من خلال استكشاف إجابة السؤال حول عدد الدول التي تشكل المملكة العربية السعودية، يمكننا الإشارة إلى أحداث تاريخية مهمة تسلط الضوء على تطور هذه الدولة الهامة في منطقة الشرق الأوسط. إن ظهور المملكة بالصورة الحالية هو ثمرة جهود مضنية بذلها مجموعة من الرجال الذين أبدوا حبًا عميقًا لوطنهم، وهو ما سنتعرف عليه بالتفصيل في السطور التالية.
محتويات
عدد الدول التي تشكل المملكة العربية السعودية
مرت المملكة العربية السعودية بثلاث مراحل تاريخية قبل الوصول إلى شكلها الحالي، حيث يعود تاريخها إلى ثلاث دول مختلفة، وسنتناول هذه المراحل في الفقرات التالية:
1- الدولة السعودية الأولى
نشأت الدولة السعودية الأولى مع ظهور الدعوة الإصلاحية على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي تعاون مع الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية لتعزيز دعوته ونشرها بشكل أوسع. ولكن الدولة العثمانية شعرت بأن هذه الدعوة تشكل تهديدًا لوجودها، حيث قد تؤثر على صفتها كحامي الحرمين الشريفين، مما يهدد مكانتها الدينية كخليفة للمسلمين. لذلك، استعانت العثمانيون بمحمد علي الوالي المصري، الذي أطلق سلسلة من الحملات العسكرية برفقة ابنه إبراهيم باشا، وتمكنوا في النهاية من إسقاط الدولة السعودية الأولى.
2- الدولة السعودية الثانية
على الرغم من أن الجيوش المصرية قد قضت على الدولة السعودية الأولى، إلا أن أفكار الدعوة الوهابية استمرت راسخة في نفوس الناس، مما أدى إلى عودة الدولة السعودية مرة أخرى على يد الأمير تركي بن فيصل الذي تعرض للاغتيال. وبعد اغتياله، تولى أبناؤه الحكم، ومنهم فيصل بن تركي الذي سعى للانتقام لمقتل والده، لكن مع وفاته بدأت الدولة السعودية الثانية في الانهيار بسبب الفتن والصراعات، حتى انتهت على يد محمد بن عبد الله الرشيد، أمير شمر في ذلك الوقت.
3- الدولة السعودية الثالثة
ظهرت الدولة السعودية الثالثة بشكل رسمي في أوائل القرن العشرين، وشهدت صراعات داخلية بين آل سعود، الذين سعوا لتوحيد أقاليم نجد، وآل رشيد المدعومين من الدولة العثمانية. ولكن الملك عبد العزيز آل سعود تمكن في النهاية من تحقيق الانتصار، وأصدر مرسوم التوحيد الذي دعا فيه الجميع إلى نبذ الخلافات والتوحد تحت قيادته.
من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية اليوم تُعتبر من الدول ذات التأثير الكبير على الساحة الدولية، بفضل الجهود المخلصة التي بذلها أبناؤها، والتي أدت إلى ظهورها بالشكل المميز والمؤثر الذي نراه اليوم.