حكم وضع الكحل في رمضان عند المذاهب الأربعة، يعد وضع الكحل في رمضان من المسائل التي تثير تساؤل الكثير من السيدات والمجتمعات الإسلامية بشكل عام لا سيما في نهار رمضان، حيث تختلف الآراء بين المذاهب الأربعة في هذه المسألة، يتداول بعض الأشخاص فكرة أن وضع الكحل في رمضان يُعتبر مفطرًا، في حين يعتبر آخرون هذا الأمر جائزًا ولا يؤثر على صحة الصوم، ومن المهم التعرف على حكم وضع الكحل في رمضان عند المذاهب الأربعة، وذلك لتوضيح المسألة للناس وتفادي أي خلافات وجدل حول هذه المسألة.
محتويات
هل الكحل يفطر في نهار شهر رمضان؟
الكثير يتساءل حول من الممكن وضع الكحل فقط دون وضع مستحضرات تجميل أخرى، ولكن في هذا الأمر لاحظنا اختلاف في آراء رجال الدين من مؤيد لوضع الكحل وآخر يعارض لذا سنحاول من خلال موضوعنا توضيح كل الآراء حول وضع الكحل في نهار شهر رمضان.
رأي دار الإفتاء المصرية في وضح الكحل في الصيام
لقد صرحت دار الإفتاء المصرية حول حكم وضع الكحل في الصيام أن لا ضرر من وضع الكحل، مستندين على أن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان ممن يضعون الكحل، كما لم يرد حديث شريف ينهي عن وضعه في نهار شهر رمضان، ولذلك فيمكن للمرأه وضعه حسب رأي دار الإفتاء.
حكم وضع الكحل عند المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي
لقد ذهب كلا من المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي إلى جواز وضع الكحل في نهار شهر رمضان، وذلك استناد إلى النقاط التالية:
ما جاء عن الصحابة في وضع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للكحل، واعتباره سنه عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
لا يعتبر الكحل من مفسدات الصيام، فهو من أدوات التزين ولم يرد عن المفطرات في الصيام سوى الأكل والشراب، وبما أنه لا يندرج تحت الأكل أو الشراب فلا يعتبر من المفطرات للصيام.
قول الشيخ النووي إن العين لا تسمح للكحل بالتسريب منها للبطن.
كما ذهب السرخسي إلى أن الكحل ليس من المفطرات حتى إن شعر الصائم بطعمه في الفم، لأنه لم يعقد النية على الإفطار.
وقد أكد شيخ الإسلام ابن تيمية لا صحة حول عدم وضع الكحل في الصيام مستندا أنه لا يوجد نص قرآني أو حديث قدسي أو حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ينص على منع وضع الكحل في فترة الصيام، كما استند على أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لو كان يرى أن الكحل من مفطرات الصيام لكان قد نبهنا بحديث عن ذلك.
حكم وضع الكحل في رمضان عند المذهب المالكي والمذهب الحنبلي
وقد اتفق المذهبين المذهب المالكي والمذهب الحنبلي أن إذا شعر الصائم بطعم الكحل في فمه في نهار شهر رمضان فقد بطل صيامه ووجب عليه صيام يوم وأيضاً عليه بقضاء كفارة فطار يوم في شهر رمضان، والكفارة تكون بصيام ستين يوماً متتالين، ولأن لم يستطيع من عليه الكفارة فيمكن إطعام ستون من الفقراء، وفي ذلك جاء آراء العديد من العلماء التابعين للمذهبين المالكي والحنبلي، لذا سنعرض لكم بعض من آراء العلماء في النقاط التالية:
فقد كتب ابن قدامي في كتابه المغني أن وصول طعم الكحل للفم أو بطن الصائم فهذا يعني أنه قد فطر، فهو يتفق مع الإمام أحمد بن حنبل.
كما ذهب ابن أبي موسى أنه لا يجوز وضع الكحل في نهار شهر رمضان حتى لا يصل للبطن من خلال العين وبذلك يكون قد وقع المسلم في كفارة.
وذهب ابن عقيل أن إذا تم وضع الكحل بشكل ثقيل في العين فهذا يفطر، أما لو تم وضعه بشكل بسيط لا يفطر.
لذا نجد أن الآراء حول حكم الكحل أثناء الصيام انقسمت، لذا ننصح بتوخي الحذر في وضع الكحل، حتى لا تلعب بنا الأقاويل، فيمكن للمرأة التي تحب أن تتزين وتحب وضع مستحضرات التجميل والكحل فعليها بالانتظار لبعد أذان المغرب حتى تنتهي ساعات الصيام ويمكنها التزين حتى أذان الفجر، لأن بعض المختصين في الدين ذهبوا لإمكانية حدوث تسريب للكحل من خلال العين وينزل إلى البطن وهذا ينطبق على كل مستحضرات التجميل، لذا لابد من توخي الحذر في نهار شهر رمضان.