مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان أمر قائم حتى الآن، حتى في معظم الدول العربية، مازالت هذه الحرفة التي كان يعمل بها الكثير من الأنبياء والمرسلين مستمرة، حيث يتناقلها جيل بعد الآخر، ولها أصحابها وهواتها في العديد من المجتمعات حول العالم، على الرغم من أن الشكل الليث الخاص بها تغير على مر العصور بسبب تغيرات بيئية ومجتمعية، وأحد هذه المجتمعات هو دولة عمان العربية، فبالرغم من الانحسار الملحوظ لمهنة الرعي هناك، إلا أنها متواجدة بين بعض شرائح المجتمع العماني، لذا سوف نتناول كل ما يتعلق بهذا الموضوع من معلومات وتفاصيل من خلال هذا المقال.
محتويات
مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان
مهنة الرعي بدايتها من أقدم العصور ولا زالت مستمرة حتى اللحظة، حيث تكون فيها بعض أنواع الحيوانات مرافقة للراعي، ويكون ذلك في البيئات الريفية والبدوية، ولها أهمية عظيمة في اقتصاد الدولة العمانية.
واجهت العديد من التغيرات في البيئة مثل قلة الأغذية النباتية، وانتشار التصحر بشكل كبير، وتجريف الأرض الزراعية وإقامة المباني فوقها، واتساع النطاق العمراني مقابل انحسار وتراجع الأراضي الزراعية.
كما أن لهذه المهنة مشاق جعلت الأغلبية يفضلون العمل في وظيفة مكتبية عنها، ورغم كل هذه العوامل التي أثرت في انحسارها، إلا أنها مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان محتفة حتى الآن بدورها وفوائدها الهامة.
اقرأ أيضاً: اكلات عمانية مشهورة و التعرف علي طريقه الطهي
فائدة الرعي
أهمية الرعي تعود إلى الأزمنة القديمة التي كان فيها الصياد يقوم بتربية مجموعة من الحيوانات مثل الماعز والغنم، وعند الملاحظة لها تبين أنه يمكن الاستفادة منها بعدة أشكال أهمها الحصول على الحليب، واللحوم، والأصواف.
كذلك اتجه العديد من الأشخاص إلى نفس المهنة باعتبارها مصدر دخل وكسب مثل مهن أخرى كالنجار والحداد وغير ذلك، فيكون بداية عمل الرعاة الخروج بالحيوانات البرية منذ بزوغ الشمس حتى الغروب، ويكون الرعي مقابل الحصول على أجر مادي.
العمر الملائم لممارسة حرفة الرعي
يمكن أن يكون الراعي رجل أو امرأة، إلى أن الفارق هو العمر الذي يبدأ فيه الشخص التدرب على مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان، فكلما كان التعلم في الصغر كانت النتيجة الاستمرار في ممارستها وعدم تركها في الكبر.
هناك بعض الأشخاص بدأوا تعلم هذه الحرفة في عمر الشباب، إلا أن الاستمرارية لم تتحقق في الأغلبية منهم، إلى أن في الحقيقة سوف تجد أن كل الفئات العمرية مشتركة في ممارستها من جوانب مختلفة منذ الطفولة وحتى كبار السن.
يكون الأطفال في مرحلة تعلم مهام هذا العمل منذ الصغر على يد الأجداد، بينما يستمروا في مساعدة صغارهم وشبابهم طالما هم قادرين على المساعدة والعمل، فتتضافر الجهود، والجميع يقدمون يد العون لبعضهم البعض.
اقرأ أيضاً: اكلات عمانية مشهورة و التعرف علي طريقه الطهي
فوائد تربية الأغنام
يحصل راعي الغنم على دخل وعائد مادي من خلال بيع لحم الحيوانات التي يرعاها، وغيرها مما تنتجه من مواد أخرى قابلة للبيع والتجارة، كما يمكن الحصول على عائد منها يتعلق بالخدمات السياحية، والمنسوجات اليدوية وبيعها.
قد يختار بعض العاملين في هذه الحرفة أن يعملوا فقط في مخرجاتها مثل تجهيز اللحوم والألبان وبيعها، بالإضافة إلى ما توفره لهم من تعليم بعض الصفات الهامة في شخصيتهم، مثل القيادة وتحمل المسؤولية والرأفة بالحيوان.
