موضوع تعبير عن الايثار والتسامح، فهي من الأخلاق الحميدة التي ينبغي تربية الأطفال عليها منذ نعومة أظفارهم، سواء من الأهل، أو من المدرسة والمجتمع المحيط بهم، من ناحية أخرى إن مهارة التعبير واحدة من أهم المهارات التي ينبغي تدريب الطلبة عليها كونها تنمي قدرتهم على التعبير عما يجول بخواطرهم من أفكار، وما يختلج صدورهم من مشاعر جياشة، فضلاً عن تدريبهم على الربط الصحيح بين الجمل بالروابط الصحيحة التي تحقق المعنى المتكامل للموضوع، فيما يلي من سطور هذا المقال سنقوم بعرض موضوع تعبير عن الايثار والتسامح.
محتويات
مقدمة موضوع تعبير عن الايثار والتسامح
إن الأخلاق الحميدة التي يتصف بها المسلم وأفراد المجتمع الواحد تساهم بدورها في العمل على بناء مجتمع متكامل الأركان قائم على انتشار المحبة والمودة بين جميع أفراده، في موضوع التعبير الذي سنعرضه لهذا اليوم سنتناول الحديث مخصصاً عن خلق الإيثار والتسامح؛ لما لهما من أهمية كبيرة وتأثير عظيم على الفرد والمجتمع في حال الامتثال لها والتمسك بها.
عرض موضوع تعبير عن الايثار والتسامح
انطلاقاً من قوله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ننطلق للتعريف بشكل مخصص حول خلق الإيثار بالقول أنه:
- إن الإيثار هو أن ينفق الإنسان مما يحب، ومما يحتاج له، وأن يقدم مصلحة غيره على مصلحته في أي أمر من أمور الدنيا وهو أعلى درجات المعاملة مع الناس.
- وعدم استحواذ الفرد على الخير الذي يناله لنفسه، ولا يمنح غيره من الفضل شيء.
- لذلك إن خلق الإيثار من مكارم الأخلاق التي ينفطر الإنسان عليها، كما أنها من أعظم مظاهر الحب، والود، ودليل على القوة والثقة والإيمان بالله تعالى.
- وعن الإيثار في الإسلام فقد كان عثمان بن عفان من الأغنياء الذين تفضّل الله عليهم بفضل من عنده وأموال طائلة نتيجة عمله في التجارة، وقد سخّر رضي الله عنه هذه الأموال في خدمة الإسلام والمسلمين.
- ففي شهر رجب وبالتحديد في السنة التاسعة للهجرة قبل حجة الوداع كانت غزوة تبوك، وكانت هذه الغزوة في زمان يعاني فيه الناس من العسرة، والجدب في البلاد، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم حينها على الإنفاق فقال: (من جهز جيش العسرة فله الجنة، فجهزه عثمان بن عفان رضي الله عنه).
شاهد أيضاً: موضوع تعبير عن التردد مرض ينبغي علاجه بالعناصر كامل
خاتمة موضوع تعبير عن الايثار والتسامح
في ختام الحديث عن الإيثار نود التنويه بالقول إن الإيثار خلق شريف وحميد يحتاج من الإنسان أن يكون ذا إرادة صلبة وقوية، كما ينبغي أن يكون هذا الخلق نابعاً من داخله، فالالتزام بمثل هذا الخلق يمكن أن يوصل الإنسان إلى درجة كبيرة من الرضا عن النفس، والتمسك بحبل الله تعالى، وعلى الإنسان أن يبحث عن الأخلاق التي تساهم بدورها في العمل على تماسك وترابط المجتمع بالدرجة الأولى.
تعبير عن الإيثار والتسامح للصف الخامس
التسامح والإيثار من الأخلاق الحميدة التي متى تحلى بها الفرد كان من أحسن وأفضل الناس على الإطلاق، لقد أمر الله عز وجل في متن آيات القرآن الكريم، وأحاديث السنة النبوية بالتحلي بالتسامح والإيثار بين أفراد المجتمع الواحد؛ كونها دليل على نقاء النفس وطيب القلب، وقد أوردت كتب السنة النبوية العديد من القصص التي تدل على الإيثار والتسامح الذي تمتع به الصحابة رضوان الله عليهم وعليه:
- مما لا شكّ فيه إن نشر خلق التسامح بين الناس أمر غاية في الأهمية؛ لما له من أثر كبير يعود على الفرد والمجتمع بأسره، فضلاً عن أنه يقلل من العداوة والبغضاء وقد يتخلص منها المجتمع تماماً.
- فمن جعل منهجه في الحياة وأسلوبه التسامح فهو قادر على أن يعيش ويجعل حياته مليئة براحة البال ونقاء القلب والنفس.
- لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل هناك الكثير من الفوائد التي تعود على المسلم الممتثل لخلق التسامح والإيثار، فإن الله عز وجل يعطي العبد الثواب على كل فعل طيب يقوم به، وهي صفة طيبة يؤجر عليها الشخص، فقد قال الله (تبارك وتعالى): “فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى? يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
- في الختام إن صفة التسامح هي من مكارم الأخلاق التي تتجلى بها أخلاق الإنسان كله ويميزه عن غيره ممن لا يحبون هذه الصفة، وذلك لأن التسامح سمة نادرة، لذلك نادراً ما تجد من يتسامح مع الآخرين، لهذا السبب نحتاج إلى تدريب أنفسنا على مسامحة أنفسنا للحصول على هذه الصفة الجيدة.
شاهد أيضاً: عناصر موضوع تعبير عن القراءة مقدمة وعرض وخاتمة
حديث نبوي شريف عن الإيثار
عند قيام الطلبة بتكوين موضوع تعبير ينبغي على الطالب أن يقوم بتدعيم الموضوع بما يستذكره من شواهد سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية على الموضوع الذي يقوم بكتابته أو حتى مما أوردته كتب الشعر العربي الحديث، من هذا المنطلق لقد أوردت كتب السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث بدورها على الإيثار منها:
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له، قالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ).
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ).
آية قرآنية عن الإيثار
لقد حثت آيات القرآن الكريم على الإيثار والتسامح وبينت ما لهذا الخلق من فضل عظيم وكبير، كما أنه من صفات أهل العلم والتقوى، لذلك إن تدعيم موضوع التعبير بمثل هذه الشواهد يجعل من الموضوع مؤثر ومقنع بشكل أكبر، فمن الأمثلة التي تدل على ضرورة التمسك بخلق الإيثار ما يلي:
- قال تعالى-: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).
- قال تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
- قال الله تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
شاهد أيضاً: موضوع تعبير عن التامل فى الكون بالعناصر
لقد كان ما تقدم عرضه مجموعة من النماذج على موضوع تعبير عن الايثار والتسامح؛ للرد على الباحثين عن ذلك، مدعمةً بالشواهد والأمثلة على خلق الإيثار في الإسلام، وما يجنيه الفرد والمجتمع إزاء التمسك بهذا الخلق العظيم.