يعد صيام رمضان أحد الأركان الأساسية في الإسلام، فهو فريضة ملزمة لكل مسلم ومسلمة، ولا يُسمح بالإفطار فيه إلا بعذر شرعي صحيح. عبر موقع أطروحة، سوف نتناول حكم من لم يقضِ صيام رمضان حتى جاء الشهر التالي، وما هو الحكم بالنسبة لمن ترك قضاء ما عليه من رمضان لعدة سنوات.

حكم من لم يقضِ صيام رمضان حتى دخل عليه الآخر

أكد الفقهاء على ضرورة قضاء صيام رمضان قبل حلول الشهر التالي. لذلك، يجب على كل من أفطر يوماً أو أكثر أن يسارع بقضاء تلك الأيام قبل شهر رمضان الجديد. في هذا السياق، نصادف حالتين رئيسيتين:

  • الحالة الأولى: إذا كان التأخير نتيجة لعذر شرعي مثل الإصابة بمرض مستمر حتى مجيء رمضان التالي، ففي هذه الحالة لا يُلام المسلم على تأخره في القضاء ولا يثاب عليه، ويتعين عليه فقط قضاء ما عليه من الأيام حتى لو كان بعد رمضان التالي.
  • الحالة الثانية: إذا كان التأخير بدون سبب أو عذر شرعي، فيكون المسلم في هذه الحالة مذنباً ويجب عليه التكفير عن ذنبه وذلك بقضاء جميع الأيام التي أفطرها. بالنسبة للكفارة، اختلف العلماء، ولكن جماهيرهم يرون أن الكفارة واجبة، وتكون بإطعام مسكين نصف صاع عن كل يوم تأخر فيه، ولابد من الندم والتوبة والاستغفار.

حكم من أخر قضاء ما عليه من رمضان حتى دخل رمضان

من غير المقبول تأخير قضاء الصيام عاماً كاملاً دون عذر شرعي. إذا تأخر المسلم عن قضاء صيامه من رمضان إلى رمضان التالي دون سبب، فإنه يجب عليه أن يشعر بالندم ويتوب إلى الله، لأنه يُعتبر مذنباً وآثماً. كما يجب أن يقدّم إطعام مسكين أو فقير نصف صاع عن كل يوم أخّره بعد رمضان الثاني، بالإضافة إلى قضاء جميع الأيام التي أفطرها. أما في حالة التأخير بسبب عذر شرعي، فلا حرج عليه، ويتعين عليه فقط قضاء ما عليه من الصيام.

نوصيكم بقراءة المقالات التالية:

  • حكم الدردشة بين الشباب والبنات في رمضان
  • ما حكم من يرى المحرمات في رمضان
  • ما حكم من يصوم رمضان ولا يصلي
  • هل الغرغرة بالماء والملح تبطل الصيام

ما كفارة من لم يصم قضاء رمضان؟

إذا لم يقض الشخص ما عليه من صيام الأيام التي أفطرها وكان ذلك نتيجة للتساهل ودون عذر، فإن عليه كفارة ذنبه –بالإضافة إلى قضاء الصيام– بإطعام المساكين والفقراء بمقدار يبلغ 750 غراماً من طعام أهل البلد أو نصف صاع من غيره، ويمكن أن تكون الفدية في شكل غذاء مثل اللحم، ولكن لا يجوز استبدال الطعام بقيمته النقدية. وتكون الكفارة عن كل يوم تم تأخيره دون عذر شرعي.

هل يجوز قضاء الصوم بعد رمضان الثاني؟

تأخير قضاء الصيام بغير عذر شرعي غير مقبول، ويجب ألا يؤخر المسلم صيام القضاء لمدة عام كامل سواء كان ذلك عن عمد أو تساهل. يجب عليه صيام القضاء مع تقديم كفارة تعادل نصف صاع لمسكين عن كل يوم تأخر فيه عمدًا، لكن لو كان التأخير بسبب قاهر كالحمل أو المرض، فلا إثم عليه، ويتوجب عليه فقط قضاء الصيام.

حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام

إذا تأخر المسلم في قضاء رمضان لعامين أو أكثر لسبب غير شرعي، فإن عليه مجرد قضاء الصيام مع دفع كفارة تأخير، ويشبه في هذا الأمر من أجل الحج إذا أخّر لأعوام؛ حيث إنه يجب عليه أن يقوم به.

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

التصدق وإطعام المساكين أو دفع النقود لا يمكن أن يحل محل الصيام، سواء كان ذلك في صيام الأداء أو القضاء. ومع ذلك، يمكن أن يُقبل التصدق بدلاً من الصيام في حالات استثنائية، كمثل من يكون مريضًا بشكل لا يُرجى شفاؤه. أما إذا كان المريض يُرجى شفاؤه، فعليه الالتزام بالصيام بعد شفائه.

وفي ختام مقالنا عن حكم من لم يقضِ صيام رمضان، تناولنا حكم عدم قضاء الصيام والتأخير فيه لعدة سنوات، وكذلك المسألة المتعلقة بالتصدق كبديل عن صيام القضاء.