تتعدد الآراء حول إفراد شهر رجب بالصوم، حيث يسعى البعض للصيام فيه تاركًا خلفه مشاعر أنه شهر فضل، رغم أن القرآن لم يخصص أي شهر سوى رمضان للصيام. وقد يستند بعض الدعاة إلى أحاديث ضعيفة تدل على فضل شهر رجب، لكن دون تقديم دليل قاطع على صحتها. في هذا المقال، سنوضح حكم إفراد رجب بالصيام، وكذلك حكم إفراد يوم الجمعة فيه، وصيامه بشكل كامل، وفقًا لمذاهب العلماء.
محتويات
حكم إفراد شهر رجب بالصيام
إن إفراد شهر رجب بالصوم على سبيل التطوع يُعتبر مكروهًا، لأنه يحاكي العادات الجاهلية التي كانت تعظم هذا الشهر بالصيام وتقديم القرابين. ومع ذلك، يجوز صوم رجب عندما يكون لتعويض عن أيام من رمضان أو كفارة، بالإضافة إلى استحباب صيام يومي الاثنين والخميس، وأيام 13 و14 و15، كما في باقي الشهور العراقية، ما عدا رمضان.
كيفية صلاة أول ليلة من رجب.
لماذا يكره إفراد شهر رجب بالصوم؟
يُعتبر إفراد شهر رجب بالصوم مكروهًا نظراً لتقليد بعض الشعائر الجاهلية. حيث كان يتم تعظيم رجب بالصيام وتقديم القرابين للأصنام، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتماد شعائر تعبيد مختلفة. لم يتم تخصيص رجب بأي عبادة معينة كالصلاة أو العمرة، بل تم ابتكار أمور من قبل بعض الجهلاء لا تتعلق بالدين.
مذاهب العلماء في صوم شهر رجب
تباينت آراء العلماء حول صيام رجب، حيث اعتبر بعضهم أنه مستحب، بينما عدَّه آخرون مكروهًا. وجاءت آراء الفقهاء كما يلي:
- اتفقت المدارس الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنبلة على استحباب صيام شهر رجب، مستندين إلى الحديث القائل: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان”، إضافة إلى بعض الأحاديث الضعيفة.
- في المقابل، ذهبت فئة من الحنبلة إلى كراهية إفراد صيام رجب، وأوصوا بضرورة الإفطار في أحد أيامه حتى لا يكون صومه كصيام رمضان أو أي شهر آخر؛ مما يؤدي إلى تخفيف كراهية إفراد صيامه.
خطبة يوم الجمعة عن فضل رجب.
هل يترتب على صيام شهر رجب فضل معين؟
لا يُعتبر صيام شهر رجب متميزًا أو ذا فضل خاص مقارنةً بالشهور الأخرى. فهو واحد من الأشهر الحرم – مثل محرم وذي القعدة وذي الحجة – وغالبية الأحاديث المتعلقة بصيامه تعتبر ضعيفة. لا يوجد ما يمنع من صيام رجب كتعويض عن صيام لا بد منه كفارة أو قضاء لصيام رمضان، بشرط أن لا يُعقد به نية تخصيصه بفضل خاص.
إفراد يوم الجمعة بالصيام في شهر رجب
إفراد يوم الجمعة بالصيام في شهر رجب أو في أي شهر يعد أمراً غير جائز. ولذا يجب صيام يوم قبله أو بعده، وعند تطبيق هذا الشرط على الجمعة في رجب يُسمح بالصيام. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: “يوم الجمعة عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا إن صمتم قبله أو بعده”. كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: “سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو يوماً بعده”.
خطبة عن بدع شهر رجب.
حكم صيام شهر رجب كاملاً
تباينت آراء الفقهاء حول صيام شهر رجب بكامله. بعضهم لم يجد مشكلة في ذلك، بينما اعتبره آخرون مكروهًا. وقد أشاروا إلى أنه لا يُستحب صيامه بكامله باستثناء رمضان. وبهذا يمكن تجاوز الكراهة عن طريق الإفطار في يوم معين أو إتمام صيام شهر آخر غير رمضان ورجب، وذلك لتفادي التشبه بالجاهليين الذين كانوا يعظمون هذا الشهر.
في الختام، نكون قد استعرضنا الأسباب التي تؤدي إلى كراهية إفراد شهر رجب بالصيام، بالإضافة إلى اختلاف آراء العلماء حول حكم الصيام في هذا الشهر، وإفراد الجمعة فيه، وكذلك حكم إتمام الصيام بكامله.