تعتبر قصيدة قيس بن الملوح التي قالها عندما طعنوه بالسيف واحدة من أبرز قصائد الشعر العربي التي نظمها في حبّ محبوبته ليلى العامرية. لقد أصبحت قصة حبهما رمزًا للحب العذري النقي، وخاصةً بعد المواقف التي أظهرها قيس من إخلاص ووفاء تجاه ليلى. وفي هذا المقال، سنستعرض أجمل قصائد الغزل العربي وكلمات قيس، مستعرضين العبارة الخالدة التي قالها بعد أن طُعن بالسيف.
محتويات
من هو قيس بن الملوح
يُعتبر قيس بن الملوح شاعرًا متيّمًا من شعراء العصر الأموي، وُلد في عام 24 هجري، ما يوافق 645 ميلادي. عُرف بلقب “مجنون ليلى”، لكنه لم يكن مجنونًا في الحقيقة، بل كان متعلقاً بصورة طفولته الجميلة مع ابنة عمّه ليلى، التي عاش معها أيامه الأجمل. ومع ذلك، فرض أهل ليلى قيوداً عليه، وجعلت العادات القابلة للزواج بين المحبين منعدمة. حيث رأوا أن زواجهم سيعتبر عارًا على الفتاة وأهلها، لا سيما بعد أن صار شعره في حب ليلى حديث العرب. وبعد زواج ليلى، عاش قيس في البراري، يكتب أشعاره ويتغنى بحبّه، حتى وُجد ميتًا بين الصخور، وقد كتب فوق رأسه:[1]
تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ
وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً
فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجر
رد فعل قيس عندما طعنوه بالسيف
لا تزال قصة قيس وليلى تُعتبر من أجمل قصص الحب التي خلّدها التاريخ، والتي أضافت الكثير إلى ديوان العرب. كانت قصائد قيس في ليلاه تأسر القلوب وتلح على المشاعر، مما دفع أهل ليلى إلى منعه من الزواج منها. وفي إحدى اللحظات القاسية، طُعن قيس بالسيف، فقال حينها: “من الحب ما قتل”، وقد أصبحت هذه العبارة تُعتبر من أجمل العبارات التي تعبر عن تضحيات الحب، والتي نسبت إلى مجنون ليلى الذي عاش حالة حبّ حزينة وطاهرة، ولا تزال تتردد بين العرب حتى الوقت الراهن.
قيس بن الملوح سيرته وأجمل ما قال من الشعر
ماذا قال قيس عند الكعبة؟
بعد زواج ليلى وابتعادها عن قبيلتها، بات قيس وحيداً حزيناً ومكسور القلب، فاختار العزلة في البراري وأصبح يأنس بالوحوش. ولأن جميع محاولات والده والناس لإقناعه بالتعافي باءت بالفشل، قرر والده أخذه إلى الكعبة ليدعو الله أن يخفف عنه. وقد تعلق قيس بأستار الكعبة، داعيًا الله أن يمنحه السعادة لليلى، قائلًا: “اللهم زدني لليلى حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا”. وفي موضع آخر يعبر فيه قيس عن عدم استفادته من زيارته لبيت الله الحرام فيقول:
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
حكم سيوفك في رقاب العذل
الحديث مع زوج ليلى
تسحب مشاعر الحب عقله، ليصبح غير متوازن ومتوتر، وهذا ما حدث مع قيس عندما عُقد زواج ليلى من ورد الثقيفي. إن تصرف أهل ليلى يبرز بعض العادات الجائرة التي ألقت بأبنائها إلى الهاوية، حيث قال قيس بعد أن سمع بزواجها:
فَإِن كانَ فيكُم بَعلُ لَيلى فَإِنَّني
وَذي العَرشِ قَد قَبَّلتُ فاها ثَمانِيا
وَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي رَأَيتُها
وَعُشرونَ مِنها إِصبَعاً مِن وَرائِيا
وفي إحدى الليالي الباردة، اقتحم ابن الملوح مجلس الرجال، وسأل ورد الثقيفي زوج ليلى:
بِرَبِّكَ هَل ضَمَمتَ إِلَيكَ لَيلى
قُبَيلَ الصُبحِ أَو قَبَّلتَ فاها
وَهَل رَفَّت عَلَيكَ قُرونُ لَيلى
رَفيفَ الأُقحُوانةِ في نَداها
كَأَنَّ قُرُنفُلاً وَسَحيقَ مِسكٍ
وَصَوبَ الغادِياتِ شَمِلنَ فاها
فكان رد ورد، “اللهم إذا حلّفتني.. فنعم”، بينما قبض المجنون على الجمر حتى سقط مغشياً عليه.
