تُعتبر قصة الإسراء والمعراج واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ الإسلام، وقد حملت في طياتها العديد من الدروس والعبر. لقد واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكذيبات قريش بشأن هذه الرحلة العظيمة، حيث استغلوا إعجاز ما روي عن تلك الليلة، ووجدوا صعوبة في تصديق حقيقة صعود النبي، سواء بجسده أو بروحه. وقد أدى ذلك إلى تأثر بعض المسلمين وارتدادهم عن دينهم. يستعرض موقع أطروحة الموضوع بإيجاز تفاصيل الرحلة، ويبين سببها والمدة الزمنية التي استغرقها النبي خلالها.
محتويات
ملخص قصّة الإسراء والمعراج
في ظل المعاناة التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف، أبى الله إلا أن يُخفف عنه ويُمكنه من رحلة عظيمة. بدأت الرحلة من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم شملت صعوده إلى السماوات السبع، حيث التقى بالأنبياء والمرسلين، وشاهد العديد من مشاهد الآخرة، بما في ذلك أهوال أهل النار ونعيم الجنة الذي ينتظر عباد الله الصالحين.
هل صعد النبي بجسده أم بروحه في الإسراء والمعراج؟
يتفق العلماء والفقهاء على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صعد بجسده وروحه معًا خلال الإسراء والمعراج. وقد اختلفت الآراء حول ما إذا كان ذلك رؤيا بالروح فقط أو يقظة بالروح والجسد، ولكن الأغلب يميل إلى القول بأنه كان بالروح والجسد معًا. يدل ذلك أيضًا على استخدام النبي لفظ “جابيد البراق” الذي يفيد الحاجة إلى دابة لنقل الجسد. وقد قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [1]. ويعزز المفسرون ذلك عبر استخدام كلمة “عبد” التي تشير إلى تواجد الجسم والروح معًا، حيث لو كانت الرؤيا فقط لأُشير إليها بعبارة “روح عبده”، والله أعلم.
ما الذي رآه النبي في رحلة المعراج؟
استعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه في تلك الرحلة العظيمة، حيث شهد فيها الأنبياء من مختلف العصور، وبدأ بلقاء نبي الله آدم عليه السلام في السماء الأولى، ثم انتقل إلى السماء الثانية حيث قابل عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا، وبالتتابع وصله إلى يوسف، إدريس، هارون، موسى، وآخرًا إبراهيم عليه السلام، قبل أن يصل إلى سدرة المنتهى. هناك، فرض عليه الله خمسين صلاة في اليوم والليلة، وفي حواراته مع موسى، خفف الله عليه، حتى وصلت في النهاية إلى خمس صلوات فقط، مع وعد بعشرة حسنات لكل صلاة، مما يدل على رحمة الله بعباده [3].
معلومات متنوعة عن الإسراء والمعراج
متى وقعت حادثة الإسراء والمعراج؟
لا يوجد اتفاق بين العلماء على التوقيت الدقيق لواقعة الإسراء والمعراج. بعضهم يعتقد أنها حدثت قبل الهجرة بعام، في حين يعتقد آخرون أنها كانت قبلها بخمس سنوات. كما اختلفوا في تحديد الشهر بكونه ربيع الأول أو شوال أو حتى رجب [4].
أسباب الإسراء والمعراج
كما هو الحال في كل ما يأتي من الله عز وجل، كان لرحلة الإسراء والمعراج عدة أسباب مهمة، منها:
- التخفيف عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الإهانات التي تعرض لها من أهل الطائف.
- تيسير انتشار الدعوة الإسلامية من خلال مشاهدته للجنة ووعده بالجنة بعد صبره.
- رفع شأن النبي ومكانته في عيون المؤمنين.
- اختبار إيمان المسلمين في تصديق تلك المعجزة العظيمة.
- فرض الصلاة كعمود من أعمدة الدين على المسلمين.
ولماذا استغرقت رحلة الإسراء والمعراج وقتًا قصيرًا؟
يعتقد أن رحلة الإسراء والمعراج قد استغرقت ليلة واحدة فقط، وذلك حسب ما ورد في عدة أحاديث صحيحة [5]. هذا الزمن القصير يمثل جزءًا من الإعجاز الذي اقتضته الرحلة العظيمة.
وبهذا، نكون قد تناولنا بإيجاز قصة الإسراء والمعراج، موضحين أحداثها وأسبابها والمدة الزمنية التي استغرقتها.