فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام يحتفل المصريون كل عام بقدوم شهر رمضان المبارك، ويعد فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام فهو من أشهر الرموز الخاصة بالشهر الكريم، ومن العلامات المبهجة التي اعتاد الجميع صغيرًا وكبيرًا على وجودها ورؤيتها مع بدايته كل عام، فما هي أصل حكاية فانوس رمضان والمراحل المتعددة التي مر بها، ليتطور ويصل إلى الشكل الموجود حالياً في الأسواق, و كما ان أصبح فانوس رمضان جزءً من تقاليد هذا الشهر المبارك، ووجوده هو من العادات الرمضانية التي تجلب السرور والبهجة للأطفال والكبار. لكن ما هي حكاية فانوس رمضان؟ ولماذا ارتبط الفانوس بشهر رمضان؟ ولماذا تتزيّن به المنازل، الشوارع، المحال والأشجار؟ من هنا رصدنا لكِ معلومات مثيرة عن فانوس رمضان، تاريخه وعلاقته بشهر رمضان. تابعي قراءة التفاصيل في السطور التالية.
محتويات
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام فانوس رمضان مظهر من مظاهر التراث الشعبي المصري منذ القدم، حيث بدأ ظهوره منذ أكثر من ألف عام ومن ثم أصبح ضمن الفنون الفلكلورية، التي اهتم الكثير من الفنانين والدارسين به كمشروع أكاديمي من بداية ظهوره إلى وقتنا الحالي، ومعرفة كيف ارتبط بشهر رمضان الفضيل وأصبح قطعة ديكور جميلة، لا يخلو منزل أو شارع مصري من وجودها خلاله.
معنى كلمة فانوس
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام يعود معنى كلمة فانوس إلى أصل إغريقي حيث يعنى في اللغة الإغريقية وسيلة من وسائل الإضاءة والإنارة، ويُطلق عليه فانوس أو “فيناس” في بعض اللغات الأخرى، بالإضافة إلى ما يلي:
- ورد معناه في القاموس المحيط للفيروز أبادي “النمام” موضحاً ذلك لكونه يقوم بإظهار من يحمله في الظلام.
أصل حكاية فانوس رمضان
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام توجد عدة روايات تُروى عن أصل حكاية فانوس رمضان وقد اختلف العلماء والمؤرخين حول تلك الروايات، ومنها ما يلي:
- روي أن الخليفة الفاطمي كان يخرج من قصره في آخر شهر شعبان من كل عام، لاستطلاع رؤية هلال رمضان وكان يخرج معه الأطفال حاملين الفوانيس لإضاءة الطريق له، وظل الأمر على هذا إلى أن أصبح عادة في كل عام.
- هناك رواية أخرى تقول أن أحد خلفاء الدولة الأموية أعطى أمر لجميع شيوخ مساجد القاهرة، بإضاءة المساجد خلال ليالي شهر رمضان بالفوانيس الإسلامية التي كانت تعمل بالزيت قديمًا.
- يقول البعض أنه في العصر الفاطمي لم يُصرح للنساء بالخروج من البيت إلا خلال شهر رمضان المبارك، فكان يسبقهن غلام صغير يحمل فانوس منير ليعرف الرجال بوجود نساء لكي يفسحوا الطريق لهن.
شاهد أيضاً :- طريقة عمل فانوس رمضان بطريقة جديدة
بداية استخدام فانوس رمضان
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام اتفق الكثير من المؤرخين على أن بداية استخدام فانوس رمضان تعود لأصل تاريخي، وتحديدًا بداية ظهور الدولة الفاطمية في مصر يوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هجريًا، وذلك كالآتي:
- عندما أتي الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر، خرج لاستقباله جوهر الصقلي في موكب ضخم يضم عدد من الرجال والنساء حاملين المشاعل، والكثير من الأطفال حاملين الفوانيس ويغنون (حالو يا حالو)، وظلت الفوانيس تضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان المبارك.
