ما هو حكم أداء الأطفال لفريضة الحج والعمرة في الإسلام؟ وهل يُعتبر الحج واجبًا عليهم؟ هذه الأسئلة تعد من الأكثر تداولًا، خاصة مع اقتراب موسم الحج، حيث يسعى الكثير من الآباء المسلمين لمعرفة الأحكام المتعلقة بصغارهم الذين سيرافقونهم في مناسك الحج. سنستعرض من خلال موقع أطروحة ما يتعلق بحج الأطفال، ونوضح إذا كان يؤتيهم الحجة المطلوبة وكيفية تصحيح ذلك بعد البلوغ.
محتويات
حُـكم الحج ومُـفهُومه
الحج في اللغة يُعبر عن قصد الشيء العظيم والوصول إليه. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو يشير إلى السفر إلى البيت الحرام والمشاعر المقدسة لأداء شعائر محددة في أوقات معينة وفقًا للسنن المعروفة في الشريعة، ومنها الإحرام والتلبية والوقوف بعرفات والطواف حول البيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار. يُعتبر الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرضٌ مُحدد لمرة واحدة في العمر على من يستطيع القيام بذلك من المسلمين.
هل يجوز الحج بالدين
هل يعد الحج واجبًا للأطفال؟
تُشير الأدلة الشرعية إلى أن الحج غير واجب على الأطفال الذين لم يبلغوا، إذ إن البلوغ يُعد شرطًا أساسيًا لوجوب الحج. بالرغم من ذلك، يمكن للطفل أن يُؤدي مناسك الحج، لكن ذلك لن يعفيه من أداء فريضة الحج بعد بلوغه. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، أنه قال: “عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بالرَّوْحَاءِ، فَقالَ: مَنِ القَوْمُ؟ قالوا: المُسْلِمُونَ، فَقالوا: مَن أَنْتَ؟ قالَ: رَسولُ اللهِ، فَرَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقالَتْ: أَلِهذا حَجٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ”.
هذا الحديث يُظهر أن حج الطفل يُعتبر صحيحًا، ولكن يُشترط أن يتم التأكد من نيته عند بداية مناسك الحج. إذا كان الطفل مميزًا، يمكنه الإحرام دون الحاجة إلى استئذان وليه، إلا أنه في حال كان غير مميز، يجب أن يُحرم عنه وليه، مع النية بدخول المناسك.
حكم التلبية في الحج والعمرة
متى يبدأ واجب الحج على الأطفال؟
بحسب السنة الشريفة، يُعتبر الحج الذي يؤديه الصبي مُجزئًا له، لكن ليس عن حجة الإسلام. يتوجب على الطفل أداء فريضة الحج عند بلوغه وتحقيق شروط الحج الأساسية كالعقل والإسلام وغيرها، وبالتالي إذا قام الصبي بأداء الحج ثم بلغ، يصبح ملزمًا بأداء حجة جديدة.
هل يُكتب للأطفال أجر الحجة؟
الأطفال الذين يؤدون مناسك الحج ينالون أجرًا على ذلك، وفقًا لأقوال أهل العلم، ولكن هذه الحجة لا تُعتبر كافية في البلوغ لاحتسابها كحجة الفريضة، والتي ستصبح واجبة عند بلوغهم. الأحاديث النبوية تشير إلى أن حج الطفل مُعتمد ويستحق الثواب، لكن يُكتفى به كعمل تطوعي ولا يسقط عنه فريضة الحج في تعامله مع أحكام الإسلام بعد البلوغ.
ما هو الحكم على حج الصبي؟
يعتبر حج الصبي صحيحًا وفقًا لتعليقات الفقهاء، ولكنه لا يُعفيه عن فريضة الإسلام عند البلوغ، إذ يجب عليه أداء الحج مرة أخرى عند القادر. فقد ذكر ابن قدامة في “المغني” اتفاق أهل العلم على أن الصبي والعبد إذا حجّا في صغيرهم ورقهم، فإن ذلك لا يُغني عن حجة الإسلام إذا بلغا واستطاعا ذلك.
صحة حديث أن الله يهبط يوم عرفة
حكم عمرة الأطفال
بالنسبة للأطفال غير البالغين، لا يتطلب منهم شرعًا أداء الحج أو العمرة، ولكن إن قاموا بأداء العمرة، فإن ذلك يعتبر صحيحًا ويؤجرون عليه. وإذا كان الطفل مميزًا فإنه يمكنه أداء مناسك العمرة بنفسه، بينما يتعين على الولي الإحرام عن الأطفال غير المميزين. وعند البلوغ، فإن العمرة الواجبة تُعفى عنهم.
ما هي شروط وجوب الحج؟
لكي يُعتبر الحج واجبًا، يجب أن تتوفر في المسلم الشروط الشرعية التالية:
- الإيمان: يجب أن يكون الشخص مسلمًا، إذ لا واجب على الكافر من العبادة.
- البلوغ والعقل: كشرط يوجب التكليف، فلا يُطالب الحج من غير البالغين أو المجانين.
- الحرية: يُشترط أن يكون الشخص حرًا، فالعبد غير مُلزَم بأداء الحج.
- الاستطاعة: تشمل القدرة المالية والجسدية لأداء المناسك، لذا من لا يمتلك القدرة على ذلك لا يُطلب منه الحج.
- وجود المحرم: للمرأة يجب أن يتوفر معها محرم أثناء السفر، فإن لم يوجد، فلا يجب عليها الحج.
بهذا نكون قد تناولنا موضوع حكم الحج للأطفال، فرّقنا بين أحكام الحج والعمرة، وناقشنا شروط الواجب وفق الشريعة. نأمل أن يكون هذا المقال قد أوضح لكم مختلف الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع.