طريقة جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر، جعل الإسلام الكثير من الرخص للمسلمين للتخفيف عنهم أداء العبادات، كرخصة الجمع في الصلاة، إذ يجوز للمسلم في بعض الحالات أن يُصلي المسلم مع العصر، حيث لا بأس في ذلك، ولا يقع عليه إثم، وهذا لا يأتي برغبة الشخص إنما وفق الشروط الشرعية، ولقد وضع علماء الدين شروط فقهية فيم يتعلق بمسألة الجميع في الصلوات سواء للمسافر أو غير المسافر، ومن هذا المنطلق نقدم طريقة جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر.

حكمة ومشروعية الجمع للمسافر

لقد جاء الدين الإسلامي شاملاً لجميع أمور الحياة، فلم يترك شيئًا إلا وتحدث عنه ووضع الحكم الشرعي له، ولقد شرع الله سبحانه وتعالى للمسافر القصر في الصلاة، تيسيرًا عليه في أداء حقوق الله سبحانه وتعالى، كذلك لأن في السفر مشقة، ولكي يكون عليه ذنبًا في ترك الفريضة، وفي التالي نقدم حكمة ومشروعية الجمع للمسافر:

  • من القرآن الكريم: قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ).
  • كذلك، من السنة النبوية المطهرة: عن ابن عباس -رضي الله عنه-، حيث قال: (جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ).

شاهد أيضا: صحة حديث الرسول عن ضرب النساء أو الزوجة وما حكمه

جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر

رخص الله تعالى للمسافر جمع الصلوات للتخفيف عنه، ورفع الحرج والمشقة عنه، كذلك للتيسير عليه أداء الفرائض المطلوبة منه، قال تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}، وهناك نوعان من الجميع، الأول: جمع التقديم، والثاني جمع التأخير، وسوف نتعرف عليهم في السطور التالية:

  • جمع التقديم: هو الجمع الذي تُقدّم فيه صلاة العصر وتُصليها بعد الظهر في وقت صلاة الظهر.
    • كذلك تُقدم صلاة العشاء فتُصلّيها بعد المغرب في وقت صلاة المغرب.
  • جمع التأخير: هو الجمع الذي تُؤخّر فيه صلاة الظهر إلى وقت صلاة العصر، وصلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء.

طريقة جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر

جمع الصلاة هي من الأمور المشروعة في الشرع الإسلامي، ولقد رخص الله تعالى الجمع للمسافر للتخفيف عنه خاصةً أن في السفر مشقة وتعب، وفي التالي نقدم لكم طريقة جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر:

  • إذا أراد المسافر أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر معاً، فيُصلي الظهر مع العصر في وقت الظهر، وهذا يُسمّى (جَمع تقديم)، أو يُصلي الظهر والعصر في وقت العصر، وهذا يُسمّى (جَمعَ تأخير).
  • كما تنطبق الحالة السابقة على صلاتَي المغرب والعشاء، فإمّا أن يصلي المغرب والعشاء في وقت المغرب وهو ما يُعرف باسم (جمع التقديم)، أو أن يُؤخر فيصليهما في وقت العِشاء وهو ما يُعرف بـ (جمع التأخير).

شاهد أيضا: ما هو حكم عمل المرأة في بيتها في الفقه

متى يجوز جمع الصلاة للمسافر

جمع الصلاة للمسافر أمر جائز في الشرع الإسلامي، لكن لا يجوز الجمع إلا بعد أن تنطبق على المسافر الاشتراطات الفقهية المتعلقة بجمع الصلاة، ولابد للسفر المبيح فيه الجمع أن تنطبق الشروط التالي ذكرها:

  • أن تكون المسافة المقطوعة في السفر هي المسافة التي تسمح للقصر.
  • أن يذهب في سفر ويجدّ فيه، وهذا الشرط مشهور عند الإمام مالك ، وفي رواية عند الإمام أحمد.
  • أن يكون السفر مُباحاً، أو سفراً لطاعة، وهناك الكثير من أنواع السفر منها ما يلي:
    • السفر المُحرم:
      • هو الذي يقصد فيه المسافر فِعل ما حرمه الله، كقطع الطريق، والاتِّجار في المُحرَّمات، ونحوها.
    • السفر الواجب:
      • مثل السفر لأداء فريضة الحج، أو الجهاد الواجب.
    • السفر المُستحَبّ:
      • مثل السفر لأداء عمرة التطوُّع، أو أداء عبادة، ونحوها.
    • السفر المُباح:
      • ويشمل كلّ أمر مُباح شرعاً.
    • السفر المكروه:
      • مثل سفر المرء وحيداً بلا رِفقة إلا إذا اضطرَ إلى ذلك.

آراء المذاهب الفقهية في الجمع بين الصلاوات

فضل الله سبحانه وتعالى على المسافر بأن رخص له الجمع بين الصلوات، حيث خلال السفر سيكون هناك الكثير من العوائق التي تمنع أن يؤدي الصلوات في وقتها، وهناك العديد من آراء المذاهب الفقهية في الجمع بين الصلاوات، وهي كما يلي:

  • ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في السفر.

  • قال الحنفية أنه لا يجوز الجمع بين صلاتين مفروضتين في وقت واحد، ولا يجوز إلا الجمع الصوري بتأخير الظهر إلى آخر وقت له قبل أذان العصر، ثم أداء صلاة العصر في أول وقت لها، ما عدا الجمع بعرفة ومزدلفة.

شاهد أيضا:  ما حكم من احرم ولم يعتمر ولكنه نوى العمرة

طريقة جمع صلاة الظهر والعصر قبل السفر هي ما عرضنا لكم في هذه المقالة، ولقد رخص الله تعالى للمسافر الجمع بين الصلوات، لأن في السفر مشقة كبيرة، وبالتالي تيسيرًا عليه في أداء الفرائض.