كيف توزع الاضحية شرعا إسلام ويب، ديننا الإسلامي الحنيف أوضح كل ما يتعلق به من أحكام، وجعل لنا العديد من القواعد التي ينبغي علينا اتباعها جميعًا حتى يكون العبادة مكتملة الأركان والشروط تليق بالله تعالى، تعتبر الأضاحي إحدى القربات التي يتقرب بها المسلم من الله تعالى في يوم عيد الأضحى المبارك، ولها أحكامها المنفردة، وهي تختلف عن الهدي الذي يقدمه الحاج لله تعالى، فيما يلي نتحدث حول موضوع كيف توزع الاضحية شرعا إسلام ويب.
محتويات
الاضحية والحكمة من مشروعيتها
عند الحديث حول أحكام الاضحية فإنه في البداية يتعين علينا أن نتعرف على ماهيتها، والأنواع التي يجوز أن يضحي المسلم بها، وفيما يلي نُورد تعريف الاضحية والحكمة من مشروعيتها:
- الأضحية هي ما ينحره المسلم من الحيوانات التي أقرها الشارع في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاث.
- أيضا تعتبر إحدى شعائر الإسلام التي أجمع عليها فقهاء المسلمين.
- تعرّف الأضحية شرعًا بأنها: «هو ذبح حيوان مخصوص بنية التقرب إلى الله تعالى في وقت مخصوص، أو هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام أيام الأضحى حتى آخر أيام التشريق تقربًا إلى الله».
- أما عن السبب في إطلاق تلك التسمية عليها فإن الراجح من الأقوال يفيد بأنه نسبةً إلى وقت ذبحها هو أول وقت الضحى.
- اما الدليل على مشروعيتها من السنة النبوية: عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “إذا دخلتِ العشرُ، فأراد أحدُكم أنْ يُضحِّيَ، فلا يمسَّ منْ شعرهِ، ولا منْ بشَرهِ شيئًا.
شاهد أيضا: هل يجوز الاضحية بالمعز
كيف توزع الاضحية شرعا إسلام ويب
إن اختلاف الأئمة في الفعل المقرر شرعًا إنما هو من باب الرحمة لا من باب الشقاق والنزاع بين المسلمين، لذلك لم اختلف الفقهاء في إجابة السؤال كيف توزع الاضحية شرعا إسلام ويب، وهي كما يلي:
- القول الأوّل: ” مذهب الحنفيّة والحنابلة ” يستحب أن يقسّم المسلم الأضاحي إلى ثلاثة أقسام متساوية؛ على أن يكون الثُلثٌ الليث للفقراء، والثُلثٌ الثاني للمُضحّي، أما الثُلثٌ الثالث والأخير فهو للإهداء.
- أضاف الحنفيّة في مذهبهم إنّ من الأفضل للمُضحّي إذا كان ميسور الحال أن يعطي الفقرا والمحتاجين الثُلثَين، وأن يُبقي لأهل بيته الثُّلث.
- القول الثاني:” مذهب الشافعيّة” من الأفضل أن يتم توزيع غالب الأضحية على المحتاجين والفقراء، وأن يُبقي لنفسه منها القليل.
- القول الثالث:” المالكيّة” قالوا بعدم وجود تقسيم محدد من قِبل الشارع في توزيع الأضحية؛ حيث إن المضحي مخيّر بما يراه الأنسب في توزيعها وتقسيمها كيفما شاء.
- استدلّ المذهي المالكي بما أخرجه مسلم عن ثوبان مولى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ).
شاهد أيضا: أضحية العيد فرض أم سنة
حكم بيع الاضحية
إن الأضحية هي من الأمور التي يستحب للمسلم أن يفعلها تقربًا لله تعالى، فيغفر الله بها ذنوبه، لذلك عليه أن يجعها خالصةً لله تعالى دون أن يستفيد منها في الأامور الدنيونية، فيما يلي نوضّح حكم بيع الأضحية عند العلماء:
- إن المضحي لا يجوز له أن يبيع شيئًا من اضحيته ولا جميعها، كما أنه يُمنع بيع بعض أجزائها مثل الجِلْد أو الذيل أو نحو ذلك .
- الإمام أبو حنيفة النعمان -رحمه الله- قال بجواز بَيع الجِلْد من أجل أن يتصدق المضحي بما قبضه من ثمن.
- يجوز أن ينقل المضحي أضحيته من المكان الذي تم نحرها به إلى بلدٍ آخرٍ؛ بقصد توزيعها على الفقراء من أهل القرية.
- لا يصح إعطاء بعض اللحم من الأضحية لمن يقوم بالذبح جزاء ما قام به من عمل، إلّا إذا كان من قبيل الهبة، أو بقصد المُبادلة بما تم الانتفاع به.
شاهد أيضًا: متى عطلة عيد الاضحى 2025 في العراق
حكم التصدق من الأضحية
اختلفت أقوال الفقهاء في حُكم التصدُّق من الأضحية، التي يقوم المسلم بتقديمها لله تعالى في يوم عيد الأضحى هل هو جائز أم لا، فيما يلي نعرض أقوال المذاهب في تلك المسألة:
- القول الأوّل: “المذهب الحنبلي والشافعيّة” قالوا بأن التصدُّق من لحم الاضحية واجب على المضحي؛ ودليلهم على ذلك قَوْل الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).
- القول الثاني: “المذهب الحنفي والمالكي”، قالوا بأن التصدق من لحم الأُضحية مستحب ولا يرتقي إلى نرتبة الوجوب، ودليلهم على ذلك قول بأن الله تعالى شرع الأُضحية؛ قُربةً له فهي ليست مفروضة.
- استنادًا لما تقدم فإن مَن ذَبَحَ الأُضحيةً وأكلها جميعها، ولم يُطعم منها الفقراء جاز له ذلك، كذلك أضاف الحنفية بأنّ إيجاب الصدقة من الأضحية على المُضحّي غير واقع؛ لأن في ذلك تعسيرًا عليه.
شاهد أيضًا: اضحية البقر عن كم شخص
حكم الأكل من الأضحية
إن الطقوس التي تكون صبيحة يوم عيد الأضحى تدخل الفرحة والسرور على قلوب المسلمين فنرى بذلك أن الدين الإسلامي من شأنه أن يدخل السعادة على قلوب المسلمين، نتطرق فيما يلي لبيان الأكل من الاضحية:
- اتّفق علماء المسلمين على أن أكل المُضحّي من أُضحيته أمر مستحب على أن تكون الأأضحية غير الواجبة.
- استدلّوا على ذلك من القرآن الكريم بقَوْل الله -تعالى-: (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- وجه الدلالة من الآية السابق أنّ الله -تعالى- أباح الأكل من ما يذبحه الحاج من الهدي، وقياسًا عليه الاضحية على اعتبار أن كلاهما قربة لله تعالى.
- الدليل من السنّة النبوية قَوْل النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا ضَحَّى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ).
شاهد أيضا: متى يبدأ ذبح الاضاحي
تحدثنا في هذا المقال حول أحد الأسئلة المتداولة بما يتعلق بأفعال المسلمين وهو كيف توزع الاضحية شرعا إسلام ويب، وتطرقنا فيه بالحديث عن بعض الأحكام المتصلة بهذا الشأن ومن بينها حكم الأكل من الأضحية والتصدق بها.