أنواع الرعي
هناك اختلاف في مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان من حيث الشكل من دولة لغيرها ومن ثقافة لأخرى، ومن عصر لآخر، لذا سوف نتناول أشهر أنواع الرعي فيما يلي:
الرعي البدوي
هذا النوع من الرعي هو الأقدم من حيث الظهور والزمن، فيقوم راعي الغنم بالتنقل مع أسرته من موقع لآخر، ولا يستمرون في الإقامة في بيت واحد، لأنهم يمشون من أجل تفقد المناطق التي يوجد بها ما يحتاج إليه ماشيتهم من غذاء وشراب.
عندما يجدوا المكان المناسب يستقرون فيه لمدة معينة، ثم بعد ذلك يرحلون منه بحثًا عن غيره، ويكون هذا بناءً على الفصول المختلفة للحصاد والزراعة، بالإضافة لقيامهم بحرف أخرى مثل الزراعة.
يتشارك جميع أفراد الأسرة في رعاية الأغنام والماشية، بالإضافة إلى زراعة ما يحتاجونه من نباتات ومحاصيل بسيطة يتغذى عليها أفراد الأسرة أكملهم، بالإضافة إلى أنهم يقدمون خدمة رعاية أغنام أشخاص آخرين فقط بمقابل مادي.
الترحال
يكون انتقال الرعاة الذين ينتهجون هذا النهج في رعاية الأغنام هو الانتقال بين موقعين فقط لا غير، أحدهما يكون في الصيف ويتسم بارتفاعه وبرودة الجو، أما في فصل الشتاء ينتقلون لمنطقة منخفضة وتتسم بالدفء، وتسمى هجرة موسمية.
الرعي الحديث
تغير شكل مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان في العصر الحديث، فأصبحت في هيئة مزرعة كبيرة يوجد بها إعداد ضخمة من الأبقار، والخراف، والماعز، بالإضافة إلى تربية الدجاج، هذا النوع يجعل المربي مستقر ولا يتنقل من مكان لآخر.
اقرأ أيضاً: ولايات سلطنة عمان وشعاراتها و اهم المعلومات عنها
الرعي الجائر وأثره على البيئة
مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان تتأثر بسبب ما يعرف باسم الرعي الجائر، وهو عبارة عن رعاية تتم بعشوائية، وتتسبب في نفاذ الموارد بالكامل، مما ينتج عنه هلاك النباتات والمزروعات، وذلك لعدم وجود دراسة جيدة.
بعض المناطق تكون لا تستطيع أن تتحمل طبيعة التربة فيها مهام الرعي وأنواع الحيوانات التي تعيش على أرضها، وذلك يحملها أعباء لا تطيقها وغير مناسبة لها، مما يتسبب في مشكلات كبيرة على المدى البعيد تعرف بأضرار الرعي الجائر.
اقرأ أيضاً: تفاصيل طريق الربع الخالي بين عمان والسعودية
أضرار الرعي الجائر
يتسبب هذا النوع من أنواع رعاية الحيوانات البرية في حدوث تدمير للمنطقة التي تتربى فيها هذه الأغنام والماشية، مما ينعكس كذلك على صحة الحيوانات نفسها في الأخير، وأدناه أبرز الأضرار:
- انخفاض الثروات الحيوانية، فلا يتمكن الراعي مع الوقت من توفير الغذاء إلى حيواناته التي يرعاها.
- عدم اتزان النظام البيئي الذي ينتج عنه زيادة الرقعة الصحراوية، وانحسار التربة الخضراء والخصبة.
- حدوث خلافات ومشكلات بين أصحاب الأراضي الزراعية من الفلاحين من ناحية، وبين الرعاة من ناحية أخرى، وذلك بسبب تدمير أراضيهم واستغلالها.
إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام المقال الذي قدمنا فيه كل المعلومات المتعلقة بموضوع مهنة الرعي واهميتها في سلطنة عمان، فعلى الرغم من أنها بدأت في الانحسار للعديد من العوامل، إلا أن هناك بعض التغيرات التي طرأت عليها ايضًا بسبب تغير الزمن.