هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد، لقد أوردت كتب السنة النبوية وآيات القرآن الكريم العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تحث على السعي الدائم لنيل الرزق، فمن الجدير بالذكر أن الرزق مرتبط بالعمل، وبالنية أيضاً، أضف إلى ذلك إن رزق الإنسان مكتوب ومقدر لا يزيد ولا ينقص في علم الله تعالى، لذلك فيما يلي من سطور هذا المقال سنتعرف على المعلومات التي جاءت للرد على الباحثين عن إجابة سؤال هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد من مصادرها الأصلية.
محتويات
هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد إسلام ويب
يتداول الكثير من الأشخاص الأسئلة حول الرزق وما يتعلق به من أمور، وهل الرزق مكتوب ولا يمكن أن يتغير بالسعي والاجتهاد أم غير ذلك، فمن خلال الرجوع إلى ما أوردته كتب السنة النبوية يتبين لنا التالي:
- في البداية لا بد من القول بأن الرزق هو ما يرزقه الله عز وجل للعبد من مال وغيره من أمور الدنيا.
- أضف إلى ذلك إن الرزق مكتوب ومقدر لا يزيد ولا ينقص في علم الله تعالى فهو من المقادير المكتوبة للإنسان في اللوح المحفوظ.
- من هنا سعت كافة الأحاديث الواردة في كتب السنة النبوية للحث على السعي وكسب الرزق كما أن اعتقاد العبد أن رزقه مقدّر من الله تعالى لا يعني ترك الأسباب والسعي في تحصيل الرزق.
- فمن المؤكد أن ترك الأسباب قدح في الشرع والاعتماد عليها وحدها شرك.
شاهد أيضاً: هل يمكن رؤية القرين وعلى ماذا تدل رؤية القرين
حديث قدسي عن الرزق مكتوب
لقد فاضت كتب السنة النبوية بالأحاديث الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحث على السعي والأخذ بأسباب الرزق، من ناحية أخرى إن الحديث القدسي هو ما رواه النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن رب البرية وهو ما أتى للنبي بإلهام أو رؤية، لذلك إن من الأحاديث القدسية الواردة عن الرزق ما يلي:
- قوله صلى الله عليه وسلم: ا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب، وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب، فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ، وكُنتَ عِندِي مَحمُودًا، وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا.
- أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة: “يا ابنَ آدمَ تفرَّغ لعبادَتي، أملأُ صدرَكَ غنًى وأسُدَّ فقرَكَ وإلَّا تفعلْ ملأتُ صدرَكَ شُغلًا ولَم أسُدَّ فقرَكَ”.
شاهد أيضاً: هل يمكن اصدار تأشيرة خروج وعودة قبل انتهاء الاقامة بشهر
هل الأولاد رزق مكتوب
في خضم غدير الأسئلة التي يطرحها العديد من الأشخاص حول أنواع الرزق المكتوب للإنسان، يطرح البعض منهم سؤال هل الزواج والأولاد من أنواع الرزق المكتوب للإنسان في اللوح المحفوظ، وعليه:
- إن كل شيء يجري منذ أن خلق الله تعالى البشرية مكتوب في اللوح المحفوظ لأن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق القلم وقال له اكتب ( قال ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة).
- ولقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية الشريفة حول ذلك أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر بعث الله ملكاً ينفخ فيه الروح، ويكتب رزقه وأجله، وعمله، وهل هو شقي أم سعيد.
- علاوةً على ذلك إن الرزق مكتوب لا يزيد ولا ينقص ولكن الله تعالى جعل للرزق أسباب ومنها:
- السعي: وهو أهم مسببات الرزق، فعلى الإنسان أن يسعى جاهداً لطلب الرزق، والدليل على ذلك قوله تعالى (﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.
هل الرزق مرتبط بالنية
مما لا شكّ فيه أن الله عز وجل كتب للإنسان رزقه منذ أن كان روحاً في بطن أمه، كما كتب عليه هل سيكون شقي أم سعيد، ولكن يطرح البعض سؤالاً وهو هل الرزق مرتبط بالنية، وخير ما نستدل منه على ذلك هو ما ورد من أحاديث نبوية حول ذلك:
- لقد أوردت بعض أحاديث السنة النبوية أن العبد يُرزق على نيته، ومنها قوله تعالى (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوُله ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَةٍ يَنْكِحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ».
- أما عن المقصود بالنية في متن الحديث السابق فهي القصد والإرادة، ويتبين من ذلك أن منها نية القلوب التي لا يُنطق بها التي يعقدها الإنسان لأداء أي عمل في الحياة.
شاهد أيضاً: هل يمكن الشفاء من الورم الخبيث وكم تستغرق فترة العلاج
هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد، من خلال ما تقدم يتبين لنا أن السعي والاجتهاد عبارة عن أسباب للرزق يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل الإنسان لينال حظه من الرزق الذي كتبه الله له عز وجل منذ أن كان روحاً في بطن أمه، وإن التقاعس عن هذه الأسباب قد يحرم الإنسان من نيل هذا الرزق.