لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، لقد اهتم عدد كبير من علماء الإسلام لا سيما علماء الحديث بالعمل على البث في أمر الأحاديث النبوية لوصف الصحيح منها بإسناده ومتنه، فضلاً عن التعرف على الضعيف بوصله وإسناده ورتبته وبيان الهدف الأساسي من تداوله بين جموع المسلمين، إذ إن هناك العديد من الأحاديث ضعيفة السند لكن يصح روايتها لأخذ العبرة والموعظة، من هذا المنطلق وفيما يلي من سطور هذا المقال سنتعرف على صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام.
محتويات
الحديث بالسند الكامل مع التشكيل
إن المقصود بسند الحديث هو الطريق التي أوصلت إلى متن الحديث أو سلسلة الرواة الذين قاموا برواية الحديث، ولقد أطلق عليه اسم يند؛ لأن كل راوٍ للحديث يقوم بإسناده إلى الراوي الذي سبقه إلى أن ينتهي السند بتابعي أو صحابي ثقة عدل حضر زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو سمع عنه من الثقات، وعليه سنقوم بعرض حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام بالتشكيل كما ورد في كتب الحديث:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمَشَّاءِ وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ الْمَشَّاءِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ خِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ وَيَتَحَوَّلَ شِرَارُ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو الْمُثَنَّى يُقَالُ لَهُ لَقِيطٌ وَيَقُولُونَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو الْمُثَنَّى
حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام
تجدر الإشارة بالقول أن كتب الحديث النبوي ضجت وزخرت بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي رويت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عن سلسلة من الرواة الثقات العدول الذين لا شكّ في روايتهم ولا مراء من أمثال أبي هريرة وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم، وعليه لقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
- “لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى”.
- و قد خرجت هذه النار بالحجاز بقرب المدينة ورؤيت أعناق الإبل من ضوئها ببصرى في سنة أربع و خمسين و ستمائة.
- وبعدها حدثت واقعة بغداد التي قُتل فيها الخليفة وكافة من كان ببغداد، كما وزاد الخراب الذي حلّ بأهل العراق على أيدي التتار و هاجر خيار أهلها إلى الشام.
- وأما شرار الناس فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهراً حتى تجتمع الناس كلها بالشام قبل قيام الساعة
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : “إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام”
شاهد أيضاً: صحة حديث أدركت أقواما كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها
صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام
مما لا شكّ فيه أن جهود علماء الحديث النبوي الشريف منذ العصور الإسلامية كبيرة جداً حيث سعوا جاهدين لبيان الموثوق والصحيح في الرواية من الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما الضعيف، والمكذوب، وغير ذلك من أنواع الحديث، أما فيما يتعلق بصحة حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، فقد ورد التالي:
- إن الحديث السابق أخرجه أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه موقوفا عليه قال: لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام, ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق.
- وقد قال شعيب الأرنؤوط : أن هذا الحديث إسناده ضعيف.
- وعليه إن هذا الحديث أو الخبر بلغة أهل وعلماء الحديث عبارة عن خبر موقوف على أبي أمامة من كلامه لا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وإسناده ضعيف كما قال شعيب الأرنؤوط.
شاهد أيضاً: صحة حديث القاتل والمقتول في النار اسلام ويب
في نهاية هذا المثال لقد تحدثنا بشكل مفصّل حول صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام الذي يتم تداوله كثيراً وترديده بين جموع السلمين في خطوة منهم لبيان القيمة العظيمة للعراق والشام، ولكن بعد البحث المفصل والمتعمق في كتب الحديث تبين أن هذا الحديث ضعيف في إسناده إذا لا تجوز روايته.