تعود تسمية شهر رجب الأصب إلى حديث يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظل الكثيرون غير متأكدين من صحته. لقد زادت الأحاديث حول فضائل هذا الشهر، مما أدى إلى ابتكار العديد من العبادات التي ليس لها أساس من الدين، مما خلق حالة من الارتباك لدى بعض المسلمين عند ممارسة تلك الأعمال، سواء بتأدية عبادات شهر رجب المحرم أو إهمالها درءًا للريب حول كونها بدعًا غير موثوقة. يوضح موقع أطروحة في هذا المقال سبب تسمية رجب بذلك الاسم، فضلاً عن الأسماء الأخرى التي تُعرف بها.
محتويات
سبب تسمية شهر رجب الأصب
ترجع تسمية شهر رجب الأصب إلى كونه فترة يُصب فيها الخير والرحمة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ. وَرُوِيَ: الْأَصَبّ”. كانت قبيلة مضر تعظم هذا الشهر وتقوم بذبح القرابين للآلهة، حيث توقفوا عن القتال فيه، مما أتاح السلام والهدوء للبشرية بعيدًا عن الصراعات والحروب. وقد ميز الرسول بين رجب ورجب مضر.
ما معنى كلمة الأصب؟
تدور دلالة كلمة الأصب حول كونها تشير إلى انهمار الرحمة والخير في هذا الشهر، إذ يُفهم الصب في اللغة على أنه نزول وانحدار. فتتجلى رحمة الله ونعمه على العباد في شهر رجب المحرم، ويدعوهم إلى السلام حيث حُظِر فيه القتال والحروب، كما ورد في قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
أسماء شهر رجب
تعددت الأسماء التي يُعرف بها شهر رجب، وتصفه الكثير من الألقاب لأسباب مختلفة. فقد تميز في الجاهلية بتعليق القتال، واحتسبه الإسلام من ضمن الأشهر الحرم. ومن أشهر أسماء شهر رجب:
- رجب: لأنهم كانوا يَعظمونه في الجاهلية ويتوقفون عن القتال، ويذبحون القرابين لإرضاء آلهتهم.
- الأصب: لأن الرحمة تُصب فيه صبًا.
- رجم: لأنه طرد فيه الشيطان.
- الأصم: بسبب غياب أصوات السيوف والحروب وعمّ السلام في هذا الشهر.
- رجب مضر: لأن قبيلة مضر كانت تعظمه أكثر من غيرها.
- المقيم: لأنه ظل ثابتًا لم يتغير منذ الجاهلية إلى حين جاء الإسلام، حيث أُدرج كأحد الأشهر الحرم التي يُحرم فيها القتال.
- المعلي: إشارة إلى علوه بين الأشهر.
- المبرئ: لأن الناس في الجاهلية كانوا يحسبون أن من يمتنع عن القتال يُعتبر برئًا من الظلم.
- المقشقش: مرتبط بعلاج الجرب، كناية عن الشفاء.
- العتيرة: نسبة إلى العتيرة التي كانت تُذبح لإرضاء آلهة الجاهلية.
فضائل شهر رجب
تسهم فضائل شهر رجب في كونه واحدًا من الأشهر الحرم الأربعة، إلى جانب محرم وذي القعدة وذي الحجة، حيث لم يُخصه الله تعالى بفضل معين عن باقي الأشهر. ورغم أن رمضان هو أفضل الشهور، يمكن اعتبار بعض الأحداث التي تحققت في رجب من المكاسب للمسلمين، مما يجعله شهرًا ذات قيمة، مثل:
- انتصار المسلمين في غزوة تبوك.
- استعادة صلاح الدين الأيوبي للمسجد الأقصى من الصليبيين.
- فتح دمشق.
- رحلة الإسراء والمعراج.
لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسم؟
تمت التسمية وفقًا لعادة العرب في الجاهلية بتعظيم هذا الشهر ووقف القتال فيه، حيث كان لديهم شعائر للذبح. ولكن بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، شدد على بطلان هذه الشعائر وأمر بمخالفتها، دون تخصيص هذا الشهر بأي عبادات إضافية.
الأسئلة الشائعة
فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول شهر رجب:
السؤال الشائع | الإجابة |
ما هو شهر رجب في الإسلام؟ | شهر رجب في الإسلام هو أحد الأشهر الحرم الأربعة ويأتي مع محرم وذي القعدة وذي الحجة. |
هل صحيح تسمية رجب بالأصم؟ | نعم، تُعتبر تسمية رجب بالأصم صحيحة لأنه يُسجل فيه غياب صوت الحروب والقتال. |
وبهذا، ينتهي مقالنا حول تسمية شهر رجب الأصب، حيث تناولنا أسماء شهر رجب وأسباب تسميتها من منظور فضائلها.