تُثير حياة خديجة بنت خويلد، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، العديد من التساؤلات، خاصة حول عملها بعد الزواج. يتساءل الكثيرون عما إذا كانت خديجة قد استمرت في العمل بعد ارتباطها بالنبي، وبما أنها كانت سيدة عريقة وثرية في مكة، فإن تاريخها يستحق الاستكشاف. سنقوم من خلال هذا المقال بالتعرف على جوانب من حياة السيدة خديجة.
محتويات
هل استمرت خديجة في العمل بعد الزواج?
ولدت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد في منزل يُعَدُّ مثالاً للعز والثراء في مكة، ولُقبت بالطاهرة. قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجت أولاً من أبي هالة بن زرارة التميمي الذي توفي، ثم تزوجت بعده من عتيق بن عابد، لكنهما انفصلا أيضًا. أنجبت خديجة ثلاث بنات وولدًا، وكان لها دور رئيسي في التجارة بفضل ثروتها، حيث كانت ترسل التجار إلى بلاد الشام كل عام. عمل النبي محمد عندها، وثقت به وعرفت أمانته من غلامها ميسرة، ومن ثم تزوجته.
بعد زواجهما، تُوكل الرسول بإدارة أموال خديجة، وأنجبت له ستة أطفال، لكنها لم تعمل بنفسها بعد الزواج. كانت خديجة أول من صدق النبي وآمن به وساهمت بكل ما تملك في دعوة الإسلام، وقاسمت معه صعوبات الحصار خلال الأزمات، عازفة عن الثروات رغم كونها من أصل نبيل.
فضائل السيدة خديجة
كانت خديجة هي أول من ناصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بداية رسالته عندما نزل عليه الوحي، حيث جاء إليها وهو في حالة من الخوف والقلق. وطمأنته بالقول: “كَلّا أبْشِرْ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ” [رواه: مسلم].
عُرفت خديجة بقوة شخصيتها وحكمتها في العديد من المواقف، حيث أظهرت عقلها الراجح في إدارة شؤون التجارة واستقبال خبر الوحي كحادثة هامة، بعيداً عن الخرافات التي قد تسيطر على الأذهان. كانت بلاغتها في كلماتها سبباً في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته.
وفاة خديجة بنت خويلد
توفيت السيدة خديجة في السنة العاشرة للبعثة النبوية، بعد الحصار الذي تعرض له بنو هاشم. في ذلك الحين، كانت تبلغ 65 عامًا. تم دفنها في مقبرة الحجون، حيث قام النبي بدفنها، ولكنه لم يُصلِّ عليها إذ لم تكن صلاة الجنازة مُشرعة في ذلك الوقت، وذلك بعد فترة وجيزة من وفاة عمه.
وبهذا، نكون قد تناولنا مسألة عمل السيدة خديجة بعد الزواج وتعرفنا على جوانب عدة من حياة هذه المرأة المميزة، التي لم يتزوج عليها النبي حتى وفاتها، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدّرها ويحبها حبًا عميقًا.