حكم عدم قضاء صيام رمضان، يُعرف القضاء بالأمر الواجب بعد فوات وقته، أما قضاء الصيام فهو صوم المسلم الأيام التي أفطرها في شهر رمضان بعد انتهائه، وقضاء هذه الأيام واجب على كل مسلم، ولا يجوز عدم القضاء أو تأخيره إلا في حالة وجود عذر شرعي المرض أو السفر، وأجمع كافة العلماء على أن قضاء الأيام التي أفرطها المسلم في رمضان واجب، سواءً كان فواتها خطأً، أو سَهواً، أو عَمداً بعُذرٍ، أو بغيره، وفي هذه المقالة نتعرف على حكم عدم قضاء صيام رمضان.
محتويات
حكم عدم قضاء صيام رمضان
إذا أفطر المسلم لسبب، كمرض أو سفر، أو حيض بالنسبة للنساء، فعليه أن يقضيه بعد رمضان وقبل قدوم رمضان التالي، والدليل قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وفي التالي نتعرف على حكم عدم قضاء صيام رمضان:
- من يفطر في رمضان ولم يقم بقضاء الأيام التي أفطرها لغير عذر شرعي فهو آثم، وتقع عليه الكفارة.
- يقول الله تعالى: “فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ” سورة المجادلة
شاهد أيضا: حكم الجنابة فى رمضان 2025 و بعض العبادات المحرمة في رمضان
حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام
يجب على المسلم أن يصوم الأيام التي أفطرها في شهر رمضان المبارك، ولا يجوز له التراخي في قضاء صيام الأيام التي أفطرها، وإلا سوف يقع عليه اثم كبير، وفي هذه الحالة يستوجب الإسراع في التوبة وطلب المغفرة من الله تعالى، كما تتضاعف كفارة عدم قضاء صيام رمضان، واختلف العلماء في تضاعف فدية تأخير الأيام التي أفطرها المسلم في رمضن لعدة أعوام، وجاء أقوالهم على النحو التالي:
- قال المالكية والحنابلة والشافعية: أن الفدية تبقى كما هي ولا تتضاعف مهما تأخر القضاء، كأن يتأخر سنتين أو أكثر، فهنا لا تلزمه فدية عن كل عام، بل هي فدية واحدة، لأن الواجب لا يزداد بالتأخير.
- الشافعية: قالوا تضاعف الفدية بتأخير القضاء، ومن أخر صيام رمضان سنتين وجب عليه إطعام عن كل يوم يفطر فيه مُدين، لأن الفدية غرامة مالية، لا تتداخل الحقوق المالية.
- الحنفية: قالوا لا فدية له أصلا، لكن كان عليه فقط القضاء.
شاهد أيضا: هل اصلي مع وجود افرازات بنيه بعد الدورة الشهرية
هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء
اتفق علماء الإسلام على وجوب قضاء الإنسان للأيام التي فاتته في شهر رمضان المبارك، وعليه أن يبرئ ذمته من هذا الدين، ولقد اختلف العلماء حول مسألة القضاء مع الفدية أو الفدية فقط لمن تأخر في قضاء صيام رمضان.
- أجمع جمهور العلماء: الشافعية، والمالكية، والحنابلة على وجوب الفدية مع القضاء، والفدية هي إطعام مسكين لكل يوم أفطره مداً من دقيق، أو قمح، أو نصف صاع من الشعير، أو التمر، والمد يقدر 57 جرام تقريبًا.
- في حين ذهب المذهب الحنفي على جواز عدم دفع الفدية مع القضاء، واستدلوا على ذلك من قوله سبحانه وتعالى: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
ما حكم عدم قضاء الصيام للحائض
واتفق الأئمة على أن من أفطر بعض أيام رمضان فعليه قضاء تلك الأيام قبل حلول شهر رمضان القادم، وهذا الأمر أيضًا ينطبق على المرأة الحائض التي أفطرت في رمضان، ويوجد قولين حول مسألة عدم قضاء الصيام للحائض وهما:
- إذا كان التأخير بعذر فلا يلزمها إلا القضاء حتى لو استمر للعديد من السنوات طالما العذر مستمرًا.
- أما إذا كان التأخير بغير عذر، فيجب عليها القضاء مع الفدية.
- في حين يرى الحنفية، إلا فقط وجوب القضاء للحائض، ولذلك قوله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
شاهد أيضا: ماذا تفعل المراة الحائض في ليلة القدر؟
قدمنا لكم حكم عدم قضاء صيام رمضان، ومن يفعل ذلك هو آثم إلا إذا كان عدم القضاء لعذر شرعي، كما عرضنا الحكم الشرعي لمسألة هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء، كذلك ما حكم عدم قضاء الصيام للحائض.