شاهد أيضاً :- فانوس رمضان المصنوع محليا يعود لمكانته
ارتباط الفانوس بشهر رمضان
هناك العديد من القصص والحكايات التي يتم تداولها عن ظهور الفانوس واستخدامه في رمضان. ولكن على الرغم من اختلاف هذه القصص، إلا أن جميعها تؤكد أن المصريين هم أول من عرفوا الفانوس ونشروه في جميع البلدان العربية ليصبح جزءً من تقاليد شهر رمضان. إليكِ بعض من هذه القصص المتداولة عن ارتباط الفانوس بشهر رمضان:
– يقال في إحدى القصص إن المصريين اعتادوا على مرافقة الخليفة خلال جولته في المدينة التي يمرّ فيها من البوابات القديمة للقاهرة، وينتهي بجبل المقطم؛ ليثبت رؤيا هلال رمضان، وخلال مروره من الحارات والأزقّة يقف جميع الأطفال حاملين الفوانيس لينيروا له الطريق، وليستقبلوا رمضان بالاحتفالات.
– اختلفت حكاية فانوس رمضان على مرّ العصور فقد كان الفانوس في بداية الإسلام، كوسيلة إنارة يهتدي بها المسلمون عند ذهابهم إلى المساجد في الليل. وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
– تقول الحكايات أيضاً إن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحّراتي حيث كان يعلَّق في منارة الجامع إعلاناً لحلول وقت السحور، وكان يصاحب الأطفال بفوانيسهم المسحراتي ليلاً لإيقاظ الناس، ومن هنا أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان.
– من القصص التي تروى عن فانوس رمضان، أنه خلال العصر الفاطمى لم يكن الحاكم بأمر الله يسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن طفل يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكى يبتعدوا ويتنحوا عن طريقها، وبعد ذلك ظلّت هذه العادة متأصّلة بالأطفال حيث كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع.
مراحل تطور صناعة الفانوس
فانوس رمضان تراث شعبي تخطي الألف عام قبل شهر رمضان بعدة أيام تغزو الفوانيس بالتصميمات المختلفة والأشكال المتطورة جميع الأسواق، حيث تعددت مراحل تطور صناعة الفانوس منذ بداية ظهوره وحتى يومنا هذا على النحو التالي:
- بدأ شكل الفانوس قديمًا على هيئة علبة مربعة مصنوعة من الصفيح ويوجد بداخلها شمعة صغيرة للإضاءة.
- تطور الأمر ليصبح صناعته من الصفيح والزجاج، وعمل فتحات بسيطة لتبقي الشمعة مشتعلة.
- بدأ بعد ذلك تشكيل الصفيح واستخدام الزجاج الملون المزخرف بالرسوم والنقوش.
- بعد مرور عدة أعوام تطور الأمر ليظهر الفانوس الكهربائي المعتمد على البطارية.
- ظهر بعد ذلك الفانوس المتكلم الذي يُصدر الموسيقي والأغاني الرمضانية، وصوت الأذان.
- خلال السنوات الأخيرة ظهرت أشكال كثيرة سميت بفانوس رمضان وهي عبارة عن ألعاب وأشكال لبعض الشخصيات الكرتونية، تُنير وتُصدر أغاني رمضانية ونالت إعجاب الأطفال الذين لا يعرفون أصل شكل الفانوس المصري الأصلي.
- خلال هذا العام انتشرت الفوانيس على شكل أيقونات مرتبطة بشهر رمضان مثل بكار وبوجي وطمطم، وظهر فانوس على شكل لاعب الكرة محمد صلاح وبعض الأشكال الأخرى المشهورة.
- مؤخرًا ظهرت الفوانيس المصنوعة من الخشب وغيرها المصنوع من الصفيح اعتماداً على قول “من فات قديمه تاه”، وأصبحت تُستخدم لزينة المنازل والشوارع خلال شهر رمضان الكريم.
أهم المناطق التي تهتم بصناعة الفوانيس
لا ترتبط صناعة الفانوس بموسم شهر رمضان المبارك بل تستمر طوال العام، وتُخزن حتى يتم عرضها للبيع والرواج قبل شهر رمضان أو خلاله، وتُعتبر القاهرة أهم المدن التي تهتم بصناعة الفوانيس وبيعها، وهناك مناطق خاصة بذلك ومن أهم المناطق التي تهتم بصناعة الفوانيس وبيعها بركة الفيل، الموجودة بحي السيدة زينب ومناطق بالقرب من حي الأزهر، تحديدًا منطقة معروفة باسم تحت الربع والغورية.