ما حكم الاشتراك في الاضحية لأكثر من واحد، في الوقت الحالي يذهب من ينوي أن يضحي في يوم النحر للبحث عن أضحية مناسبة، حيث يقوم بالذهاب إلى بعض أماكن بيع الأضاحي ليختار ما يقدمه لله تعالى في هذا اليوم، وقد أفتى العلماء بجواز المشاركة في الاضحية لأكثر من شخص على حسب نوعها، في هذا المقال نتحدث حول السؤال التالي وهو ما حكم الاشتراك في الاضحية لأكثر من واحد.
محتويات
ما حكم الاشتراك في الاضحية لأكثر من واحد
أجاز الفقهاء أن يقوم أكثر شخص الاشتراك في الاضحية الواحدة، ولكن ذلك يعتمد على نوع ما يقدمه من بهيمة الأنعام فبعضها يجوز الاشتراك بها والبعض الآخر تكفي لشخصٍ واحد فقط، فيما يلي بيان حكم الاشتراك في الاضحية لأكثر من واحد:
إذا كانت الأضحية من البقر أو الإبل
- يجوز الاشتراك في الاضحية إذا كان العدد سبعة أفراد في ثمنها إن كانت من الإبل أو البقر.
- اجاز الشارع الحكيم أن يشترك الزوجان في ثمن الأضحية الواحدة إن كانت من الأصناف السابقة.
- ليس من الشروط الواجبة أن يجمع هؤلاء النفر صلة قرابة إما بالدم أو بالنسب، فمن الممكن أن تجمعهم صداقة أو يقطنون في نفس الحي.
- الدليل على جواز الاشتراك في الاضحية من البقر أو الغنم ما فعله الصحابة -رضي الله عنهم- في يوم صُلح الحديبية وذلك باشتراكهم في الهدي لأنهم كانوا مُحْرمين بالحج، وقياسًا عليها الأضحية على ذلك.
شاهد أيضا: كيف توزع الاضحية شرعا
إذا كانت الأضحية من الغنم
- أفتى فقهاء الأمة الإسلامية بأنه لا يجوز الاشتراك في الاضحية من الشاة إذا نوى الشخص تقديم الاضحية في يوم النحر.
- الدليل على عدم جواز الاشتراك في الاضحية ما رواه الصحابي الجليل عطاء بن يسار أنّه قال: (سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ).
- إن الأضحية إذا كانت شاة فإنها تجزئ عن أهل البيت الواحد مهما كان عددهم إن ارادوا الاشتراك بها وكانوا في نفس المكان من جهة النفقة والقرابة.
- إن كان أحدٌ الأفراد الذين ينتمون لنفس أسرة المضحي؛ ولكن يقطن في منزل مستقل عن أهله فلا يشمله الاشتراك في أضحية ذويه، ومن المستحب إطعام الفقراء والمحتاجين من الأضحية.
شاهد أيضا: كيفية صلاة العيد الاضحى
حكم الاستدانة في ثمن الأضحية
تباينت آراء العلماء في الشروط الواجب توافرها في الاشتراك في الاضحية، وهل يجب أن تكون في مُلك من يريد أن يضحي وهل يجوز له الاستدانة من الغير، لكنهم مجمعون على أن الاضحية لا تجزئ عن صاحبها إذا كان المال غير مشروعًا، فيما يلي بيان مشروعية الأضحية:
الحنفية
- قالوا بأنه يُشترط في الشخص المضحّي أن يملك لنصاب الزكاة وان يكون ميسورًا بأن تكون ثمن الاضحية زائداً عن حاجاته الأصلية.
المالكية
- قالوا أنّ الأضحية غير مشروعة لمن للمسكين الذي لا يملك قوت يومه، وأنها مستحبة لمن لديه المال الزائد عن حاجاته الأساسية، بحي لو قدّم الاضحية لا يلحق به الضرر في نقص المال.
الشافعية
- قالوا بأن الأضحية مشروعة لمن يملك المال الزائد عن حاجاته الأساسية من الطعام والشراب، في يوم العيد الأضحى وأيام التشريق.
الحنابلة
قالوا أنّ الأضحية مشروعة وجائزة في حقّ من يقدر عليها، وكل من في ملكه ثمنها بشرط أن يكون فائضًا عن حاجاته الأساسية، حتى وإن اضطر للاستدانة وكان قادراً على الوفاء بها.
شاهد أيضًا: ما حكم من لا يضحي في العيد
حكم إشراك الغير في نية الأضحية
إذا كان المضحي يريد أن الاشتراك في الاضحية مع أشخاص آخرين في النية فقط دون الثمن فإن العلماء قد تحدثوا في هذه المسألة، وفيما يلي بيان لـ حكم إشراك الغير في نية الأضحية:
- إنّ إشراك الآخرين في نية الأضحية دون أن دفع مبلغ مالي من ثمنها فهذا الأمر جائز في الشريعة الإسلامية.
- لا يجوز لمن ينوي أن يضحي أن يشرك غيره في نية الأضحية عقب ذبحها، وإنما يتعين على من ينوي الاشتراك في الأضحية أن يكون قبل الذبح.
- ضحّى رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه وعن أمته.
- الدليل على ذلك ما رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-:
- (ذبح النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ الذَّبحِ كَبشَينِ أقرَنَينِ أملَحَينِ مَوجِئَينِ، فلمَّا وَجَّهَهما قال: إنِّي وجَّهتُ وَجْهيَ للذي فَطَر السَّمَواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا وما أنا من المشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمرِتُ وأنا مِنَ المسلِمينَ، اللَّهُمَّ منك ولك، وعن محمَّدٍ وأمَّتِه، باسمِ اللهِ واللهُ أكبَرُ، ثمَّ ذَبَح).
شاهد أيضاً: دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة
كيفية تقسيم الأضحية المشترك بها
علمنا في السابق أن السبعة يحق لهم الاشتراك في الاضحية إن كانت من الأبل أو البقر، أما الشاة فلا تجزئ إلا عن صاحبها، فيما يلي نوضح طريقة تقسيم الأضحية المشترك بها:
- الأضحية من الشاة والغنم لا يشترك بها سوى شخصٌ واحد ويجوز أن يساهم من يريد الأجر ببعض ثمنها على أن تكون النية هبة وليس اضحية.
- إن كانت الأضحية من الإبل أو البقر فإن يتم تقسيمها على سبعة أقسام بالتساوي، بحيث ينال كل شخصين المشتركين سبع الأضحية.
- يستطيع كل واحد من المشتركين أن يتصرف بنصيبه مما يحصل عليه من اللحم، فيأكلوه وأهله منها ويطعم الآخرين، ويتصدق.
- يستحب تقسيم الاضحية وتوزيعها شرعاً إلى ثلاثة أقسام: الثلث الليث له، والثلث الثاني يهديه لأقاربه، أما الثلث الأخير يتصدق به للفقراء والمحتاجين.
شاهد أيضاً: هل يجوز ذبح الأضحية بعد صلاة العيد
وصلنا لنهاية المقال الذي تحدثنا فيه حول أحد أهم المواضيع التي تخص المسلمين في هذه الأيام وهو ما حكم الاشتراك في الاضحية لأكثر من واحد، كما تم بيان كيفية تقسيم الأضاحي بين المشتركين.