أجمل قصائد قيس بن الملوح
استطاع قيس أن يجسد مشاعره عبر قصائد تعكس آلامه، وأجمل ما قاله في ليلاه هو قصيدة “تذكّرت ليلى والسنين الخواليا”. إليك بعض أبياتها:[2]
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
أجمل ما قال قيس بن الملوح من قصائد
لعبت الكلمات والأشعار دورًا كبيرًا في تخفيف ألم فراقه، وأغنى ديوان العرب بقصائده. Вот некоторые من أجمل ما قاله المجنون في ليلاه:
- قصيدة أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني:
أَيا شِبهَ لَيلى لا تُراعي فَإِنَّني
لَكِ اليَومَ مِن بَينِ الوُحوشِ صَديقُ
وَيا شِبهَ لَيلى أَقصِرِ الخِطوَ إِنَّني
بِقُربِكِ إِن ساعَفتِني لَخَليقُ
وَيا شِبهَ لَيلى رُدَّ قَلبي فَإِنَّهُ
لَهُ خَفَقانٌ دائِمٌ وَبُروقُ
وَيا شِبهَها أَذكَرتَ مَن لَيسَ ناسِياً
وَأَشعَلتَ نيراناً لَهُنَّ حَريقُ
وَيا شِبهَ لَيلى لَو تَلَبَّثتَ ساعَةً
لَعَلَّ فُؤادي مِن جَواهُ يُفيقُ
- قصيدة تذكرت ليلى والسنين الخواليا:
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى
إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا
لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ
فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
- قصيدة عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي:
عَفا اللَهُ عَن لَيلى وَإِن سَفَكَت دَمي
فَإِنّي وَإِن لَم تَحزِني غَيرُ عاتِبِ
عَلَيها وَلا مُبدٍ لِلَيلى شِكايَةً
وَقَد يَشتَكي المُشكى إِلى كُلَّ صاحِبِ
يَقولونَ تُب عَن ذِكرِ لَيلى وَحُبِّها
وَما خَلِدي عَن حُبِّ لَيلى بِتائِبِ
- قصيدة أحن إلى ليلى وإن شطت النوى:
أَحِنُّ إِلى لَيلى وَإِن شَطَّتِ النَوى
بِلَيلى كَما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ
يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها
أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ
- قصيدة دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا:
أَلا لَيتَ عَيني قَد رَأَت مَن رَآكُمُ
لَعَلِّيَ أَسلو ساعَةً مِن هُيامِيا
وَهَيهاتَ أَن أَسلو مِنَ الحُزنِ وَالهَوى
وَهَذا قَميصي مِن جَوى البَينِ بالِيا
فَقُلتُ نَسيمَ الريحَ أَدِّ تَحِيَّتي
إِلَيها وَما قَد حَلَّ بي وَدَهانِيا
تحميل كتاب ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى pdf
قام العديد من الكتّاب بجمع قصائد قيس بن الملوح في كتاب واحد، ليكون في متناول القارئ، حيث يمكن تحميل ديوان “مجنون ليلى” بسهولة من خلال “هذا الرابط”.
مرثية مالك بن الريب، أبياتها ومناسبة قولها
أبيات شعر قيس بن الملوح بالصور
إليك مجموعة من الصور التي تحتوي على أبيات شعر قيس بن الملوح:
بهذا، نكون قد أنهينا مقالنا حول “ماذا قال قيس بن الملوح عندما طعنوه بالسيف”، مستعرضين الكثير من المعلومات عن حياته وأشعاره، مقدّمين عيّنات من قصائده، بالإضافة إلى رابط تحميل ديوانه.