دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب أحد الأسباب التي يبحث عنها عباد الله الصالحين، الذين يخافون عاقبة الأمور في دينهم ودنياهم، بما سمعوا عنه ومر على الأمم السابقة من عذاب ونهاية استحقوها بما ارتكبوه من المعاصي والذنوب، وبما فعلوه من تكذيب الرسل والأنبياء والادعاء عليهم بادعاءات باطلة، وقد دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب ما سوف نعرفه في هذا المقال.
محتويات
دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب
دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب أخذ عبرة بما حدث لهذه الأمم من سوء الخاتمة نتيجة للتطاول على رسالات رب العالمين ورسله الصالحين.
يأتي ذلك في الكتب السماوية التي عرفها البشر، كما ذكرته كتب تاريخ وأحداث الأمم السابقة.
التدبر والتفكر في أمور الأمم المكذبة يجعل المرء يبتعد عن ما يغضب ربه ويتخذ طريقا له طريق الهداية والصلاح.
النظر في عاقبة هذه الأمم يبين أن تكذيبهم وكفرهم وضلالهم أعمى أبصارهم عن التعرف على الحق والصواب وطريق الهداية.
لم يخلق الله بشراً إلا ليقوم على العمل بمنهج الله، حيث يقول المولى عز وجل:” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ”، إذن فالإنسان مخلوق لعبادة ربه وإتباع أوامره والابتعاد عن المعاصي وما نهى الله عنه.
يأتي دور الإنسان في الحياة الدنيا عبر تطبيق منهج وشريعة الله، حيث يقيم أسس العدل والحق ويوحد الله ويعبده حق العبادة.
دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو تذكير أهل الدنيا بهذه الأمم وأخذ العبرة منهم حيث يقول جل وعلا:” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”.
اقرأ أيضًا: يكتب خالد ٣ صفحات في ربع ساعة كم سيكتب في ٦ ساعات؟
عاقبة الأمم المكذبة في القرآن الكريم
ذكر الله جل وعلا في كتابه الكريم عاقبة الأمم المكذبة في أكثر من موضع، لم يأت ذلك من فراغ بل من أجل عظة وعبرة محددة، حيث:
- أهلك الله قوم نوح الذين كفروا وكذبوا وعصوا أوامر ربهم، فأمطرت عليهم السماء ماء كثيفاً أهلكهم، وجاء ذلك عاقبة ظلمهم وبغيهم فاستحقوا ما جرى لهم من العذاب، ويقول رب العالمين عنهم:” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”.
- قوم عاد الذين أرسل الله إليهم نبيهم هود لكنهم كانوا من الأمم المكذبة، فأرسل الله عليهم عقاب أليم جزاء بما فعلوه، ونجا منهم قوم قليل ممن آمنوا بنبيهم الكريم هود، يقول المولى عنهم:” كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ، إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ”.
- قوم فرعون القصة التي يؤخذ منها عبرة عظيمة في جبروت وكيد وكفر وإلحاد فرعون وما فعله من فساد في البلاد والعباد، وقال الله عنهم:” فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا”.
توجد الكثير من قصص الأمم المكذبة التي عرفها البشر على مر العصور، ولكن كان مصيرهم واحد، حيث يقول ربنا تبارك وتعالى:” فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ”.
اقرأ أيضًا: توفي الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه في أي سنة
أسباب هلاك الأمم المكذبة
دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو النظر والتمعن في حال هذه الأمم وأسباب هلاكها في الختام، ومن هذه الأسباب:
- كثرة الفساد وانتشار الخبث تعتبر أحد أسباب هلاك الأمم المكذبة، فقد قال سبحانه: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”.
- الكفر بالله الواحد الأحد ولا يقتصر الأمر على الكفر فقط بل الشرك وعبادة غير الله، بجانب تكذيب الرسل والأنبياء الكرام، كان هذا أدعى سبب لهلاك الأمم المكذبة منها قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود و أصحاب مدين.
- الفساد في الأرض يشمل الأمر منع الحقوق وسرقتها من أصحابها، نقض العهود والمواثيق، التعامل بالربا، الشح وشدة حب المال والتعلق به.
- انتشار الفواحش والزنا كما فعل قوم لوط الذين لقوا عاقبة وجزاء ما فعلوه وكيف كان لهم نصيب من العذاب في هذه الحياة الدنيا وما سوف يلقونه من عذاب في الآخرة.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي جبل الرحمة بهذا الاسم وأين يوجد
دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو سبب لابد للأمم أن تأخذه بعين الاعتبار، لأن الله جعلهم عبرة لنا لأن الله لا يفعل شيئاً إلا لحكمة وعبرة لا يدركها إلا المؤمنون، حيث قال :” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ”.