مولد النبي ﷺ الكريم وطفولته من أسمى القصص التي يجب على كل مسلم العلم بها، فقد ولد صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر في صبح يوم الاثنين، اليوم التاسع من ربيع الليث، في العام الليث من حادثة الفيل، ويوافق العشرين من أبريل من سنة ٥٧٢، وهو أشرف خلق الله، وخاتم النبيين.

مولد النبي الكريم وطفولته

  • كانت آمنة بنت وهب حاملًا في رسول الله، ولكنها ليست كغيرها من النساء، فلم تشعر بمتاعب الحمل، أو ضعفه، فقد كان حملها سهلًا، وأثناء حملها سمعت هاتفًا ينادي، ويقول: “إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا”.
  • وعند ولادته خرج معه نور يضيء من المشرق إلى المغرب، حتى وصل النور إلى أرض الشام، وكان مولده الشريف بمكة المكرمة، وكان مولده بداية لإشراقه جديدة في تاريخ البشرية، فأكرمه الله تعالى بحمل رسالة الإسلام، وقد جاء عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال: وَسُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ، وهذا يدل على عظمة هذا اليوم.

البيئة التي نشأ بها محمد صلى الله عليه وسلم

  • كانت عبادة الأصنام تسود الجزيرة العربية، كما انتشرت العادات، والتقاليد السيئة، مثل، شرب الخمر، والقتل، والزنى، ووأد البنات، وغيرها من الأفعال المحرمة، بالإضافة إلى التعصب للقبائل؛ فمهما كان الرجل مسيء يقومون بالدفاع عنه من أجل التفاخر بالنسب، وقد يصل الأمر إلى معارك كبيرة من أجل نصرة الظلم رغم تفاهة السبب.
  • رغم نشأة محمد صلى الله عليه وسلم في هذه البيئة إلا أنه لم يتلوث بعاداتهم القبيحة، ولم يخوض معهم في بغيهم، فقد حفظه الله سبحانه وتعالى منذ صغره، وحباه صفات تميزه عن جميع قريش.
  • كان أجداده صلى الله عليه وسلم من أشرف الناس، فكان نسبه عظيم بين القبائل، وبعد ولاته أرضعته حليمة السعدية، وكانت عادة من عادات العرب في هذا الوقت أن يعطوا أطفالهم لمرضعات البادية، وذلك حفاظا عليهم من الأمراض المنتشرة، وليتعلموا اللغة العربية الفصحى، ثم يعودوا إلى أهلهم.
  • رأت حليمة السعدية بركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد زاد الحليب في صدرها، وسمنت الأغنام، وكثر لبنها، وزاد كلأ المواشي، وتحولت حياتها من الفقر إلى الخير، والبركة، وتنبأت له بأنه سيصبح ذو شأن عظيم، وكانت تحرص عليه أشد الحرص، وتحميه، وزرع الله في قلبها حبًا شديدا له.
  • ماتت أمه بعد بلوغه صلى الله عليه وسلم ستة سنوات، فتكفل به جده عبد المطلب، وكان يرعاه ويحبه، وتوفي بعد بلوغ النبي الثمانية من عمره، فتكفل به عمه أبي طالب رضي الله عنه.

العناية الإلهية لمحمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته

  • كان سيدنا محمد راعي أغنام قريش، وبعدما شب أصبح يعمل بالتجارة، وأخذ يكبر بها شيئا فشيئا، حتى أبدى بها مهارة رائعة، وعرف بالأمانة، والحكمة، والرأي الصائب، وكان بعيدًا كل البعد عن جميع خصال الجاهلية السيئة، فكان لا يأكل من ذبائح الأصنام، ولا يحضر عيد الأوثان، وكان ينبذ عبادة الأصنام، كما أنه كان لا يشرب الخمر.
  • كان صلى الله عليه وسلم لا يجلس في حفلات اللهو، والغناء التي يقيمها رجال قريش، كما كان يكره اللهو مع النساء، فقد كان يتميز بمروءته، وأخلاقه الحسنة، وطموحه، كما أنه اشتهر بتقديم المساعدات للمحتاجين، وكان وفيًا بالعهد، وسماه قومه بالصادق الأمين.

تكلمنا عن مولد النبي الكريم وطفولته، فهو أعظم البشرية، وسيرته من الروائع التي يجب على كل مسلم دراستها، وقصها على الأطفال الصغار ليقتدوا به صلى الله عليه وسلم، ويتعلموا من أخلاقه، وصفاته الحميدة.