خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد هي واحدة من أبرز الخطب التي يلقيها خطيب الجمعة، حيث أصبح الفساد منتشرًا بشكل كبير داخل المجتمعات وهو ما دفع الخطباء إلى تقديم الخطب التي تحث الناس على النزاهة والشفافية والتصرف بإيجابية داخل المجتمع ومحاربة الفساد والمفسدين، وسوف نعرض من خلال هذا المقال إحدى هذه الخطب الهامة.
محتويات
ما هو فن الخطابة
يُعرف فن الخطابة على أنه واحد من أقدم أنواع الفنون على الإطلاق في تاريخ العرب، كما يقصد به أنه عبارة عن إلقاء الخطيب موضوع ما على الجمهور، كما فن الخطابة من الفنون التي تُلق وجهًا لوجه حيث تصبح قدرة الخطيب على إقناع الجمهور أقوى بكثير، كما اعتبرت الخطابة من عادات العبادة الأساسية حيث يستمع إليها المسلمون يوم الجمعة.
شاهد أيضًا: خطبة وطنية قصيرة عن المملكة 1446
خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد
لكي تكون الخطبة مميزة وتحمل معانٍ قوية وأسلوب فريد لابد أن يكون الخطيب شخص موثوق به وموثوق في أسلوبه وقدرته على الإقناع والتأثير في الناس، خاصًة إذا كان الموضوع شائك وقوي مثل الموضوع الذي نحن بصدده الآن، وهذا الأسلوب القوي هو فن الخطابة كما هو متعارف عليه والذي لابد أن يكون الخطيب على دراية به من أجل توصيل المعلومة إلى الناس بكل بساطة ومراعاة الفروق الفردية بين الناس الذين يستمعون إليه فقد يكون هناك أشخاص متعلمون وأشخاص لم يتلقوا التعليم، وسوف نعرض الآن خطبة من أهم الخطب التي تناولت الحديث عن النزاهة ومحاربة الفساد وهي:
“بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آلة وصحبه والتابعين لهم إلى يوم الدين، سيدنا محمد الصادق الأمين سيد الخلق أجمعين، ناصح الأمة وكاشف الغمة، المصطفى المختار، صلى الله عليه وسلم صلاًة وسلامًا دائمين متلازمين، ثم أما بعد أيها الإخوة الكرام المسلمين منكم والمسلمات حديثنا اليوم هو عن موضوع هام وضروري لإصلاح المجتمع، وهو النزاهة ومحاربة الفساد والذي أصبح أكثر انتشارًا عن ذي قبل، ويعود بالسوء والخراب على صاحبه وعلى الأفراد من حوله بل على المجتمع أجمع، فلابد من التصدي للفساد الذي يقف حائلًا دون تقدم المجتمع.
هذا وقد نهانا الله تعالى عن التعامل مع المفسدين عندما ذكر في كتابه العزيز في قوله تعالى: “ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون”، وهو أمر مباشر وجهه الله إلى عباده المؤمنين بضرورة تجنب الفساد والمفسدين لما يحمله ذلك من خطر كبير على الفرد والمجتمع، كما أنه تحذير من الانسياق وراء المفسدين وقد ذكر الله تعالى ذلك ونهانا عنه في أكثر من آية وأكثر من موضع في القرآن الكريم، فذكر في سورة البقرة قوله تعالى: “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يعلمون”.
يجدر بنا الإشارة إلى أن صور الفساد متعددة ولابد من محاربة الفساد بشتى أشكاله وأنواعه من أجل إصلاح المجتمعات، ويجب على المسلم أن يتجنب التقرب من هؤلاء الأشخاص حتى لا يكونون مصدر خطر كبير يهدد حياته ويقوده إلى الطريق الغير سليم، فمن أبرز صور الفساد هي الرشوة التي أصبحت رائجة داخل المجتمعات العربية بشكل كبير والتي لابد من وضع قوانين لها من أجل معاقبة كل شخص تسول له نفسه أن يخالف القانون أو يقبل الرشوة مقابل عمل ما، وذلك لأن الرشوة محرمة من رب العالمين.
كذلك نقض العهود من أهم صور الفساد بالإضافة إلى الكذب والخداع والاحتيال على الناس، كل ذلك لابد من التصدي له من أجل تحقيق الأمن والاستقرار داخل المجتمع، كما أن السرقة والقتل وترهيب الناس وزعزعة الأمان في نفوسهم من أبرز صور الفساد التي لابد أن يعاقب عليها القانون، لأن الله تعالى نهى عن ترهيب الناس أو تهديدهم، ولذلك ينبغي على الإنسان أن يقف أمام كل صور الفساد ويتصدى لها بكل قوة من أجل إصلاح المجتمع حتى لا يصل الأمر إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، كما أنه ينبغي على الإنسان أن يتحلى بالنزاهة وأن يتجنب كل شيء حرمه الله حتى لو كان المقابل لذلك مبالغ مالية كبيرة، فالله تعالى أحق أن تخشاه وتتبع أوامره وتعاليمه وتعاليم الإسلام القويمة، كما أنه لابد على الإنسان سواء المسلم أو غير المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وأن يقف معاديًا لكل من يحاول أن ينشر الفساد في الأرض، كما أنه لابد أن يكون مثالًا يحتذى به وأن يكون قدوة حسنة لأبنائه في المستقبل، إلى هنا نكون قد انتهينا من خطبة اليوم نسأل الله لنا ولكم العفو والمغفرة والعتق من النار”.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن النجاح قصيرة جدًا
في الختام، فإن هذا الموضوع هو من أكثر الموضوعات التي أصبح من الضروري الحديث عنها وذلك لتوعية الجميع بضرورة التحلي بالنزاهة، ولذلك فإن خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد هي من الخطب الرائعة.