ما حكم من احرم ولم يعتمر ولكنه نوى العمرة، في خضم البحث غير منقطع النظير عن المسائل والأحكام الفقهية المختلفة التي تحتاج لحكم شرعي فاصل مستند إلى مجموعة من الدلائل المقتبسة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن أهم هذه المسائل هي مسألة العمرة وما يتعلق بها من أحكام دينية، من هذا المنطلق يتساءل بعض الباحثين عما حكم من احرم ولم يعتمر ولكنه نوى العمرة، وهنا بدورنا وبالاستناد إلى ما أوردته كتب الفقه الإسلامي وعلماء المذاهب الأربعة في ذلك سنقوم بالإجابة على هذا السؤال.
محتويات
ما حكم من احرم ولم يعتمر ولكنه نوى العمرة
لقد ذهب علماء المسلمين في الحديث عن حكم من احرم ولم يعتمر ولكن النية رابضة في قلبه بالقول بالعديد من الآراء والأحكام، وذلك من خلال الاستناد إلى ما ورد في أحاديث السنة النبوية وآيات القرآن الكريم والقياس وهي مصادر الاستشهاد في المسائل الفقهية، وقد جاء رأي العلماء في هذه المسألة على النحو التالي:
- لقد ذهب بعض العلماء بالقول أنه في حالة نوى المسلم العمرة، ودخل فيها فلا يحق له أن يخلع الإحرام، وإنما عليه أن يكمل الإحرام والطواف والسعي والتقصير أو الحلق وهي مناسك العمرة الرئيسية، وقد استدل أصحاب هذا الرأي إلى ما ورد في قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (سورة البقرة الآية 196) وأكد أن من دخل فيهما وجب عليه إتمامهما.
- وعليه ولمن أخذ بهذا الرأي إذا قام المسلم بفعل ما يفسد عمرته – كالجماع – على سبيل المثال بعد أن عقد النية لها فعليه أن يقدم ذبيحة للفقراء، ومن ثم بعد ذلك عليه أن يقوم بإتمام مناسك العمرة، مع ضرورة أن يقوم بإلحاق بها عمرة جديدة من نفس الميقات.
- أما أصحاب الرأي الآخر فهم يرون أنه في حالة أن المسلم قد نوى العمرة بدون وجود نية للدخول في النسك، فيكون الحكم في الإحرام بالعمرة أنه لم يحصل من الأساس، ويرجع ذلك إلى أن نية الإحرام هي نية دخول النسك، وهو واجب عند الميقات، ولكنه يجوز قبله عند جمهور أهل العلم.
- ولكن في حالة عقد النية على الدخول في والبدء في أداء مناسك العمرة، فيجب على المسلم إكمال العمرة، “ولا يمكنه أن يتنصل منها أو يقطعها) على حد قولهم، وقد استشهد بذات الآية التي تم الاستدلال بها سابقاً.
حكم من بدا العمرة ولم يتمها
بعد التعرف على الحكم الشرعي الذي ذهب له العديد من علماء المسلمين في الحديث عن حكم من نوى العمرة ولكنه لم يعتمر، نستكمل الحديث في ذات السياق ولكن في حال بدأ المعتمر في أداء المناسك ولكنه لم يتمكن من إتمامها، وفي ذلك ورد الحكم التالي:
- يرى بعض علماء الفقه الإسلامي أن من نوى العمرة وأحرم، ولم يتمها لسبب أو لآخر بإرادته فهو آثم.
- وهنا يتوجب على المعتمر أن يعود لمناسك العمرة لإتمامها وقد جاء هذا الرأي بإجماع العديد من علماء الفقه الإسلامي.
- فضلاً عن أنه يترتب عليه أن يقوم بتقديم أضحية ذبيحة للفقراء، كفارة عن ذنبه.
- وإذا قام المسلم بجماع زوجته فعليه أن يقدم ذبيحة، ويعيد عمرته من ذات الميقات الذي بدأ منه.
شاهد أيضاً: ما حكم قضاء رمضان في عشر ذي الحجة اسلام ويب
شروط صحة العمرة
في حقيقة الأمر إن العمرة كغيرها من الشعائر الدينية التي يؤديها المسلم يؤجر عليها وينال الثواب العظيم في حال أداها على أكمل وجه، أو على الوجه الصحيح، وعليه إن للعمرة مجموعة من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار من قبل المعتمرين سواء نساء أو رجال ينبغي الإلمام بها لضمان صحة النسك وأدائه على التمام، ومن شروط صحة العمرة ما يلي:
شروط صحة العمرة المشتركة بين الرجال والنساء
- الإسلام: إن شرط الإسلام أحد أهم الشروط التي ينبغي توفرها لتصح كافة العبادات والمناسك الإسلامية.
- التكليف: والمقصود بالتكليف هو أن يكون الشخص المسلم بالغ عاقل.
- الحرية: إن العمرة غير واجبة على العبيد أو الإيماء، وإن اعتمرا فعمرتهما صحيحة.
- الاستطاعة: كما أن العمرة غير واجبة على المديون أو غير المقتدر مالياً وصحياً، وبدنياً، وهذا بالاستناد إلى قوله- تعالى-: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (سورة آل عمران الآية: 97)
شروط العمرة الخاصة بالنساء
- وجود محرم مع المعتمرة: وإن هذا الشرط جاء بالاستناد إلى ما ورد في الحديث النبوي الشريف، وقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (لَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ ثَلَاثًا، إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ. [وفي رواية]: وَقالَ ابنُ نُمَيْرٍ في رِوَايَتِهِ: عن أَبِيهِ: ثَلَاثَةً إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ) (حديث صحيح)، وعلى هذا فالمرأة التي ليس لها محرم فلا تصح عمرتها، وعند الشافعية والمالكية فيمكن أن يصح أداؤها مع جماعة من النساء الثقات.
- ألا تكون المعتمرة في فترة العدة سواء من الطلاق أو الوفاة: ويستدل على ذلك من قوله- تعالى- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا) (سورة الطلاق الآية: 1).
شاهد أيضاً: ما حكم إظهار الفرح والسرور يوم العيد حسب جمهور الفقهاء اسلام ويب
في نهابة هذا المقال لقد أسلفنا الإجابة بالتفصيل على سؤال ما حكم من احرم ولم يعتمر ولكنه نوى العمرة الذي بحث عنه العديد من الأشخاص الراغبين في الحصول على الفتاوى الإسلامية المؤكدة المتعلقة بأحكام العمرة، بدورنا وبالاستناد لما ورد في كتب الفقه الإسلامي أوردنا ما يفيد في الرد على الباحثين عن الفتوى السابقة.