موضوع هذا المقال هو “معنى حسبي الله ونعم الوكيل”، حيث يعتبر ذكر الله ودعاؤه من أسمى العبادات وأرقى القربات التي يُقرّب بها العبد إلى ربه. يتميز هذا النوع من العبادات بأنه لا يتطلب الكثير من الجهد أو الوقت من المسلم، وقد وعد الله تعالى الأجر العظيم والخير الجزيل لمن يتذكره. يُعتبر “حسبي الله ونعم الوكيل” أحد أشكال الذكر، لذا يهدف موقع أطروحة إلى إيضاح المعنى الدقيق لهذا القول، بالإضافة إلى توضيح فضله ومكانته في القرآن الكريم والسنة النبوية.
محتويات
شرح معنى حسبي الله ونعم الوكيل
عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” تُعتبر من الأدعية العظيمة التي أقرها الله تعالى للبشر، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة. يقول العلماء إن المعنى المراد من هذا الدعاء هو الاعتماد الكلي على الله تعالى، واللجوء إليه في الأوقات الصعبة، والاحتماء بحماه من كل سوء. فعبارة “حسبنا الله” تعني أننا نجد الكفاية في قدرة الله وفضله وعظمته في جميع الظروف، بينما “نعم الوكيل” تشير إلى عظمة الله في تدبير الأمور فهو القائم على شؤون خلقه، والوكيل هو من يوفر الحماية لمن يلجأ إليه، ومن يستجيب لدعواتهم. في هذا السياق، يتم الثناء على الله عز وجل باعتباره المستحق للأمداح، وهو رب العالمين الذي يتعالى عما يصفه الناس.
دعاء قبل النوم يغفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر مكتوب
حكم الدعاء حسبي الله على شخص ما
يجدر بالمسلم أن يتوجه بالدعاء “حسبي الله ونعم الوكيل” على من ظلمه أو اعتدى على حقوقه، إذ إن الدعاء ضد الظالمين مسموح في الشريعة الإسلامية، مع التأكيد على ضرورة تجنب التجاوز في الدعاء حتى لا يقع الشخص في الإثم. فإن دعوة المظلوم في السماء لا تتخلف، ويبقى دعاءه مستجابًا مهما طال الوقت، والله أعلم.
متى يقال حسبي الله ونعم الوكيل
توجد العديد من المناسبات التي يُستحب فيها قول “حسبي الله ونعم الوكيل”، ومنها:
- عند الشعور بالعجز والضعف.
- عند مواجهة الخوف.
- عند التعرض للظلم أو الافتراء.
- في أوقات البلاء والمصائب.
- عند مواجهة الأعداء في المعارك.
- عند العبادة والثناء لله تعالى.
الدليل على مشروعية الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل
ذُكرت عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث تُعتبر من الأدعية المباحة للمسلم. من الأدلّة على مشروعيته، ما جاء في حادثة حمراء الأسد حيث واجه الصحابة الكرام جمعًا من المشركين، فقالوا: “حسبنا الله ونعم الوكيل”. كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.[سورة آل عمران، الآية 172/174]
دعاء يوم عرفة لقضاء الحاجة 1446 ادعية يوم عرفه لقضاء الحوائج
فوائد الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل
لدى دعاء “حسبي الله ونعم الوكيل” العديد من الفوائد التي يجنيها المسلم عند تكراره، ومن أبرز تلك الفوائد:
- يحفظ الله تعالى الداعي من الأذى والضرر.
- يضع الله تعالى كيد الأعداء وظلم الظالمين في موازين الحساب.
- يسهل الله الأمور ويفرج غموم المسلم.
- يبدد الله الشعور بالظلم والضعف والخوف من قلب المسلم.
- يعزز قوة المسلم وعزيمته في مواجهة الظالمين.
- يكتب للمسلم الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.
- يحقق العبودية لله من خلال اللجوء إليه.
فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل
يعتبر دعاء “حسبي الله ونعم الوكيل” من أجَلّ الأذكار والدعوات التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وقد استخدمه نبي الله إبراهيم عليه السلام حين أُلقِي في النار فصارت عليه بردًا وسلامًا. من خلال هذا الدعاء، يتحقق اكتفاء العبد بالله دون الحاجة لأي من المخلوقات من حوله، كما يُصدّر المسلم اعترافه بحاجته إلى الله وفقره إليه، مع إدراكه أنه لا يمكنه القيام بأي شيء من دون عون الله وقوته، وهذه بعض من فوائد دعاء “حسبي الله ونعم الوكيل”.
شروط استجابة الدعاء
لكي يُستجاب دعاء “حسبي الله ونعم الوكيل”، يجب الالتزام بآداب وشروط الدعاء، إذ يقتضي على المسلم مراعاة تلك الآداب لضمان استجابة الله عز وجل. وتتلخص الشروط في:
- إخلاص النية عند الدعاء.
- دعاء الله وحده وعدم الشرك به.
- الإيمان التام بأن الله سيستجيب للدعاء.
- الإلحاح على الله بكثرة الدعاء.
- عدم التعدي في الدعاء على الآخرين.
- عدم استعجال الاستجابة.
- استبعاد القنوط من رحمة الله.
- ألا يشمل الدعاء اعتداءً أو قطيعة رحم.
دعاء السنة الهجرية الجديدة 1446 أدعية العام الهجري الجديد
تجربتي مع قول حسبي الله ونعم الوكيل
في إحدى الاجتماعات النسائية، شاركت سيدة قصتها، حيث قالت: “في أحد أعوام حياتي، ابتليت بتحديات صعبة جعلتني أخرج من ذلك الموقف بشخصية مختلفة. عندما تقدّم إليَّ أحدهم للزواج في عامي الثامن عشر، تم تحديد موعد الزفاف، لكن بعد انتهاء الحفل، اختفى زوجي ولم يعد، مما أدى إلى إلغاء الزفاف. عدت إلى أهلي بالقلب المكسور والثقة المفقودة، وبدأت أُعزل عن العالم، لدرجة أنني تركت دراستي. في تلك الأوقات الحزينة، كنت أردد ‘حسبي الله ونعم الوكيل’ آلاف المرات، حتى ساق الله لي رجلًا أخر تقدم لي بالرغم من خوفي وقلقي. وتجاوزت مخاوفي وتزوجته، والآن مرَّت سنوات عشرة بيننا ووجدت فيه الحب والاحترام والدعم، واستجيب دعائي وتوكلت على الله.”.
ورود الدعاء بحسبي الله في الكتاب والسنة
توجد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشجع على الدعاء بعبارة “حسبي الله ونعم الوكيل”، وتوضح فضله:
- في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.[سورة آل عمران، الآية 173]
- وفي السنة النبوية، ذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَدَّدَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]”.
بهذا نختم مقالنا عن معنى “حسبي الله ونعم الوكيل” حيث قدمنا شرحًا لمعنى هذا الدعاء العظيم وتطرقنا إلى أهميته وفضله وفوائده ومواضع ذكره في القرآن والسنة.