لماذا سميت ارض العراق بارض السواد، لقد ضمّت كتب التاريخ والسير العربية العديد من المعلومات التي تدور حول فتح العراق والدول المجاورة له، وما آلت إليه هذه الدول في الوقت الحالي، فضلاً عن الحديث حول الدين واللغة السائدة في كل بلاد على حدة، من ناحية أخرى لقد مرّت دولة العراق بالعديد من التغييرات والتحولات التي صنعت تاريخها عبر الأزمنة، بالإضافة إلى ذلك لقد شهدت العديد من الصراعات بينها وبين الدول التي ترغب في السيطرة على مقدراتها وخيراتها، من هذا المنطلق سنتعرف على إجابة سؤال لماذا سميت ارض العراق بارض السواد.
محتويات
تعريف أرض السواد
قبل الشروع في الحديث للإجابة على سؤال لماذا سميت ارض العراق بارض السواد سنتحدث بشكل مقتضب حول التعريف بأرض السواد وهي أرض العراق، إذ إن هذا الاسم أو اللقب أحد الأسماء التي أُطلقت عليها منذ زمن الصحابة رضوان الله عليهم، ولا زال يُدرّس هذا الاسم للطلبة في المنهاج العراقي، وعليه إن أرض السواد هي:
- هي الأرض التي تم الحصول عليها كغنيمة من الغنائم التي حصل عليها المسلمون من الفرس آنذاك، وكان قد فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، وهي سواد العراق.
- من ناحية أخرى تجدر الإشارة بالقول أنه تم تسمية أرض العراق بأرض السواد؛ لأن الجيش الإسلامي عندما خرج من البادية رأوا هذه الأرض والتفاف شجرها وخيراتها لذلك أطلقوا عليها أرض السواد، كما أنهم كانوا يجمعون بين الخضرة والسواد في الاسم.
- وقد أورد العديد من الخبراء في الكتب التي تناولت تاريخ العراب منذ اغتنامها من الفرس بقولهم عنها:
«أرض السواد في العرف السائد يوم ذاك هي الجزء العامر من أراضي العراق التي فتحها المسلمون في حرب جهادية ، وإنّما أطلق المسلمون هذا الاسم على الأرض العراقية؛ لأنّهم حين خرجوا من أرضهم القاحلة في جزيرة العرب يحملون الدعوة إلى العالم ظهرت لهم خضرة الزرع والأشجار في أراضي العراق، فسمّوا خضرة العراق سواداً؛ لأنّهم كانوا يجمعون بين الخضرة والسواد في الاسم»
شاهد أيضاً: كم مساحة الدونم في العراق وكيف يتم قياسها
حدود أرض السواد ومساحتها
متابعةً للحديث عن أرض السواد أو أرض العراق فمن الجدير بالذكر أن سواد العراق تبعاً لمجموعة الدراسات التاريخية الموثوقة يمتد حدّه من تخوم الموصل إلى ساحل البحر ببلاد عبّادان من شرقي دجلة ، وفي العرض من منقطع الجبال بحلوان إلى طرف القادسية المتصل بعذيب من أرض العرب، وفي تفصيل ذلك ما يلي:
- أما الحدود الغربية لأرض السواد فهي التي تمتد في البصرة مثل شطّ عثمان بن أبي العاص وما والاها التي كانت سباخاً ومواتاً فأحياها عثمان بن أبي العاص.
- تجدر الإشارة بالقول أن هذه الأرض عندما فتحها عمر بن الخطاب بعث إليها بعد فتحه ثلاثة أنفس وهم:
- عمّار بن ياسر: على أن يكون أميراً للبلاد.
- وابن مسعود: الذي تم توليته آنذاك قاضياً ووالياً على بيت المال.
- وعثمان بن حنيف: توليته على مساحة الأرض.
- كما أنه فرض للثلاثة في كلّ يوم شاة ، شطرها مع السواقط لعمّار، وشطرها للآخَرَين.
شاهد أيضاً: لماذا يستخدم دواء ليريكا وما فوائده والية استخدامه
لماذا سميت أرض العراق بأرض السواد
يتساءل العديد من الباحثين والممعنين في دراسة تاريخ العراق منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحالي كونها واحدة من أهم الدور المجاورة لدول الخليج العربي التي تعتبر بمثابة أراضي الدعوة الإسلامية حول سبب تسمية أرض العراق بأرض السواد، فمن الجدير بالذكر أن هذا الاسم أطلقه الجيش الإسلامي على العراق والسبب في ذلك كالتالي:
- إن ارض السواد هو الاسم الذي تم إطلاقه على دولة العراق في العصور الإسلامية نظراً لكثافة الزراعة فيها، وكثرة خضرتها وخصوبتها.
ملكية أرض السواد
إن الباحث في كتب التاريخ العربي يجد العديد من النقاشات التي دارت بين فقهاء الصحابة حول أرض السواد، فمن الجدير بالذكر أنها الأرض التي فتحت في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد معركة القادسية، ومن المتعارف عليه في تقسيم الغنائم منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنها تقسم بنسبة 80% للمجاهدين، و20% للمصالح العامة الخاصة بالمسلمين، وعليه:
- لقد اختلف الصحابة في قسمة أرض السواد، الأمر الذي أدى إلى ذهاب بلال وعمرو بن العاص والزبير بن العوام إلى عمر بن الخطاب للمطالبة بقسمة الأرض، وقد ذهب علي بن أبي طالب وعثمان ومعاذ بن جبل وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة وعبد الله بن عمر بألا تقسم، كما أجمع الأنصار على ألا تقسم أيضا.
- وقد قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحسم الأمر والخلاف وذهب بقوله إلى أن يتم تقسيم الأرض على جميع المسلمين والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾.
- وقال عمر: «ما أرى هذه الآية إلا عمت الخلق كلهم».
- وبذلك قرر الصحابة ببقاء أرض السواد في أيدي أصحابها مع فرض الخراج عليهم.
شاهد أيضاً: كلمات اغنية يقولون ليلى في العراق مريضة
في ختام هذا المقال لقد أجبنا على سؤال العديد من الباحثين حول لماذا سميت ارض العراق بارض السواد، وذلك من خلال الاعتماد على ما ورد في التاريخ الإسلامي بشأن دولة العراق منذ أن قام بفتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه واغتنمها المسلمون من الفرس.