تجدر الإشارة إلى حكم التهنئة بشهر رجب كما تناوله موقع الشيخ العلامة ابن باز، حيث يسلط الضوء على الحكم الشرعي المتعلق بتبادل التهاني في بدايات الشهور والسنين. يؤكد العديد من الناس على أهمية هذه الأمور رغم أنها قد تبدو بسيطة، إلا أنها قد تؤدي إلى البدع والوقوع في الضلال، خصوصًا إذا تم القيام بها عن حب لله وللرسول الكريم، دون إدراك أنها قد تكون من البدع المنهي عنها في الإسلام. يقدم موقع أطروحة في هذا المقال نظرة شاملة حول الحكم الشرعي للتهنئة بشهر رجب المبارك.
محتويات
حكم التهنئة بشهر رجب المبارك
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك أن التهنئة بشهر رجب لا تحمل أي مانع شرعي. كما يُمكن أن تُعتبر التهاني تعبيرًا عن شكر الله على الوصول إلى هذا الشهر الفضيل في صحة جيدة، مع الدعاء بمزيد من الأعوام الطيبة في طاعة الله عز وجل.
رأي ابن باز حول التهنئة بشهر رجب
يعتقد الشيخ العلامة الإمام ابن باز بأنه لا يوجد أي دليل شرعي يخصص شهر رجب بشيء مختلف عن باقي الشهور. وكان هذا التأكيد جزءًا من رده على سؤال يتعلق بصيام بعض الأفراد في رجب، استنادًا إلى الحديث: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، حيث أشار إلى أن هذا الحديث ضعيف وغير صحيح.
فضل شهر رجب
لقد عظم الله شهر رمضان وفضله على غيره من الشهور، ولا يوجد ما يدل على تمييز شهر رجب بفضل معين. ومن المبتدع أن يتم تقليد الكفار في تعظيمه، حيث كان بعضهم يقدّم القرابين لأصنامهم. وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة عاداتهم، ولم يرد عنه شيء خاص برجب يتعلق بالصيام أو العمرة. إذا كان هناك فضل لهذا الشهر، فإنه قد يتمثل في النقاط التالية:
- يعد جزءًا من الأشهر الحرم الأربعة التي حرم فيها القتال، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
- شهدت فيه انتصارات المسلمين في غزوة تبوك.
- حقق صلاح الدين الأيوبي النصر على الصليبيين واسترجع المسجد الأقصى.
- كان فيه حدث الإسراء والمعراج.
دعاء شهر رجب
لا يوجد عبادة خاصة تميز شهر رجب، لكن الدعاء هو عبادة يُمكن أداؤها في أي وقت. وقد أمر الله بالدعاء في مواضع عدة من القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وأيضًا {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. من الأدعية التي يمكن الدعاء بها:
- اللهمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَأَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ.
- اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
- اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.
- ربي دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير.
- ربي إني لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقير.
التهنئة في أوائل الشهور والسنين: رؤية شرعية من إسلام ويب
تم طرح سؤال عبر موقع إسلام ويب يتعلق بالتهنئة في بدايات الشهور والسنين، وجاءت الإجابة تشير إلى استحباب المباركة دون نية التعبد، استنادًا إلى رأي الشيخ أبا الحسن المقدسي، حيث يُعتبر الأمر مباحًا وغير متعلق بالبدعة أو السنة.
الأسئلة الشائعة
إليكم بعض الأسئلة الشائعة حول التهنئة بشهر رجب:
السؤال الشائع | الإجابة |
ما صحة حديث من يبارك الناس في شهر رجب؟ | إن الحديث عن من يبارك الناس في شهر رجب يُعتبر ضعيفًا وغير صحيح. |
لماذا سمي شهر رجب مضر؟ | سمي شهر رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر التي كانت تعظمه بشكل كبير. |
وفي ختام هذا المقال، تم توضيح حكم التهنئة بشهر رجب وفق رؤية ابن باز، بالإضافة إلى الحديث عن فضل شهر رجب وآداب الدعاء فيه مع بيان حكم التهنئة في أوائل الشهور والسنين.