تعتبر حادثة الإسراء والمعراج واحدة من أبرز المعجزات التي منحها الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قام بها في ليلة تخفي العديد من الأسرار والمعاني. في تلك الليلة السامية، قام النبي محمد برحلة فريدة من نوعها إلى السماء والأرض، وهي تجربة لم يشهدها إنسان من قبل. لذا، يهدف موقع أطروحة إلى تقديم إجابة شاملة على تساؤل: هل تعتبر الإسراء والمعراج رؤيا أم حقيقة؟ بالإضافة إلى تقديم الأدلة الدالة على واقعية هذه المعجزة.
محتويات
هل الإسراء والمعراج رؤيا أم حقيقة؟
تجسد الإسراء والمعراج رحلة إعجازية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قام بها برفقة سيدنا جبريل عليه السلام. تمت هذه الرحلة الدقيقة عندما أسرى الله سبحانه وتعالى بنبيه بجسده وروحه من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، وذلك في لحظات معدودة. بعد ذلك، عرج به إلى السماء السابعة في تجربة سماوية فريدة للقاء الخالق عز وجل، وقد وردت تفاصيل هذه الحادثة في القرآن الكريم، بالتحديد في سورتي الإسراء والنجم.
شاهد أيضاً:
الفرق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج
الإسراء كان بالجسد والروح في يقظة وليس منامًا
اتفق جميع المسلمين على أن حادثة الإسراء والمعراج كانت حقيقة واقعة بجسد النبي وروحه. الدليل على ذلك هو ما جاء في سورة الإسراء: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} [1]. على الرغم من بعض الأفكار التي تفيد بأن إسراء النبي كان بروحه فقط، فإن الثابت هو أنه قام بهذه الرحلة بجسده وروحه في حالة يقظة، والدليل يظهر في أنه كان يحمل على دابة تعرف بالبراق.
الرد على من يرفضون حقيقة الإسراء والمعراج
تباينت آراء الناس حول حقيقة الإسراء والمعراج؛ ففي حين يعتقد البعض أن النبي أسري به بروحه فقط، وبعض آخر يقول إن الحادثة تكررت أكثر من مرة، إلا أن هذه الآراء غير صحيحة. فقد قال الإمام الطحاوي: “المعراج حق، وقد أسري بالنبي وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى ما شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى”. أما بالنسبة لفكرة تكرار المعجزة، فإن الدليل على ذلك هو قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [1]، حيث يُشير العبد هنا إلى الروح والجسد معاً.
شاهد أيضاً: رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
ثبوت إسراء النبي وعروجه بجسده وروحه
إن إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعروجه بجسده وروحه هو أمر مثبت من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة في السنة النبوية. وما يُقال عن أن النبي أسري بروحه فقط هو قول غير صحيح ولا يستند إلى أي دليل موثوق. لقد تحرك النبي ليلاً من مكة المكرمة إلى الشام، ومن هناك ارتقى إلى السماء حتى تجاوز السماء السابعة، حيث وصل إلى مكان يسمع فيه كلام الرب العظيم، وتم فرض الصلوات الخمس عليه وعلى سائر المسلمين.
هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج؟
من الشائع أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رآى الله سبحانه وتعالى خلال رحلة الإسراء والمعراج عند عروجه إلى السماء، وفقاً لقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}. ومع ذلك، فإن الرأي الصحيح هو أن النبي لم يرَ الله الخالق عز وجل، بل رأى جبريل عليه السلام. المقصود بالنجم هو سيدنا جبريل الذي تجلى للنبي مرتين، مرة في الأفق ومرة عند سدرة المنتهى وله ستمائة جناح، مما يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
شاهد أيضاً:
ماذا رأى الرسول في رحلة الإسراء والمعراج
هل يوجد دليل على ليلة الإسراء والمعراج؟
توجد الكثير من الأدلة الدامغة التي تثبت حقيقة معجزة الإسراء والمعراج التي حصلت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تشهد الآية الأولى من سورة الإسراء، بالإضافة إلى الآيات من 13 إلى 18 من سورة النجم، على صحة إسراء النبي ليلاً من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ومن ثم صعوده إلى السماء. وهذه المعجزة هي دليل واضح على صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته الرفيعة عند الله عز وجل.
بهذا، نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول سؤال: هل الإسراء والمعراج رؤيا أم حقيقة؟ حيث تم تناول حقيقة رحلة الإسراء والمعراج التي أكرم بها الله عبده محمد صلى الله عليه وسلم، مع تقديم الأدلة الدالة على صحتها وأهميتها في الإسلام.