هل يجوز الاحتفال برأس السنة، لا شك أن المسلم يهتم بالحكم الشرعي حول المسائل الدينية والدنيوية ، حيث من خلال معرفة الموقف الشرعي تسير أمور الناس على النحو الصحيح، ولا يقع الناس في الذنوب والمعاصي لا قدر الله، ونلاحظ في هذه الأثناء بدأ الحديث عن إقامة الاحتفالات الخاصة براس السنة الميلادية، التي تقام في ليلة 31 ديسمبر، ويتم إقامة الكثير من المظاهر الاحتفالية بهذه المناسبة، كذلك يقوم الناس بتهنئة بعضهم البعض وتمني الكثير من الرغبات، ويهتم موقعنا في هذا المقال بتقديم هل يجوز الاحتفال برأس السنة، وأقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية.
محتويات
هل يجوز الاحتفال برأس السنة
وفي الرد على سؤال هل يجوز الاحتفال برأس السنة، أجمع علماء الأمة على عدم جواز مشاركة أهل الكتاب احتفالاتهم، ولا تهنئتهم بهذه المناسبة، وبالتالي إن حكم هذه المسألة هي حرام، واستدل العلماء على تحريم الاحتفال براس السنة من هلال الكتاب والسنة والاجماع، وفيما يلي إليكم الأدلة الشرعية:
- أما الكتاب: فقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً [الفرقان:72].
- 2- وأما السنة: فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر. رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم.
- من الاجماع: كما هو معلوم أن اليهود والنصارى كانوا يحتفلون في عهد صدر الاسلام بأعيادهم، لكن لم يُذكر أن المسلمين شاركوهم احتفالاتهم ولا تهنئتهم بها، ولك يكن أهل الذمة يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم.
- وأما الاعتبار فيقال: الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة:48].
شاهد أيضا: حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة الميلادية الجديدة
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية
إن حكم الاحتفال براس السنة الميلادية عن المالكية هو أن المسلم يحتفل فقط بعيد الفطر والأضحى، ويُحرم عليه الاحتفال بأي عيد آخر، وبالتالي الاحتفال براس السنة الميلادية عند المالكية حرام، ولا يجوز للمسلم أن يحتفل بها ولا يُهنئ المسيحين بها، وفيما يلي نقدم لكم قول الإمام مالك رحمه الله في حكم الاحتفال برأس السنة:
- يقول الإمام مالك رحمه الله: “وَمِنْ الْعُتْبِيَّةِ قَالَ أَشْهَبُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: أَتَرَى بَأْسًا أَنْ يُهْدِيَ الرَّجُلُ لِجَارِهِ النَّصْرَانِيِّ مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ؟
قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّيوَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1]الْآيَةَ”.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام سؤال وجواب
كما ذكرنا لكم في الفقرة السابقة أن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية حرام، ولقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على هذا القول، باستثناء بعض العلماء الذي أجازوا الاحتفال، وقالوا أن الاحتفال براس السنة جائز شرعًا ولا حرمة فيه، ويجوز للمسلم أن يتشارك أفراح الآخرين الذين يعيشون في وطنه، كذلك تهنئتهم مع الالتزام بكافة الضوابط الشعرية، لا يُلزمه القيام بطقوسهم الدينية أو ممارسة العبادات التي تُخالف العقيدة الإسلامية.
شاهد أيضا: مفتي الجمهورية يوضح حكم الاحتفال بالعام الميلادي الجديد
أقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية
بعد أن قدمنا لكم هل يجوز الاحتفال برأس السنة، وحكم الاحتفال بهذه المناسبة، سوف نستعرض في هذه الفقرة أقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية وهي كما يلي:
- قال ابن القيم رحمه الله:
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه.
- قال ابن تيمية شيخ الإسلام:
موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز من طريقين: الدليل العام، والأدلة الخاصة: أما الدليل العام: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، لما في مخالفتهم من المصلحة لنا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) فإن موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا، وكذلك قوله (خالفوا المشركين)، وأعيادهم من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم، الباطل، وأما الأدلة الخاصة في نفس أعياد الكفار، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار دالة على تحريم موافقة الكفار في أعيادهم.
- قال الشيخ عبد الوهاب الطريري:
أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة؛ فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان.
شاهد أيضا: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية للمسلمين اسلام ويب
وصلنا لنهاية المقال، وفيه عرضنا هل يجوز الاحتفال برأس السنة وحكم الاحتفال بها، حيث لا يجوز الاحتفال بهذه المناسبة ولا تقديم التهاني، كما عرضنا أقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية.