ما هي شروط الاضحية وكيفية توزيعها، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، بدأ الكثير من المسلمين يتساءلون عن الأحكام الدينية المتعلقة به، والمسلم الحق يهتم بمعرفة شؤون دينه من خلال مصادر التشريع، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، كما أنه يطبقها كما هي دون زيادة أو نقصان، وفي الشريعة الإسلامية، تعني الأضحية “ذبح الأنعام”، في أيام محددة، وهي أيام عيد الأضحى المبارك، وفي هذا المقال من مجلة الليث سنتعرف على المزيد من المعلومات عن الاضحية، ما هي شروط الاضحية وكيفية توزيعها.
محتويات
ما هي شروط الاضحية
شرع الله تعالى للمسلمين الاضحية، وهي تمثل ذبح الأنعام في يوم النحر، أي يوم عيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة، وهي “اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة”، ويقوم المسلمون بالأضحية تقليدًا لما فعله النبي إبراهيم عليه السلام، وللتقرب من الله تعالى، وفيما يلي نتعرف على شروط الاضحية:
- يجب أن تكون الأضحية من حيوانات الأنعام أو الماشية، مثل: الأبقار والجاموس، الغنم، والماعز والإبل ونحوها، ولا يهم أن تكون الأضحية ذكرا أو أنثى، لقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَمِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِين)، هذا وولم يبلغ الصحابة قط عن ذبح غير ما أجاز ذبحه في عيد الأضحى.
- تحسب الأغنام أو الماعز لشخص واحد، ويجوز للمسلم أن يشترك ما يصل إلى سبعة في البقرة، والدليل: ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: “نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ”.
- يجب أن تكتمل الذبيحة السن المحدد في الشرع: حوالي ستة أشهر للماعز، وسنة للشاة، وثلاث سنوات للبقر، وخمس سنوات للإبل، قوله صلى الله عليه وسلّم: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.
- يجب أن تكون الأضحية خالية من العيب، خاصة فيما يتعلق بجودة اللحم، ويوجد 4 عيوب مانعة من الإجزاء وهي كما يلي:
- العور الواضح.
- المرض الواضح.
- العرج الواضح.
- الهزال المزيل للمخ.
- العمياء التي لا ترى بعينيها.
- المبشومة حتى تثلط، ويزول عنها الخطر.
- الأنعام المتولدة إذا تعسرت ولادتها إلى أن يزول عنها الخطر.
- الأنعام المصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو وما إلى ذلك، إلا أن يزول الخطر عنها.
- يمنع الأضحية بالزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة.
- إذا كان الحيوان من الأنعام مقطوع إحدى اليدين أو الرجلين.
شاهد أيضا: شروط الأضحية من الغنم
كيفية توزيع الاضحية
يتمتع عيد الأضحى بأهمية خاصة عند المسلمين، لأن يوم النحر هو ذروة الحج أو العمرة ، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، ولقد شرع الدين الإسلامي للمسلم ذبح الأضحية، ووضع له أحكامًا خاصة بشروط الاضحية وكيفية توزيعها، ولقد تعرفنا في السطور أعلاه عن شروطها، وفي التالي نتعرف على كيفية توزيع الاضحية:
- القول الليث: وهو رأي الحنفيّة والحنابلة، وجاء فيه أنه من المستحب على المسلم أن يقسم الأُضحية إلى ثلاثة أجزاء، الثلث الليث يهبه للفقراء، والثلث الثاني للمضحي، والثلث الثالث يهديه للأقارب والأصدقاء وما إلى ذلك، وقال الحنفيّة إنه من الأفضل للمُضحي إن كان حاله متيسرًا أن أن يتصدق بالثلثين، ويأكل الثلث الثالث.
- القول الثاني: وهو رأي الشافعيّة، وجاء فيه أنه من الأفضل للمضحي أن يقوم بتوزيع الأُضحية على الفقراء والمحتاجين، ويأخذ لبيته مننها القليل.
- القول الثالث: وهو قول المالكيّة، وجاء فيه أنه يجوز للمُضحّي أن يقوم بتقسيمها وتوزيعها لمن يشاء، كذلك يأكل منها ما يشاء، وله كامل الحرية في التصدق منها بما يشاء، ويُهدي من يرغب، كذلك أن يوزع منها ما يشاء على على الأقارب، وقد استدل المالكية في قولهم: بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، (ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ)
شاهد أيضاً: كيف توزع الاضحية شرعا
هل يجوز عدم توزيع الأضحية
يعتبر يوم النحر يوم عيد عند المسلمين، وفي هذا اليوم يحتفل المسلمين بقدوم عيد الأضحى المبارك، ويذبحون الأضاحي تقربًا من الله تعالى، كذلك يقومون بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولكت يتساءل البعض من أبناء الأمة الإسلامية هل يجوز عدم توزيع الاضحية، ولمعرفة الإجابة الصحيحة لهذا السؤال تابعونا في السطور التالية:
- تعتبر الاضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قال صلى الله عليه وسلم: “مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً”.
- يجوز للمضحي أن يتطوع بإضحيته كلها للفقراء والمحتاجين، كما يجوز أن ينتفع منها بما يشاء، كذلك أن يتصدق بها كلها أو بعضها، أو يهديها لمن يشاء، ومن الأفضل أن يتم تقسيمها إلى ثلاث: “ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء”.
- ولقد أجاز بعض علماء المسلمين، أن يقوم المضحي بأكل لحم الأضحية كاملةً دون التصدق منها، إلا أنه من الأفضل أن يقوم بتقسيمها إلى ثلاث.
شاهد أيضا: ما حكم من لا يضحي في العيد
هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع
تقسيم الأضحية دون تحديد وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل قال عليه الصلاة والسلام: “كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي، ألا فكلوا وتصدقوا وادَّخروا”، وفي هذا الحديث لم يحدد النبي الكريم لمن يتم تقسيم الاضحية، وقال الإمام الألباني رحمه الله: ” الأضحية لا بُدَّ من أن يتصدق منها بشيء دون تحديد كما يزعم البعض؛ ثلاثة أثلاث”، وهو ” ثلث يأكله في العيد، وثلث يتصدق به، وثلث يدخره”، وهذا التثليث لا أصل له.
شاهد أيضا: كيف توزع الاضحية شرعا
إلى هنا نصل إلى نهاية المقال، وفيه قدمنا ما هي شروط الاضحية وكيفية توزيعها، حيث وضحنا لكم الشروط الواجبة عند ذبح الأضاحي، كذلك كيفية تقسيمها وتوزيعها في الإسلام، أيضًا وضحنا المسألة الدينية هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع.