متى لا يكون للمرأة عدة، سنتناول ذلك من خلال مقالنا الآتي بيان المقصود بالعدة وحكمها الشرعي، من باب انه أحد تلك المواضيع التي تثير الفرقة بين الزوجين، وما يترتب عليه من علاقة مباشرة في النسب، حيث يعد ذو أهمية كبيرة من أجل حماية الأسرة من أي اختلاط للنسب، فالأسرة تلك اللبنة الأساسية لبناء مجتمع سليم معافى، ويجب أن يحيط بها الحماية التامة، وخلال مقالنا سنتناول جانب متى لا يكون للمرأة عدة، بدءا بمعنى العدة قولا، ومرورا بحكمها، وانتهاء بأنواع العدة .
محتويات
المقصود بالعدة الشرعية
ويعني الامتناع عن الزواج، وفي تلك الأيام التي تمتنع فيها عن التزوج، لا يجوز بها الزواج لحين تنقضي المدة، ويطلق على العدة لفظا، في حال كان من طلاق، أو من خلع، أو بسبب موت.
الحكمة من مشروعيّة العدّة
اقر الله عز وجل العدّة لحِكمٍ كثيرة، وأحد تلك الحِكم: براءة الرحم؛ حتّى لا تختلط المياه بداخل الرحم، ليؤدّي بالتالي إلى اختلاط الأنساب، وكإحترام للميّت، وحفظ لحرمة مكانة الزوج في نفس الزوجة، وحماية لها عن النظر للرجال أو نظر الرجال لها.
- وأقرت ايضا العدّة لترك الفرصة للزوج الذي طلق في أن يُرجع الزوجة إلى عصمته، احترام للعِشرة بينهم كأزواج، وتعظيم مكانة الزواج؛ فلا يحل العَقد إلّا بعد تمهل.
ما هي أنواع العدة
العدة للمرأة التي تحيض، وهي ثلاثة حيضات، العدة للمرأة التي يئست من الحيض، أي لم تحض لثلاثة أشهر، العدة للمرأة التي يموت عنها زوجها، وتقدر أربعة أشهر وعشرة أيام، اذا لم تكن حامل، عدة الحامل حتى تضع مولودها.
- ويجوز للزوج ارجاع الزوجة اثناء العدة من الطلقة الليثى والثانية من غير عقد جديد، ولو انتهت العدة ستكون الزوجة بمثابة أجنبية له، وإذا تم الطلاق الثالث بانت مباشرة بينونة كبرى.
- وتفرض نفقة للمرأة في العدة على الزوج أو في المال، ولا يكون لأحد غير الزوج أن ينكح المرأة اثناء العدة.
- كما أن للرجل أيضا عدة، في حال كان متزوج من أربع نساء, ففي حين يطلق أحداهن لا يستطيع أن يتزوج اخرى إلا وقت انتهاء عدتها.
شاهد أيضا، متى يكون للرجل عدة وكم تكون عدة الرجل والحكمة منها
متى لا يكون للمرأة عدة
هناك ست أنواع من المعتدات، وهن الحاملُ، والمُتوفَى عنها الزوج، والمفارقة في الحياة، وتلك التي لم تحض بسبب صغر أو يأس، والتي ارتفع الحيض لديها ولم تعلم السبب، وزوجة المفقود.
عدة الحامل
فهي واجبة لحدوث الموت أو الطلاق، وتنتهب حين وضع الحمل، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق:4]
- أي انتهاء المدة بوضع الحمل؛ بسبب أن براءة الرحم لا تحدث في الحامل – كما هو مبين – إلا في وضع المولود.
- فلو كانت المرأة حامل ثم طلقت أو توفي الزوج ستنتهي العدة لها بوضع الحمل.
عدة المتوفى عنها الزوج
كنا قد أسلفنا بالذكر أن المتوفى عنها الزوج، لو كانت حامل ستنتهي العدة لها بوضع حملها، حتى لو حدثت تلك الولادة عقب الوفاة بفترة قريبة أو بعيدة، أما لو كانت حائل أي ليست حامل.
- تصبح العدة أربعة أشهر وعشرة أيام مع لياليها بدء من تاريخ وفاة الزوج وذلك لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة:234].
- ويعد حزن على نعمة الزواج.
- والآية القرآنية قد استثنت الغير المدخول بها في حال كانت مطلَّقة في لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ٤٩﴾ [الأحزاب:49].
عدة المطلَّقة
إذا كانت المرأة حامل، فالعدة تصبح بوضع الحمل كما سبق ذكرة، وإن لم تكن حاملاً فالعدة لو كانت ممن تحيض، سواء من الطلاق أو الفسخ هي ثلاثة قروء.
- والذي يبين على براءة الرحم هو نزول الحيض وليس الطهر، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ﴾ [الطلاق:4]،
عدة الصغيرة والآيسة
اجمع الفقهاء بأن عدة الصغيرة والآيسة، هي ثلاثة أشهر، وذلك لقوله عز وجل: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ [الطلاق:4].
الزوجة التي ارتفع حيضها دون سبب معروف
المرأة التي يرتفع الحيض لديها دون سبب معروف، يمكنها أن تعتد العدة التي تشك بالحمل وهي تسعة أشهر، ثم تضيف إليها عدة اليائسة وهي ثلاثة أشهر، فتصبح سنة.
- فلو انتهت السنة ولم ينزل الحيض، تصبح وقتها قد أحلت للزواج.
- واذا نزل الدم خلال السنة تعتد بالحيض، وتبقى حتى يمر عليها ثلاث حيضات.
ما هي عدة المفقود زوجها
المفقود أي الغائب الذي لم يُعرف أكان حي يرجى قدومه، أو ميت وضع بالقبرْ، كمثل من فقد اثناء حرب أو غرق مركب وغيره من تلك الحوادث.
- والحكم هنا أن عدة الزوجة حسب حكم الحالة عند جمهور الفقهاء.
- فلدى الحنفية والشافعية في الجديد: يعتبر حي في حق نفسه، لذا لا يورث ماله، ولا تظهر منه امرأته، ولا تعتد الزوجة حتى يتبين الموت.
- وعند المالكية والحنابلة: تتريث زوجة المفقود أربع أعوام، وبعدها تعتد عدة الموت أو الوفاة: أربعة أشهر وعشرة أيام.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا حول متى لا يكون للمرأة عدة، وتبين لنا أنه لا تعتد الا بحالة واحدة وهى عند بيان عدم دخول الزوج بها، وقمنا بذكر حكم العدة لكل حالة تكون فيها الزوجة سواء ارملة أو مطلقة أو زوجة تغيب زوجها عنها لفترات طويله.