ما هو الماء الذي لا يجوز بيعه ولا هبته، هذا سؤال قد يراه الكثيرين سؤال غريب، فبمجرد طرح هذا السؤال خلال مسابقة أو مناقشة، فإنه لأول وهلة ستجد المستمعين يسألوا أنفسهم، ويقولون وهل هناك مياه يتم تحريم بيعها، وإذا كان هناك فعلًا ماء يحرم بيعه، فما هو سبب التحريم، لقد شرح فرع الفقه في علومنا الإسلامية طريقة تنظيم الكثير من الموضوعات في حياتنا، ومن بينها هذا الموضوع الذي سوف نتعرف على تفاصيله وإجابة السؤال من خلال المقال.
محتويات
ما هو الماء الذي لا يجوز بيعه ولا هبته
هذا سؤال من بين الأسئلة الفقهية التي تجد الكثيرين لا يعرفون إجابته أو حتى معناه، فما نعرفه جميعًا أن الله سبحانه وتعالى وفر لنا المياه، وجعل منها كل الأشياء تحيا، وتموت بدونها، وأن المياه هي نوعين مالح وعذب، ويتم الحصول عليها من البحيرة والنهر والبحر والمحيط والأمطار، فأي هذه الأنواع المقصودة في هذا السؤال.
الحقيقة أن نوعية المياه التي يتحدث عنها في السؤال ليست واحدة من لبن الأنواع التي ذكرناها سابقًا، ولكن الإجابة على هذا السؤال هو عسب الفحل، وهو عبارة عن لفظ يعرفه جيدًا كل شخص يربي في حديقته خيول أو جمال أو غيرها من هذه الحيوانات بصورة عامة، حيث يحدث التناسل بين هذه الحيوانات وبعضها البعض، عن طريق علاقة تناسلية بين ذكر وأنثى من نفس النوع.
ما هو عسب الفحل
عسب الفحل هو اصطلاح من بين الاصطلاحات الفقهية الكثيرة، ويعني أنه تحدث خطوة التزاوج بين حيوانين، أحدهما أنثى والآخر ذكر من نفس النوع.
لكن في كثير من الأوقات يكون الشخص لا يملك إلا نوع واحد ذكر فقط أو أنثى فقط، فيقوم بطلب الحصول على الذكر على سبيل الاستعارة لفترة زمنية معينة، حتى يلقح الأنثى، ثم يرجع مرة أخرى الذكر لأصحابه.
ما الحكم الشرعي في عسب الفحل
بعدما تعرفنا على جواب السؤال ما هو الماء الذي لا يجوز بيعه ولا هبته، تجدر هنا الإشارة أنه أن الشرع حكم بنهي صاحب البهائم أن يقوم بوضع شرط حصوله على قيمة إيجار.
ذلك في مقابل حصول الطرف الآخر على عسب الفحل، والسبب في هذا هو أن ذلك يمكن اعتباره ضمن بيع الغرر، وهذا لأن التلقيح أو الحمل هو نتيجة غير مؤكد أن تحدث، فربما بعد أن يدفع ثمن تأجير الذكر، لا تحمل الأنثى منه، لذلك فهو موضوع غير مضمون.
اقرأ أيضًا: دولة تعيش فيها أكثر الأفاعي السامة ؟ ما هي
الدليل من السنة النبوية على تحريم بيع عسب الفحل
جميع الأحكام الفقهية في الدين الإسلامي تكون لها مصدر تشريعي معين، مثل الحديث والسنة والقرآن، وسوف نتناول أدلة تحريم بيع عسب الفحل فيما يلي:
- قال ابن عمر رضي الله عن النبي الحديث التالي: “نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَسْبِ الفَحْلِ”.
- كما قال “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ، وكَانَ بَيْعًا يَبْتَاعُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ: كَانَ الرَّجُلُ يَبْتَاعُ الْجَزُورَ إِلَى أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ، ثم تُنْتَجُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، واللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ.
- كذلك روي عنه “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وعَنْ هِبَتِهِ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
اقرأ أيضًا: متى يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل؟ وما هي أهم الفاعليات
ما هو بيع الغرر
الشريعة الإسلامية حرمت بيع الغرر، وذلك لما يستتبع هذا النوع من البيع من نزاعات وضغائن بين الطرفين البائع والمشتري، وهو يعني أن تبتاع شيئًا تجهل عاقبته، أما في الحالة التي شرحناها حول ما هو الماء الذي لا يجوز بيعه ولا هبته.
فإن تمكن صاحب الحيوان من نوع الأنثى أن يحصل على ذكر لتحمل منا، فإن هذا جائز لدى بعض الفقهاء، مقابل أجر يتم دفعه، ولكن الإثم سوف يكون واقع على مالك البهيمة الذكر وليس الأنثى.
اقرأ أيضًا: قال العرب سبق السيف العذل فما هو العذل ؟ وما هي قصته
في نهاية المقال نكون تعرفنا على ماذا يعنيه سؤال ما هو الماء الذي لا يجوز بيعه ولا هبته، كما عرفنا الجواب الصحيح عليه، عرضنا لكم كذلك أسباب النهي، والدلائل التي تثبت ذلك.