتسب ذلك عند الله تعالى، قال سبحانه: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
- كذلك، يُمكنها أن تدعو له بالهداية، يوجد الكثير من الاحاديث في السنة النبوية المطهرة التي تدل على ذلك، ومنها:
- اللهم اني أسالك ان تسخر لي زوجي كما سخرت الحية لموسى عليه السلام واسألك اللهم ان تسخر لي قلبه كما سخرت لسليمان جنوده من الجن والانس والطير.
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل
بعد أن عرضنا لكم حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب، نتعرف في هذه الفقرة على حكم رفض الزوجة الجماع بسبب الزعل، وبالإشارة هنا، من حق الزوج على زوجته أن تمنحه كافة واجباته وحقوقه، ومنها حق الفراش متى طلب، إلا لعذر من مرض وحيض ونحوه، حيث تم عقد الزواج على أساس النكاح واشباع رغبات الفراش.
- ولا يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إلا في حالة الأسباب الشرعية كالحيض والولادة وغيرها، والزعل ليس سببًا شرعيًا للامتناع.
شاهد أيضا: هل يجوز الشماتة في موت الظالم اسلام ويب
حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب خيانته
يوجد بعض الزوجات تمتنع عن زوجها بسبب خيانته لها، وعند خيانة الزوج لزوجته تكره حياتها معه ويعيش معه، إذا استطاعت أن تنفصل عنه وتطلب الطلاق فيجوز لها ذلك، ولكن إذا بقيت على ملكها ولم يقع الطلاق، ودعاها الزوج إلى فراشه. يجب أن تمتثل لطلبه، وذلك للأسباب التالية:
- إذا كانت المرأة تحت حكم زوجها وعصمة زوجها عليها طاعته، وعدم الخروج عنه بغير عذر شرعي يمنعه.
- إن خيانة الزوج لزوجته ليست عذراً لمنع المرأة نفسها من ترك زوجها، ولكنها إثم عظيم يرتكبها الزوج، وليس للمرأة نصيب في هذه الإثم، وحسابه عند الله، وعلى المرأة أن تحسب وتتصبر على هذا البلاء.
- إذا كانت المرأة لا ترغب زوجها بسبب الخيانة، فيجب عليها في هذه الحالة أن تطلب الطلاق حتى لا تقع في المعصية.
متى يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها
تؤكد الشريعة الإسلامية على ضرورة أن تكون العلاقة الزوجية مبينة على حسن المعاشرة، وهي تأمر المرأة بطاعة زوجها في كل ما يأمره بها، إلا إذا كان في ذلك معصية لله تعالى، حيث تلعنها الملائكة حتى الصباح، وفي التالي نقدم لكم الحالات التي تستطيع فيها المرأة الامتناع عن زوجها:
- أن الزوج ناشزًا، لا يمارس الحقوق الأساسية التي تتطلبها الحياة الزوجية.
- أو بسبب بخل الزوج أو إكراهه أو فساده مما يجعل المرأة تخشى الأذى والمرض لنفسها.
- إذا كان له ما يبرره، على سبيل المثال، إذا كان مريضًا.
- إذا كنت في فترة الحيض أو بعد الولادة.
- إذا كانت صائمة صوم فريضة مثل رمضان.
- إذا كان الزوج لا يفي بحقوق زوجته.
- إذا أخفى عيبًا أو شيئًا ما واكتشفته بعد الزواج فلها الحق في الرفض.
شاهد أيضا: هل يجوز الاعتمار عن الميت وما افضل الادعية
وصلنا لختام المقال، وفيه قدمنا لكم حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الضرب، حيث لا يجوز للمرأة أن تمتنع عن إعطاء زوجها حقه في الفراش بسبب الضرب وسوء المعاملة، كونهما ليسا من الاعذار الشرعية.